عرض مشاركة واحدة

عبد الرحمن السحيم

رحمه الله وغفر الله له


رقم العضوية : 5
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
المشاركات : 3,574
بمعدل : 0.64 يوميا

عبد الرحمن السحيم غير متواجد حالياً عرض البوم صور عبد الرحمن السحيم


  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : طالبة علم المنتدى : قسم القـرآن وعلـومه
افتراضي
قديم بتاريخ : 04-03-2016 الساعة : 09:33 PM

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

رَوى البخاري مِن طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ) قال : كان الرجل يَقدُم المدينة ، فإن وَلدت امرأته غلاما ونُتِجَت خَيله قال : هذا دِين صالح ، وإن لم تلد امرأته ولم تُنتج خيله قال : هذا دِين سوء .

وقال ابن جرير في قوله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ) : يعني أنهم عبدوه على وَجه الشكّ ، لا على اليقين والتسليم لأمْرِه .
ثم رَوَى عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال : كان أحدهم إذا قَدِم المدينة وهي أرض وَبِيئة ، فإن صَحّ بها جسمه , ونُتجَت فَرسه مَهرا حَسنا , وَوَلدت امرأته غلاما ؛ رَضِي به , واطمأن إليه ، وقال : ما أصبت منذ كنت على دِيني هذا إلاّ خيرا , وإن أصابه وَجَع المدينة , ووَلدت امرأته جارية , وتأخّرت عنه الصدقة , أتاه الشيطان فقال : والله ما أصبت منذ كنت على دِينك هذا إلاّ شرا . وذلك الفتنة .

وقال البغوي في تفسير قوله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ) : أكثر المفسرين قالوا : على شَكّ . وأصله مِن حَرْف الشيء ، وهو طرفه ، نحو حَرف الْجَبل والحائط الذي القائم عليه غير مستقر . فقيل للشاك في الدِّين : إنه يَعبد الله على حرف لأنه على طرف وجانب مِن الدِّين لم يدخل فيه على الثبات والتمكن ، كالقائم على حرف الجبل مضطرب غير مستقر يعرض أن يَقع في أحد جانبي الطرف لِضعف قيامه، ولو عبدوا الله في الشُّكر على السراء والصبر على الضراء لم يكونوا على حَرف . قال الحسن : هو المنافق يَعبده بِلِسانه دون قلبه . (فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ) ، صِحّة في جسمه وسعة في معيشته ، (اطْمَأَنَّ بِهِ) ، أي : رَضِي وسَكن إليه ، (وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ) ، بلاء في جسده وضِيق في معيشته ، (انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ) ، ارتدّ ورَجع على عَقبه إلى الوَجه الذي كان عليه مِن الكُفر ، (خَسِرَ الدُّنْيَا) ، يعني هذا الشاك خَسِر الدنيا بِفوات ما كان يُؤمّله ، (وَالآَخِرَةَ) ، بِذهاب الدِّين والخلود في النار . اهـ .

وسبق الجواب عن :
هل مَن انتكس عن الحق ينطبق عليه قوله تعالى : (إن الذين ارتدوا على أدبارهم) ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6903

والله تعالى أعلم .

رد مع اقتباس