[راجية العفو]

السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم - وفقكم الله لِما يرضيه عنكم -
هناك عادة منتشِرة بين الناس ، وليس لها أصل في السُنّة ، مثل مصافحة الداخِل للجالسين في المجلس ، فحين يدخل على الضيوف مثلاً يقوم بمصافحتهم واحدًا واحدًا ، وربما قبّلهم ..
فهل مثل هذه العادات يأثم صاحبها ، لأن النبي عليه الصلاة والسلام ما كان يفعلها ؟

وبارك الله فيكم ووفقكم لكل خير ويسّر الله عليكم بتيسيركم على الناس وأعلى الله مِن شأنكم في الدنيا والآخرة .



الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

لها أصْل من حيث مشروعية الْمُصافَحَة .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَلْتَقِيَانِ فَيَتَصَافَحَانِ إِلاَّ غُفِرَ لَهُمَا قَبْلَ أَنْ يَفْتَرِقَا . رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه ، وصححه الألباني والأرنؤوط .

والْمُصافَحَة مشروعة عند اللقاء .
سُئل النبي صلى الله عليه وسلم : الرَّجُلُ مِنَّا يَلْقَى أَخَاهُ أَوْ صَدِيقَهُ أَيَنْحَنِي لَهُ ؟ قَالَ : لا . قَالَ : أَفَيَلْتَزِمُهُ وَيُقَبِّلُهُ ؟ قَالَ : لا . قَالَ : أَفَيَأْخُذُ بِيَدِهِ وَيُصَافِحُهُ ؟ قَالَ : نَعَمْ . رواه الإمام أحمد والترمذي ، وقال : حَدِيثٌ حَسَن . وحسّنه الألباني .

وعند البخاري عَنْ قَتَادَةَ ، قَالَ : قُلْتُ لأَنَسٍ أَكَانَتِ الْمُصَافَحَةُ فِي أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ؟ قَالَ : نَعَم .

وكنت سألت شيخنا الشيخ إبراهيم الصبيحي وفقه الله عن الحديث السابق وعن جملة " وَيُقَبِّلُهُ ؟" ، فهل وقعنا في المحذور بِما نفعله ؟
فأجاب حفظه الله بأن المحذور ليس هو مُجرّد وَضْع الْخدّ على الخدّ – كما نفعل – وإنما المحذور هنا أن يضع أحدهما شفتيه على خدّ صاحبه .

وسبق :
ما حكم تقبيل الخد ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=521
هل يجوز للرجل تقبيل الرَّجل ?
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=3994

هل يجوز تقبيل الأخت في وجنتيها أو جبهتها ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=3953
والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية