[راجية العفو]

السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أمي دائما تقول كلام مثل حيوان لإخوتي الصغار أو كلب أو تقول لحول أو تكذب على أختي الصغيره وغيرها وأنا أخبرها أنه حرام فأصبحت تقول بأني موسوسة وأخي أصبح يقول بأني أُحرّم على كيفي وأنا لآ أقول حرام إلاّ بما تأكذت بأنه حرام وذات مرة دخلت على أمي فوجدتها ترتدي نعلة واحدة وتبحث عن الأخرى فقلت: لآ تلبسي نعلة ونعلة لآ ، فصرخت في وجهي وقالت : هآه حرام ؟ فقلت لآ ، بينما هو حرام ثم سكت قليلا لأني كذبت ثم قلت : مَن الذي يلبس نعلة واحدة ؟ فقالت : أنا أبحث ولست أمشي فيها .. وبعد قليل استوعبت بأني قلت لآ ليس كذباً وإنما كمن يحلل الحرام فعندما قالت حرام ؟ قلت: لآ . فهل أصبح كمن يُحلل شرب الخمر فإنه يكفر أم أني آثم .. وجزاكم الله خيراً على كل شئ
[/COLOR]


الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .

لا يكون مِن تحليل الحرام ؛ لأن المشي بِنعل واحدة منهي عنه ، وليس كل ما نُهْي عنه قيل عنه حرام .
قال الإمام البخاري : باب لاَ يَمْشِي فِي نَعْلٍ وَاحِدٍ
ثم روى بإسناده إلى أبي هريرة رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : لاََ يَمْشِي أَحَدُكُمْ فِي نَعْلٍ وَاحِدَةٍ لِيُحْفِهِمَا جَمِيعًا ، أَوْ لِيَنْعَلْهُمَا جَمِيعًا .
ورواه مسلم أيضا .
وفي رواية لمسلم : إِذَا انْقَطَعَ شِسْعُ أَحَدِكُمْ فَلاَ يَمْشِ فِى الأُخْرَى حَتَّى يُصْلِحَهَا .

وقال الإمام الترمذي : ما جاء في كَرَاهية المشي في النعل الواحدة .
ثم روى بإسناده إلى أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : لا يمشي أحدكم في نعل واحدة ، لينعلهما جميعا أو لِيُحْفِهما جميعا .

وقال القاضي عياض : رُوي عن بعض السلف في المشي في نعل واحدة أو خُفّ واحد أثَر لم يصح أوْ له تأويل في المشي اليسير بِقَدْر ما يُصْلِح الأخرى . نقله ابن حجر .

فالنهي محمول على الكراهة ، كما قال ابن عبد البر والنووي ، وغير واحد مِن أهل العلم .

قال ابن عبد البر عن النهي عن المشي بِنَعل واحدة : هذا نهي أدب وإرشاد .
وإجماعهم أنه إذا مشى في نَعل واحدة لم يَحْرم عليه النَّعل ، وليس عاصيا عند الجمهور ، وإن كان بالنهي عالِمًا . اهـ .

فالقول بأنه ( ليس حرام ) ليس فيه تحليل لِمَا حرَّم الله ؛ لأن الْحُكم ليس على التحريم .

ومع ذلك : فليس مثل تحليل الخمر أو الزنا ، مما يُسمّيه العلماء : المعلوم مِن الدِّين بالضرورة ، أي : الذي لا يُعذر أحد بِجهلِه .
فتحليل الحرام الْمُتّفق على تحريمه ، ليس مثل تحليل الحرام الْمُختلف في تحريمه ؛ فقد اختلف العلماء في تحريم النبيذ ، ولم يَختلِفوا في تحريم الخمر .

وأما الكذب على الصغار ، فهو من الكذب الذي يُكتَب على صاحبه .
فعن عبد الله بن عامر أنه قال : دَعَتْنِي أُمِّي يومًا ورسول الله صلى الله عليه و سلم قاعد في بيتنا ، فقالت : ها ! تَعال أُعْطِيك ! فقال لها رسول الله صلى الله عليه و سلم : وما أرَدتِ أن تُعطيه ؟ قالت : أعطيه تَمْرًا ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه و سلم : أما إنك لو لم تُعطيه شيئا كُتِبَتْ عَليك كذبة . رواه الإمام أحمد وأبو داود ، وحسنه الألباني . وقال الأرنؤوط : حسن لغيره .

ولا يجوز التلفّظ بالألفاظ البذئية ، مثل : كلب وحمار ..

وسبق :
ماحُـكم إطلاق لقب التماسيح والسحالي في المنتديات ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=1506
والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض