[عبد الرحمن السحيم]

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

إذا كان هناك ما يَستدعي تشريح جثة الميت ؛ كأن تدعو الحاجة إلى معرفة الأسباب الحقيقية للوفاة ، بحيث تكون الوفاة غير طبيعية ، أو هناك غَلَبة ظن وُجود جِناية ؛ فيجوز طلب تشريح جثة الميت ، ولا يُجاوز موضع الحاجة إلى معرفة سبب الوفاة .
وما عدا ذلك لا يجوز ؛ لأن حُرمة الميت مثل حرمة الحيّ .

وفي قرار مِن مجلس هيئة كبار العلماء في المملكة : الموضوع ينقسم إلى ثلاثة أقسام :
الأول : التشريح لغرض التحقّق مِن دَعوى جنائية .
الثاني : التشريح لِغرض التحقق مِن أمراض وبائية ؛ لتتخذ على ضوئه الاحتياطات الكفيلة بالوقاية منها.
الثالث : التشريح للغرض العلمي تعلما وتعليما .
وبعد تداول الرأي والمناقشة قرر المجلس ما يلي :
بالنسب للقِسْمَين الأول والثاني : فإن المجلس يَرى أن في إجازتهما تحقيقا لمصالح كثيرة في مجالات الأمن والعدل ، ووقاية المجتمع من الأمراض الوبائية ، ومفسدة انتهاك كرامة الجثّة المشرحة مغمورة في جنب المصالح الكثيرة والعامة المتحققة بذلك ، وإن المجلس لهذا يُقرر بالإجماع إجازة التشريح لِهَذين الغرضين ، سواء كانت الجثة المشرحة جثة معصوم أم لا . اهـ .
وسُئل شيخنا الشيخ ابن باز رحمه الله : ما حكم تشريح الجنازة المشكوك في قَتْلها ؟
فأجاب : إذا كان لِعِلّة شرعية ؛ فلا بأس .

وسُئل شيخنا العثيمين رحمه الله : هل يجوز تشريح جثة المسلم بعد إصابته في حادث ؟
فأجاب : المسلم حَرامٌ دمه وماله وعِرضه ، والمسلم مُحترم في حياته وبعد مماته ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : " كسر عظم الميت كَكَسْرِه حيا " أخرجه أبو داوود . وإذا عُلم ذلك ، فإن تشريح جثة الميت المسلم بعد وفاته لا يجوز إلاّ إذا دعت الحاجة أو الضرورة لذلك ، وإذا دعت الحاجة أو الضرورة إلى ذلك فإن هذا يُقَدّر بِقَدر الحاجة ، ثم يُعاد الجسم كما كان ، بمعنى أننا إذا انتهينا من الشيء الذي نحتاج إلى فحصه مثلاً ، فإنه يُنظّف الجسم ويُخاط ويُغسَل ويُكفّن ويُصلى عليه ويُدفن مع المسلمين . اهـ .

وسبق الجواب عن :
هل يجوز تشريح الجثث في كليات الطب ، وما حكم كَشف وَجه الطالبة في المعامل ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=16710

ما حكم التبرع بالأعضاء والدم ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4263

والله تعالى أعلم .