عرض مشاركة واحدة

راجية العفو
الصورة الرمزية راجية العفو

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 13
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : السعودية
المشاركات : 4,421
بمعدل : 0.79 يوميا

راجية العفو غير متواجد حالياً عرض البوم صور راجية العفو


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسم أراشيف الفتاوى المكررة
افتراضي أفطرت في رمضان جهلاً منّي بوجوب الصيام فماذا يلزمني ؟
قديم بتاريخ : 11-04-2015 الساعة : 09:55 PM


السؤال
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته

شيخنا الفاضل أرجوا ترشدني في أمري

جرت العادة في بلادنا ان الفتاة لا تعتبر بالغة الا اذا رأت الحيض
وكذلك فعلت فلم أصم حتى رأيت الحيض علما أنني كنت اجهل باقي علامات البلوغ
وبذلك لم اصم الرمضانات التي تحققت فيها باقي العلامات جهلا مني لذلك لا تعمدا

شيخنا الفاضل هل علي قضاء تلك الايام التي كنت قد بلغت فيها دون علم (يعني التي تحققت فيها باقي العلامات دون الحيض) ؟
واذا كان يجب علي القضاء فسيكون حوالي ستون يوما و ها هو رمضان على الابواب و لن استطيع اكمال صيام 60 يوما كلها
فهل سيكون علي فدية ان دخل رمضان هذا و لم أكمل ما علي من صيام ؟
علما انني طالبة و لا املك دخلا فرديا

وكذلك اجد صعوبة في الصيام فأمي تمنعني بحجة ان ذلك يضعفني
فهل فعلا هذه الايام تبقى في ذمتي أم اعذر للجهل ؟



الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

إذا كنت جاهلة بالحكم فلا شيء عليك .
ففي الصحيحين من حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه ، قال : لَمَّا نَزَلَتْ : (حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ) عَمَدْتُ إِلَى عِقَالٍ أَسْوَدَ وَإِلَى عِقَالٍ أَبْيَضَ فَجَعَلْتُهُمَا تَحْتَ وِسَادَتِي ، فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ فِي اللَّيْلِ فَلاَ يَسْتَبِينُ لِي ، فَغَدَوْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرْتُ لَهُ ذَلِكَ فَقَالَ : إِنَّمَا ذَلِكَ سَوَادُ اللَّيْلِ وَبَيَاضُ النَّهَارِ . رواه البخاري ومسلم .
وفي رواية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : إِنَّ وِسَادَتَكَ لَعَرِيضٌ ! إِنَّمَا هُوَ سَوَادُ اللَّيْلِ وَبَيَاضُ النَّهَارِ .
وضُبِطت : " إِنَّ وِسَادَكَ لَعَرِيضٌ " .
قال النووي : وَفِي أَكْثَرِ النُّسَخِ أَوْ كَثِيرٍ مِنْهَا : " إِنَّ وِسَادَكَ لَعَرِيضٌ " وَفِي بَعْضِهَا : " إِنَّ وِسَادَتَكَ لَعَرِيضٌ " بِزِيَادَةِ تَاءٍ ، وَلَهُ وَجْهٌ أَيْضًا مَعَ قَوْلِهِ عَرِيضٌ ، وَيَكُونُ الْمُرَادُ بِالْوِسَادَةِ الْوِسَادُ ، كَمَا فِي الرِّوَايَةِ الْأُخْرَى ؛ فَعَادَ الْوَصْفُ عَلَى الْمَعْنَى لا عَلَى اللَّفْظِ . اهـ .
وروى البخاري ومسلم عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ : أُنْزِلَتْ : (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ) ، وَلَمْ يُنْزَلْ : (مِنَ الْفَجْرِ) ، وَكَانَ رِجَالٌ إِذَا أَرَادُوا الصَّوْمَ رَبَطَ أَحَدُهُمْ فِي رِجْلَيْهِ الْخَيْطَ الأَبْيَضَ وَالْخَيْطَ الأَسْوَدَ ، وَلاَ يَزَالُ يَأْكُلُ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُ رُؤْيَتُهُمَا ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ بَعْدَهُ (مِنَ الْفَجْرِ) ، فَعَلِمُوا أَنَّمَا يَعْنِي اللَّيْلَ مِنَ النَّهَارِ .
ولم يُؤمروا بالقضاء .

قال شيخنا الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
موانع التكليف :
للتكليف موانع منها : الجهل والنسيان والإكراه ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه " . رواه ابن ماجه والبيهقي وله شواهد من الكتاب والسنة تدل على صحته .
فالجهل : عدم العلم ، فمتى فعل المكلَّف مُحَرَّما جاهلاً بتحريمه فلا شيء عليه ، كمن تكلم في الصلاة جاهلاً بتحريم الكلام ، ومتى ترك واجباً جاهلاً بوجوبه لم يلزمه قضاؤه إذا كان قد فات وقته ، بدليل أن النبي صلي الله عليه وسلم لم يأمر المسيء في صلاته وكان لا يطمئن فيها لم يأمره بقضاء ما فات من الصلوات ، وإنما أمره بفعل الصلاة الحاضرة على الوجه المشروع . اهـ .

والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية



رد مع اقتباس