عرض مشاركة واحدة

نسمات الفجر
الصورة الرمزية نسمات الفجر

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 19
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : السعودية
المشاركات : 3,356
بمعدل : 0.60 يوميا

نسمات الفجر غير متواجد حالياً عرض البوم صور نسمات الفجر


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم الفقه العـام
افتراضي ما حُـكم الامتناع عن التداوي ؟
قديم بتاريخ : 23-09-2015 الساعة : 10:29 PM


هل ياثم المسلم المريض بالبواسير اذا امتنع عن اجراء العملية الجراحية علما بان هذا المرض قد يتسبب في هلاكه ؟



الجواب :
إذا بَلَغ الأمر إلى أن ترك التداوي يُفضي به إلى الهلاك ، فإنه يَجب عليه أن يَتَدَاوى ، ويأثم في ترك التداوي في هذه الحالة ، خاصة إذا تيقّن أن تَرْك التداوي يسبب له الهلاك ، أما مع وجود الظنّ ، أو الشك ؛ فلا يجب عليه أن يتداوى .
قال عليه الصلاة والسلام : إن الله أنزل الداء والدواء ، وجَعَلَ لكل داء دواء ، فتداووا ولا تداووا بحرام . رواه أبو داود .
ويشهد له حديث أم الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : إن الله خلق الداء والدواء فتداووا ، ولا تتداووا بحرام . رواه الطبراني ، وصححه الألباني .

ولَمّا سُئل عليه الصلاة والسلام : أَنَتَدَاوَى ؟ قَالَ : تَدَاوَوْا ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلاَّ وَضَعَ لَهُ دَوَاءً ، غَيْرَ دَاءٍ وَاحِدٍ الْهَرَمُ . رواه الإمام أحمد وابو داود . وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح ، وهو شاهِد لِمَا قَبْلَه .

واخْتُلِف في مسألة التداوي : هل هو واجب أو ليس بِواجب ؟

والقول الفصل في هذه المسألة أنه يجوز ترك التداوي لِمن لا يجزع ، وعرف من نفسه الصبر والاحتساب .
وفي الصحيحين قصة المرأة التي تُصرع ، وأن النبي صلى الله عليه وسلم خيَّرَها بين أن يدعو لها فتُشفَى ، وبين أن تصبر ولها الجنة ، فاختارت الصبر على المرض ولها الجنة .
قال ابن حجر في شرح الحديث : وفيه دليل على جواز ترك التداوي . اهـ .

قال ابن عبد البر : والذي أقول به : أنه قد كان مِن خيار هذه الأمة وسلفها وعلمائها قوم يصبرون على الأمراض حتى يكشفها الله ، ومعهم الأطباء ، فلم يُعابوا بِترك المعالجة ، ولو كانت المعالجة سنة مِن السنن الواجبة لكان الذم قد لحق مَن تَرك الاسترقاء والتداوي .. ولكان أهل البادية والمواضع النائية عن الأطباء قد دخل عليهم النقص في دينهم ؛ لِتَركهم ذلك ، وإنما التداوي - والله أعلم - إباحة على ما قدمنا لِمَيْل النفوس إليه وسكونها نحوه .. لا أنه سنة ولا أنه واجب ، ولا أن العلم بذلك علم موثوق به لا يخالف بل هو خَطَر وتجربة موقوفة على القدر . والله نسأله العصمة والتوفيق . وعلى إباحة التداوي والاسترقاء جمهور العلماء . اهـ .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : وأما التداوي فليس بواجب عند جماهير الأئمة ، وإنما أوجبه طائفة قليلة ، كما قاله بعض أصحاب الشافعي وأحمد ، بل قد تنازع العلماء أيما أفضل التداوي أم الصبر ؟ للحديث الصحيح ، حديث ابن عباس عن الجارية التي كانت تُصْرَع وسألتِ النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو لها ، فقال : إن أحببت أن تَصْبِري ولكِ الجنة ، وإن أحببتِ دَعوتُ الله أن يَشفيك . فقالت : بل أصْبِر ، ولكني أتَكَشَّف ، فادْعُ الله لي أن لا أتَكَشَّف . فَدَعا لها أن لا تَتَكَشَّف . ولأنَّ خَلْقًا من الصحابة والتابعين لم يكونوا يتداوون ، بل فيهم من اختار المرض كأُبَيّ بن كعب وأبي ذر ، ومع هذا فلم يُنْكَر عليهم ترك التداوي . اهـ .

وقد تَرَك التداوي بعض سلف هذه الأمة ، ولم يُعابُوا بِتَركِه .

وأما البواسير على وجه الخصوص فهي ليست من الأمراض الخطيرة ، ولا يبلغ الأمر بصاحبها إلى الهلاك !

وهنا :
حكم من رفض إجراء عملية جراحية لاستئصال البواسير؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=601

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض


رد مع اقتباس