عرض مشاركة واحدة

راجية العفو
الصورة الرمزية راجية العفو

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 13
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : السعودية
المشاركات : 4,421
بمعدل : 0.79 يوميا

راجية العفو غير متواجد حالياً عرض البوم صور راجية العفو


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم الفتـاوى العامـة
افتراضي ما هي الحالات الثلاث التي لا يكون فيها عطف البيان بدلاً مطابقاً؟
قديم بتاريخ : 15-02-2016 الساعة : 10:47 PM


السؤال
فضيلة الشيخ

كنت أسمع لشيخنا العلامة الخضير حفظه الله تعالى في شرحه لمتن الآجرومية فقال في ثنايا شرحه بأن عطف البيان هو نفسه البدل المطابق مثل قال عمر الفاروق ) إلا في ثلاث حالات وقد أتم الشيخ شرح المتن كاملاً ولم يذكر تلكم الحالات.

فأرجو منكم أن تدلوني عليها وتذكروها لي؟!!

وجزيتم خيراً

الجواب :

وجزاك الله خيرا .

في " شرح أوضح المسالك " ليوسف البقاعي في : " بَدَل البَعض مِن الْكُلّ " قال : ضابطه : أن يكون البدل جزءا حقيقيا مِن الْمُبْدَل منه ، وأن يَصِحّ الاستغناء عنه بِالْمُبْدَل منه ، ولا يفسد المعنى بِحَذفِه . اهـ .

وفي " التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية " لِمحمد محيى الدين عبد الحميد في " البَدَل " :
بَدَل الكُلّ مِن الكُلّ، ويسمى البدل المطابق، وضابطه : أن يكون البدل عينَ الْمُبْدَل منه ، نحو : " زارني محمدٌ عمُكَ " . اهـ .

وفي " التطبيق النحوي " للدكتور عبده الراجحي : لا يجوز أن يُبْدَل ضَمير مِن ضمير ، ولا ضمير مِن اسم ظاهر . اهـ .

وفي " الموجز في قواعد اللغة العربية " لِسعيد الأفغاني : بعض النحاة لا يقول بِتابِع خامِس هو عطف البيان ، ويجعل التوابع أربعة فقط ، وكل أمثلة عَطف البيان يَجعلها مِن البدل الْمُطَابِق "بَدَل كُلّ مِن كُلّ". والحق أن هذا يمكن في بعض الأمثلة لا كُلّها ، فحيثما بَقِيت الجملة سليمة بوضعنا التابع مكان المتبوع تَصِحّ البَدلية فيها وعطف البيان ، وحيثما يختل اللفظ أو المعنى فالتابع عطف بيان حَتْمًا ، فالجملة "جارتك جاء خالد أخوها " تَخْتَلّ إذا حَذَفْتَ منها عطف البيان "أخوها"، ولو كان بَدلاً ما اخْتَلَّت . وإليك زيادة بيان :
فُروق بين البدل وعطف البيان :
1- البدل هو المقصود بالحكم وأُتي بالمتبوع قبله تمهيدا لِذِكْر البَدَل ، على حين عطف البيان متبوعه هو المقصود ، وإنما أُتي بعطف البيان للتوضيح فهو كالصِّفَة .
2- عطف البيان أوضح مِن مَتبوعه ، ولا يُشْترط ذلك في البَدل .
3- يَخُصّون عطف البيان بالمعارِف أو النكرات المختصة "عند بعضهم" ، ولا يشترط ذلك في البدل .
4- لك في البدل أن تستغني عن التابع أو المتبوع فقولك : "جاءَ الشاعر خالدٌ" يبقى سليما إذا أسْقَطْت البَدل أو الْمُبْدَل منه : "جاءَ الشاعر"، "جاء خالدٌ" ؛ لأَن البدل على نِـيَّة تكرير العامل كما يقولون : فلذا صح تسليط عامل الْمُبْدَل مِنه على البَدَل .
ولا يتأَتى ذلك دائما في عطف البيان ، فالجمل الآتية لا تبقى على سلامتها لو أَسْقَطْت التابع أَو المتبوع :
يا أيها الرجل : لا يُقال "يا الرجلُ" ، ولا يقتصر على "يا أيها".
يا زيدُ الفاضل : لا يُقال "يا الفاضل"
يا رفيقيَّ عبد الله وخالدا : لا يُقال "يا عبد الله وخالدا "، بل "يا عبد الله وخالدُ".
رأَيت غضنفرا ، أَي : أسَدًا : لا يُقال "رأَيت غضنفرا ، أي" ولا "رأَيت أَيْ أَسدًا "
جارك ماتت زينب أُمه : لا يُقال "جارك ماتت زينب" .
ولذا يكون التابِع في هذه الجمل وفي أمثالها عطف بيان ، لعدم صحة حلوله مكان الْمُبْدَل منه .
وحين تبقى الجملة سليمة بإِسقاط التابع أو المتبوع ، صَحّ في التابع أن يكون بَدلاً أَو عطف بيان ، لكن الأصح إعرابه عطف بيان إذا كان أوضح أو أشهر مِن المتبوع . اهـ .

فَعَطْف البيان يَجوز أن يُعْرَب فيها التابع عَطف بيان ، أو بَدَل كُلّ مِن كُلّ ، وهو البدل المطابِق ، إلا َّفي حالتين ، فإنه يتحتم فيهما عطف البيان ، ولا يجوز الإعراب على البدلية ، وهما :
1- إذا لم يمكن الاستغناء عن التابِع .
2- إذا لم يمكن الاستغناء عن المتبوع ، كأن يكون التابع فيه (ال) والمتبوع مُنادى .

هذا ما توصّلت إليه . فإن وَجدتَ – حفظك الله – زيادة فأفدنا بها .

والله يحفظك .


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية



رد مع اقتباس