[راجية العفو]

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
حفظكم الله شيخنا الفاضل
يقول السائل
فضيلة الشيخ بارك الله فيكم
أرجو أن يتسع صدر فضيلتكم للإجابة على سؤالي
ابنة خالتي تعمل في المطار في وظيفة ضابط أمن للتفتيش على السيدات وهم يشترطون عليها أن تلبس لباس مخالف للزي الشرعي ( إيشارب يظهر الرقبة وجيبة قصيرة ، هذا لبس المحجبات عندهم )
أنا أخبرتها أنها تأثم لمخالفتها الزي الشرعي
فهل الراتب الذي تتقاضاه يعتبر حراماً
أفتونا مأجورين



الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وحفظك الله ورعاك .
وبارك الله فيك .

إذا قدّرنا خُلو ذلك العمل من الاختلاط والخلوة بالأجنبي ، فإنه لا يجوز لها أن تعمل في عمل يشترط عليها نزع حجابها أو نَزْع شيء منه .
وإذا عَمِلت في مثل ذلك العمل فإنها تأثم .
وإذا حَرُم العمل حَرُم الكَسْب .

وقد سُئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء هذا السؤال :
عندنا في العمل الحكومي يوجد الاختلاط بصورة مشينة ، فجميع المكاتب بالدائرة التي نعمل بها يوجد بها النساء أكثر من الرجال، وطبعا معظم النساء متبرجات بصورة مزرية، ويقع بصرنا رغما عنا على هذه المناظر، فما نصيحتكم لمثلنا في هذا الأمر؟ أأمكث في هذا العمل، أم نبحث عن غيره ؟

فأجابت اللجنة : إذا كان الواقع كما ذكرت ، ولم تستطع تغيير المنكر ، فاجتهد مع المسئولين في نقلك إلى عمل آخر لا اختلاط فيه، فإذا لم يتم ذلك فاترك هذا العمل واكتسب من عمل لا منكر فيه، ولو غير حكومي ؛ محافظة على دينك ، وبعدا عن مثار الفتنة ، وطرق الكسب المشروعة كثيرة : (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْء قَدْرًا ) وقال تعالى : (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا) وبالله التوفيق .

والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد