|
رحمه الله وغفر الله له
|
|
|
|
الدولة : في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
|
|
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
نسمات الفجر
المنتدى :
قسـم الفقه العـام
بتاريخ : 27-12-2014 الساعة : 01:05 AM
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
الصحيح : أن السَّفَر لا يتقيَّد بالبُنيان ، وإنما البُنيان غالبا علامة على مُفارَقة البَلَد ، أو القَرية .
وجمهور أهل العِلْم على أن المسافر لا يترخّص بِرُخص السفر حتى يُجاوز عامِر قريته ، وليس حتى لا يَرى عُمران أبدا ، وبينهما فرق كبير .
ولو اتصل البُنيان من الشام إلى اليمن ، فإنه يُعتبر سَفَرا ، فإن الله تبارك وتعالى قال عن سبأ : (وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آَمِنِينَ (18) فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا) .
فقد كانت قُرى سبأ مُتّصِلَة .
قال قتادة : معنى (ظَاهِرَةً) : مُتَّصِلَة على طريق ، يَغْدُون فيَقِيلون في قَرية ، ويَرُوحُون فيَبِيتُون في قَرية .
وقيل: كان على كل ميل قرية بِسُوق ، وهو سبب أمْن الطريق .
وقال الحسن : كانت المرأة تخرج معها مغزلها وعلى رأسها مكتلها ، ثم تَلْتَهِي بِمِغْزَلِها ، فلا تأتي بيتها حتى يمتلئ مِكَتلها مِن كل الثمار ، فكان ما بين الشام واليمن كذلك .
ومع ذلك اعتبروه سَفَرا ، فقالوا : (رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا) .
وأما ما بين الطائف وجدة ، فهي مسافة سَفَر ، ولو اتصل البُنيان لم ينقطع السفر ، مع أن المسافة بينهما فيها أماكن كثيرة ليست مأهولة ، سواء مِن طريق الهدا ، أو مِن طريق السيل .
والسَّفَر في عُرف العلماء : هو ما يَعتبره الناس سَفَرا .
وأنت اعتبرتيه سَفَرا ، فقلتِ في سؤالك (لو امرأة سافرت من الطائف إلى مدينة جِدّة بدون مَحْرَم) !
فهو سَفَر على كل حال .
وبناء على ذلك : فهذه العِلَة عليلة ، كما كان يقول شيخنا العثيمين رحمه الله عن العِلّة الضعيفة !
فلا يُعَوَّل على هذا القَول ولا على هذا التعليل .
ويُستثنى من ذلك : ما إذا تقاربت المدن فأصبحت حدود تلك المدينة قريبة مِن حدود مدينة أخرى ، فنقص عن مسافة السفر ، ولم تعُد في عُرف الناس سَفرا .
ومِن هذا الباب : ما حَكَم به علماؤنا مِن نقص المسافة التي بين الرياض والْخَرْج ، والتي بين مكة وجدة ، فاعتبروها أقلّ مِن مسافة القصر .
وقد تساهل كثير من الناس في الإذن للنساء في السفر مِن غير مَحْرَم ، سواء عبر الطائرات ، أو غيرها مِن وسائل المواصلات ، وهذا لا شكّ أنه تساهل مرفوض ، ومُخالِف للشَرْع ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يُقرّ الرجل الذي دُوِّن اسمه في الغَزو ، وقد تَرَك امرأته خَرَجَتْ للحج .
كما تساهل الناس في ركوب المرأة لوحدها مع السائق الأجنبي داخل البلد ، مِن غير وُجود مَحْرَم ، ومِن غير وُجود مَن يقطع الخلوة مِن كبير عاقل .
وهذا مُحَرَّم ؛ لِمَا فيه مِن الخلوة ، ولو كان في وسط المدينة .
وسبق :
هل يجوز للمرأة أن تسافر أو تَبيت في فندق دون مَحْرَم ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=12101
هل يجوز لصديقتي الركوب مع السائق لوحدها ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=78
والله تعالى أعلم .
|
|
|
|
|