|
رحمه الله وغفر الله له
|
|
|
|
الدولة : في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
|
|
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
مُسلم
المنتدى :
قسـم الفتـاوى العامـة
بتاريخ : 28-05-2015 الساعة : 12:12 AM
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
الإخلاص عزيز ، وعلى المسلم أن يجعل هَمّه الأول رضا ربّه ، فإن مَن طلب رضا الله رضي الله عنه وأرضى عنه الناس ، كما قال عليه الصلاة والسلام : مَن التمس رضا الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى الناس عنه ، ومَن التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس . رواه الترمذي ، وصححه الألباني .
وما كان تابِعًا لِرضا الله ، أو كان وسيلة إليه ؛ فهو مطلوب ، ومِن أعلى ذلك : طلب رضا الوالدين ، وحُسن التعامل معهما ، وكذلك حُسن الْخُلُق مع الزوجة ، ومع الناس جميعا ؛ لقوله تعالى : (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا) ، ومع الجيران خصوصا ، فقد أوصَى بهم الله عزَّ وجَلّ ، فقال (وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ) .
وأوصَى النبي صلى الله عليه وسلم بالجار كثيرا .
ومِن أفضل الأعمال : حُسن الْخُلُق .
فقد سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة ؟ فقال : تقوى الله وحُسْن الْخُلُق . وسُئل عن أكثر ما يدخل الناس النار ؟ فقال : الفم والفرج .. رواه الإمام أحمد والبخاري في " الأدب الْمُفْرَد " والترمذي وابن ماجه ، وحسّنه الألباني والأرنؤوط .
قال ابن القيم : جَمَع النبيُّ صلى الله عليه وسلم بين تقوى الله وحُسن الخُلق ؛ لأن تقوى الله تُصلِحُ ما بين العبد وبين ربِّه ، وحُسن الخُلق يُصلح ما بينه وبين خلقِه ، فتقوى الله تُوجِبُ له محبّةَ الله ، وحُسن الخُلق يدعو الناس إلى محبته . اهـ .
وكذلك ما يَكون مِن التهادي والأمر بالهدية ؛ لأنها تَسْتلّ سخائم الصدور ، وتَجلب المحبة .
وما أُمِر به مِن صِدق الأخوة ، ونبذ ما يُضعف هذه الأخوة .
قال ابن رجب : وقوله صلى الله عليه وسلم : " وكونوا عباد الله إخوانا " هذا ذَكَره النبي صلى الله عليه وسلم كالتعليل لِمَا تقدّم ، وفيه إشارة إلى أنهم إذا تَرَكوا التحاسد ، والتناجش ، والتباغض ، والتدابر ، وبيع بعضهم على بعض ؛ كانوا إخوانا .
وفيه أمْرٌ باكتساب ما يَصير المسلمون به إخوانا على الإطلاق ، وذلك يَدخل فيه أداء حقوق المسلم على المسلم مِن ردّ السلام ، وتشميت العاطس ، وعيادة المريض ، وتشييع الجنازة ، وإجابة الدعوة ، والابتداء بالسلام عند اللقاء ، والنصح بالغيب . اهـ .
وخلاصة القول : أن الإنسان إذا أحسن إلى الناس واحتسب الأجر والثواب وفي نفس الوقت أراد محبة الناس ؛ فلا حَرَج عليه ؛ لأن المسلم مأمور بالإحسان إلى الْخَلْق .
ويَجعل المسلم القصد مِن ذلك كلّه هو إرادة وجه الله عزَّ وجَلّ ، وتأتي محبة الناس ورضاهم تَبَعًا لرضا الله عزَّ وجَلّ .
ولا يَجعل القصد الأول أو الغالب هو رضا الناس ؛ لأن رضا الناس غاية لا تُدرَك !
وبِقَدْر ما يُخلَص العَمَل يَعظُم الأجر .
وبِقَدْر ما تَميل النفس إلى الحظوظ الدنيوية يَنقص الأجر .
وسبق الجواب عن :
أفعل بعض العبادات طاعةً لزوجي وأخشى أن تكون عبادتي ليست خالصة لوجه الله
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=3724
عاجل البُشرى
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=5035
أيفرح المؤمن بِثناء الناس أم يُدافعه ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=11613
كيف لي أن أعلم إذا أحسنت وإذا أسأت ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6341
ذَهَبَ حُسْنُ الْخُلُقِ بِخَيْرِ الدُّنْيَا وَخَيْرِ الآخِرَةِ
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=9263
سؤال عن صحة موضوع عن " الهدية "
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=1566
هل صحيح أن المرأة إن أرضت ربها سيرضى زوجها ويحبها حتى لو لم تتبعل له ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=12235
هل الاجتهاد في العمل الوظيفي أمام المسؤولين يعتبر رياءً ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=13215
والله تعالى أعلم .
|
|
|
|
|