[راجية العفو]

السؤال
قال تعالى (ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون )
هل المقصود لو أخرجهم الله من عذاب جهنم وأعادهم إلى الدنيا لعادوا لفعل ما نهوا عنه




الجواب :
نعم ، بدليل السياق ، فإن الآية التي قبلها ، هي قوله تعالى : (وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآَيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) ثم قال تعالى مُكَذِّبًا إياهم : (بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ) .

قال ابن كثير : يَذْكُرُ تَعَالَى حَالَ الْكُفَّارِ إِذَا وَقَفُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى النَّارِ ، وَشَاهَدُوا مَا فِيهَا مِنَ السَّلاسِلِ وَالأَغْلالِ ، وَرَأَوْا بِأَعْيُنِهِمْ تِلْكَ الأُمُورَ الْعِظَامَ وَالأَهْوَالَ ، فَعِنْدَ ذَلِكَ قَالُوا : (فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآَيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) يَتَمَنَّوْنَ أَنْ يُرَدُّوا إِلَى الدَّارِ الدُّنْيَا ، لِيَعْمَلُوا عَمَلا صَالِحًا ، وَلا يُكَذِّبُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ ، وَيَكُونُوا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ .

والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد