|
|
المنتدى :
قسـم البـدع والمـحدثـات
ما حكم استخدام المحسودين لقبعة المسك
بتاريخ : 24-04-2013 الساعة : 02:30 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انتشر بين الناس ما يسمى قبعة المسك , بأنها تطرد الجن وتبعد الوسواس , وفيها شفاء من الأمراض . وهي القبعة الصوف تدهن بمسك , ويقرأ فيها آية الكرسي , وبعض الآيات . وتوضع على الرأس لمدة ثلاث ليالي متوالية .فما حكم هذا العمل؟
وجزاك الله خير الجزاء

الجواب :وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا
لا يجوز مثل هذا الاعتقاد ؛ لِمَا في مِن تعليق الناس بِمثل ذلك ، ولِمَا في ذلك العمل مِن الوَهم .ولها حُكم التمائم . والشياطين والوساوس لا تُطْرَد بِمُجرّد الروائح الزكية ، وإنما تُطْرَد بالقرآن والأذكار وتحصين الأنفس والبيوت .
ولا يَتعوّذ مُتعوِّذ بِمثل تعوّذه بالمعوّذات .
ففي حديث عبد الله بن خبيب رضي الله عنه قال : خرجنا في ليلة مَطر وظُلمة شديدة نطلب النبي صلى الله عليه وسلم ليصلي لنا ، فأدركناه فقال : فقال : أصليتم ؟ فلم أقل شيئا ، فقال : قُل ، فلم أقل شيئا ، ثم قال : قل ، فلم أقل شيئا ، ثم قال : قل ، فقلت : يا رسول الله ما أقول ؟ قال: قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء . رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي .
وقال الشيخ الألباني : حسن .
وقال الشيخ الأرنؤوط : إسناده حسن .
وفي حديث عُقبة بن عامر الْجُهَنِيِّ رضيَ اللّهُ عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ : أَلا أَدُلُّكَ - أَوْ قَالَ : - أَلا أُخْبِرُكَ بِأَفْضَلِ مَا يَتَعَوَّذُ بِهِ الْمُتَعَوِّذُونَ ؟ قَالَ : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ : قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ، وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ، هَاتَيْنِ السُّورَتَيْنِ . رواه الإمام أحمد وأبو داود ، وصححه الألباني والأرنؤوط .
قال ابن كثير : أنفع ما يستعمل لإذهاب السِّحر ما أنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم في إذهاب ذلك ، وهما المعوذتان ، وفي الحديث: " لم يتعوذ المتعوذون بمثلهما " ، وكذلك قراءة آية الكرسي فإنها مطردة للشيطان . اهـ .
ولو كانت قُبّعة المسك خيرا لسَبَقنا إليها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأن المسك كان معروفا .
قال ابن القيم رحمه الله : ثَبَتَ فِي " صَحِيحِ مسلم "، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : أَطْيَبُ الطِّيبِ الْمِسْكُ .
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ : عَنْ عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : كُنْتُ أُطَيِّبُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ أَنْ يُحْرِمَ وَيَوْمَ النَّحْرِ قَبْلَ أَنْ يَطُوفَ بِالْبَيْتِ بِطِيبٍ فِيهِ مِسْكٌ .
الْمِسْكُ : مَلِكُ أَنْوَاعِ الطِّيبِ ، وَأَشْرَفُهَا وَأَطْيَبُهَا ، وَهُوَ الَّذِي تُضْرَبُ بِهِ الأَمْثَالُ ، وَيُشَبَّهُ بِهِ غَيْرُهُ، وَلا يُشَبَّهُ بِغَيْرِهِ ، وَهُوَ كُثْبَانُ الْجَنَّةِ ، وَهُوَ حَارٌّ يَابِسٌ فِي الثَّانِيَةِ ، يَسُرُّ النَّفْسَ وَيُقَوِّيهَا ، وَيُقَوِّي الأَعْضَاءَ الْبَاطِنَةَ جَمِيعَهَا شُرْبًا وَشَمَّا ، وَالظَّاهِرَةَ إِذَا وُضِعَ عَلَيْهَا . نَافِعٌ لِلْمَشَايِخِ ، وَالْمَبْرُودِينَ ، لا سِيَّمَا زَمَنَ الشِّتَاءِ ، جَيِّدٌ لِلْغَشْيِ وَالْخَفَقَانِ وَضَعْفِ الْقُوَّةِ بِإِنْعَاشِهِ لِلْحَرَارَةِ الْغَرِيزِيَّةِ ، وَيَجْلُو بَيَاضَ الْعَيْنِ ، وَيُنَشِّفُ رُطُوبَتَهَا ، وَيَفُشُّ الرِّيَاحَ مِنْهَا وَمِنْ جَمِيعِ الأَعْضَاءِ ، وَيُبْطِلُ عَمَلَ السَّمُومِ وَيَنْفَعُ مِنْ نَهْشِ الأَفَاعِي ، وَمَنَافِعُهُ كَثِيرَةٌ جِدًّا ، وَهُوَ مِنْ أَقْوَى الْمُفَرِّحَاتِ . اهـ .
وسبق :
تدخّـلات الشياطين في حَياة الآدمييـن ..
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6065
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
|
|
|
|
|