|
|
المنتدى :
قسم أراشيف الفتاوى المكررة
حكم من رفض اجراء عملية جراحية لاستئصال البواسير؟
بتاريخ : 11-11-2013 الساعة : 02:31 PM
السؤال
هل ياثم من رفض اجراء عملية جراحية لاستئصال البواسير وفضل الصبر على هذا المرض وان تسبب في وفاته؟
وما الضابط في التداوي ؟
جزاكم تااه خيرا

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .
مسألة التداوي مما اختُلِف في حُكمها .
وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتداوي وحثّ عليه ، فقال : إِنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ الدَّاءَ وَالدَّوَاءَ ، وَجَعَلَ لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءً ، فَتَدَاوَوْا وَلا تَدَاوَوْا بِحَرَامٍ . رواه أبو داود .
ولَمّا سُئل عليه الصلاة والسلام : أَنَتَدَاوَى ؟ قَالَ : تَدَاوَوْا ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلاَّ وَضَعَ لَهُ دَوَاءً ، غَيْرَ دَاءٍ وَاحِدٍ الْهَرَمُ . رواه الإمام أحمد وابو داود . وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .
والقول الفصل في هذه المسألة أنه يجوز ترك التداوي لِمن لا يجزع ، وعرف من نفسه الصبر والاحتساب .
وفي الصحيحين قصة المرأة التي تُصرع ، وأن النبي صلى الله عليه وسلم خيَّرَها بين أن يدعو لها فتُشفَى ، وبين أن تصبر ولها الجنة ، فاختارت الصبر على المرض ولها الجنة .
قال ابن حجر في شرح الحديث : وفيه دليل على جواز ترك التداوي . اهـ .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : وأما التداوي فليس بواجب عند جماهير الأئمة ، وإنما أوجبه طائفة قليلة ، كما قاله بعض أصحاب الشافعي وأحمد ، بل قد تنازع العلماء أيما أفضل التداوي أم الصبر ؟ للحديث الصحيح ، حديث ابن عباس عن الجارية التي كانت تُصْرَع وسألتِ النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو لها ، فقال : إن أحببت أن تَصْبِري ولكِ الجنة ، وإن أحببتِ دَعوتُ الله أن يَشفيك . فقالت : بل أصْبِر ، ولكني أتَكَشَّف ، فادْعُ الله لي أن لا أتَكَشَّف . فَدَعا لها أن لا تَتَكَشَّف . ولأنَّ خَلْقًا من الصحابة والتابعين لم يكونوا يتداوون ، بل فيهم من اختار المرض كأُبَيّ بن كعب وأبي ذر ، ومع هذا فلم يُنْكَر عليهم ترك التداوي . اهـ .
وأما البواسير على وجه الخصوص فهي ليست من الأمراض الخطيرة ، ولا يبلغ الأمر بصاحبها إلى الهلاك !
والله أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
|
|
|
|
|