|
رحمه الله وغفر الله له
|
|
|
|
الدولة : في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
|
|
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
طالبة علم
المنتدى :
قسـم السنـة النبويـة
بتاريخ : 15-12-2015 الساعة : 02:36 PM
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
المقصود كثرة الضحك التي تُشعِر بالغَفلَة ، وتُورِث النَّدَم ، وتكون غالِبَة على الشخص ، وتخالِف هَدْي النبي صلى الله عليه وسلم .
فإن كثرة الضحك خِلاف هدي النبي صلى الله عليه وسلم ، فإنه صلى الله عليه وسلم ما كان يَضحك حتى تُرى لَهَواته .
قالت عائشة رضي الله عنها : ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم مُسْتَجْمِعا قطّ ضاحكا حتى أرى منه لَهَواته ، إنما كان يَتَبَسَّم . رواه البخاري ومسلم .
وجاء في صِفَة ضَحِكه عليه الصلاة والسلام : فضَحِك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بَدَتْ نَواجِذه . كما في الصحيحين في غير حديث .
قال ابن بطّال : والنواجذ آخر الأسنان ، وهى أسنان الحلم عند العرب . اهـ .
قال ابن القيم : فَصْل في هَدْيه صلى الله عليه وسلم في كلامه وسكوته وضَحكه وبُكائه :
وكان جُلّ ضَحكه التبسّم ، بل كُلّه التبسّم ، فكان نهاية ضحكه أن تَبْدُو نَوَاجِذه .
وكان يضحك مما يُضحك منه ، وهو مما يتعجب مِن مِثله ويُستغرب وقوعه ويُسْتَنْدَر .
وللضحك أسباب عديدة هذا أحدها .
والثاني : ضَحك الفرح ، وهو أن يرى ما يَسرّه أو يُباشِره .
والثالث : ضَحك الغضب ، وهو كثيرا ما يَعتري الغضبان إذا اشتدّ غضبه ، وسببه تعجّب الغضبان مما أوْرَد عليه الغَضب ، وشعور نفسه بالقدرة على خصمه ، وأنه في قَبضته ، وقد يكون ضَحكه لِمُلْكِه نفسه عند الغضب ، وإعراضه عمّن أغضبه ، وعَدم اكتراثه به . اهـ .
وقال ابن حجر : وَاَلَّذِي يَظْهَر مِنْ مَجْمُوع الأَحَادِيث أَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي مُعْظَم أَحْوَاله لا يَزِيد عَلَى التَّبَسُّم ، وَرُبَّمَا زَادَ عَلَى ذَلِكَ فَضَحِكَ ، وَالْمَكْرُوه مِنْ ذَلِكَ إِنَّمَا هُوَ الإِكْثَار مِنْهُ ، أَوْ الإِفْرَاط فِيهِ ؛ لأَنَّهُ يُذْهِب الْوَقَار . اهـ .
وكثرة الضحك تُذهِب الخشوع وتُقسّي القلب ، وقد أوصى سليمان عليه الصلاة والسلام ابنه فقال : ولا تُكثر الضحك ، فإن كثرة الضحك تَسْتَخِفّ فُؤاد الرَّجل الحكيم . رواه البيهقي في " شُعب الإيمان " .
وكثرة الضحك تُنسِي ذِكر الموت ، ففي حديث أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم مَرّ بِقَوم يَضحَكون ويَمْزَحون ، فقال : أكثروا ذِكر هاذم اللذات . رواه البيهقي في " شُعب الإيمان " .
ولأن الإنسان قد يُكثر الضحك ولا يَدرِي هل رَضي الله عنه أو لا ؟
فإن كان الله رضي عنه ؛ فليس شُكر نِعمة الرِّضا بِكثرة الضحك ، بل بِكثرة العبادة (فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ) .
وإن كانت الأخرى ؛ فَحَقّه البكاء حتى يُرضي ربّه .
مَرَّ شُرَيْحٌ بِقَوْمٍ وَهُمْ يَلْعَبُونَ ، فَقَال : مَالَكُمْ ؟ قَالَوا : فَرَغْنَا يَا أَبَا أُمَامَةَ . قَالَ : مَا بِهَذَا أُمِرَ الْفَارِغُ .
وقال بلال بن سعد : رُبّ مسرور مَغبون ، ورب مغبون لا يَشعر ، فَوَيل لِمَن له الوَيل ولا يَشعر ، يأكل ويَشرب ويَضحك وقد حَقّ عليه في قضاء الله عزّ وجَلّ أنه من أهل النار ، فيا وَيل لك رُوحا ، ويا وَيل لك جَسدا . فَلْتَبْكِ ولْتَبْكِ عليك البواكي لَطول الأبَد . رواه البيهقي في " شُعب الإيمان " .
وقال ابن كثير : قَوْلُهُ : (فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ) أَيْ: إِذَا فَرغت مِنْ أُمُورِ الدُّنْيَا وَأَشْغَالِهَا وَقَطَعْتَ عَلائِقَهَا ، فَانْصَبْ فِي الْعِبَادَةِ ، وَقُمْ إِلَيْهَا نَشِيطًا فَارِغَ الْبَالِ ، وَأَخْلِصْ لِرَبِّكَ النِّيَّةَ وَالرَّغْبَةَ .
وسبق الجواب عن :
هل يصح قول : الله يكفينا شرّ هذا الضحك ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4021
تعاني مِن قسوة القلب ولا تتأثر بالمواعظ الدينية ، فما الحل ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18693
لدي إخوة عاطلين عن العمل لو تُدْلِي بنصيحة ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4319
ما حكم مشاهدة الأفلام والمسلسلات في أوقات الفراغ للتسلية ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=16875
والله تعالى أعلم .
|
|
|
|
|