الموضوع:
كن نافعا أين ما كنت
عرض مشاركة واحدة
طالبة علم
مشرف
رقم العضوية : 765
الإنتساب : May 2015
الدولة : دار الفناء
المشاركات : 880
بمعدل : 0.24 يوميا
مشاركة رقم :
1
المنتدى :
منتـدى الحـوار العـام
كن نافعا أين ما كنت
بتاريخ : 27-03-2016 الساعة : 05:53 PM
كن نافعا أين ما كنت
الشيخ محمد صالح المنجد
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد
حلف الله فقال في كتابه (وَالْعَصْرِ *إِنَّ الْأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ) (العصر) الليل والنهار اقسم بهما أن العباد خاسرون إلا من اتصف بأربع صفات (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ..) (العصر:3)
وهذا شامل لأفعال الخير كلها الظاهرة والباطنة وعملوا الصالحات (وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) (العصر:3) الإيمان والعمل الصالح والتواصي بالصبر على طاعة الله وعن معصية الله وعلى أقدار الله المؤلمة ، فبالأمرين الأوليين يكمل الإنسان نفسه وبالأمرين الآخرين يكمل غيره وبتكميل هذه الأربعة الأمور يكون الإنسان قد سلم من الخسارة وفاز بالربح العظيم ، إذاً نجاة الإنسان موقوفة على سعيه في نفع الآخرين ونصحهم وتوصيتهم بالحق والصبر وقد قال الله –تعالى- (.. وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (الحج:77) وقال عن أصفيائه (.. وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ ..) (الأنبياء:73) .
أيها الإخوة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وعن فعل الخيرات نتحدث وعن النفع المتعدي نتكلم وقد اجتمعنا في هذا البلد الأمين نسأل الله أن يديم أمنه وان يجعلنا إليه آيبين وان يعيننا فيه على ذكره وشكره وحسن عبادته . ومرحبا بكم مرحبا بهذه الوجوه التي نسأل الله تعالى أن يحفظها يوم الدين من نار السموم وان يجعلها نيرةً بطاعته وان يبيضها يوم تلقاه .
إخواني الفرصة طيبة والمشهد مجتمع لنتحدث عن كن نافعا أينما كنت انه شعار من شعار شباب الدين كن نافعا أينما كنت .ولقد أمر الله بالإحسان في كتابه فقال (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ ..) (النحل:90) (.. لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ ..) (النحل:30) (إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لَأَنْفُسِكُمْ ..) (الاسراء:7)
نحن يجب أن نحسن إلى الناس وان ننفعهم بشتى أنواع النفع والنبي –صلى الله عليه وسلم – اخبر أن أحب الناس إلى الله انفعهم للناس (خير الناس انفعهم للناس) انفعهم بالإحسان بالمال والجاه لأن الناس عباد الله فان نفعهم نعمة يسديها الإنسان ويدفع عنه نقمه ويرتفع شرفا وقدرا بدفع الآخرين .
قال ابن القيم – رحمه الله - : وقد دل العقل والنقل والفطرة وتجارب الأمم على اختلاف أجناسها ومللها ونحلها على أن التقرب إلى رب العالمين والبر والإحسان إلى خلقه من أعظم الأسباب الجالبة لكل خير وان أضدادها من اكبر الأسباب الجالبة لكل شر فما استجلبت نعم الله تعالى و استدفعت نقمه بمثل طاعته والإحسان إلى خلقه من أعظم الأسباب الجالبة لكل خير وان أضدادها من اكبر الأسباب الجالبة لكل شر فما استجلبت نعم الله تعالى واستدفعت نقمته بمثل طاعته والإحسان إلى خلقه .
كل معروف تبذله يا أخي للناس فهو صدقة كما قال النبي – صلى الله عليه وسلم – (كل معروف صدقة ) وهذا الكلام مهم لأن كل واحد عليه في كل يوم يقوم الصباح من النوم عليه ثلاثمائة وستين صدقة مقابل ثلاثمائة وستين مفصل من مفاصله لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – اخبرنا بقوله ( كل سلامي من الناس عليه صدقة ) هذه الصدقات الكثيرة من أين نحصلها وكيف نجمعها ثلاثمائة وستين صدقة ، نفع الناس من أبواب الصدقات العظيمة التي تحصل بها يا أخي هذه الثلاثمائة والستين وزيادة لو أردت ، قال – عليه الصلاة والسلام – ( على كل نفس في كل يوم طلعت فيه الشمس صدقةٌ منه على نفسه ، قال أبو ذر : يا رسول الله من أين أتصدق وليس لنا أموال ؟ قال –عليه الصلاة والسلام - : لأن من أبواب الصدقة التكبير وسبحان الله والحمد لله ولا اله إلا الله وأستغفر الله وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتعزل الشوكة عن طريق الناس والعظم والحجر وتهدي الأعمى وتسمع الأصم والأبكم حتى يفقه وتدل المستدل على حاجة له قد علمت مكانها وتسعى بشدة ساقيك إلى اللهفان المستغيث وترفع بشدة ذراعيك مع الضعيف كل ذلك من أبواب الصدقة منك على نفسك ، ولك في جماع زوجتك أجر ، قال أبو ذر : كيف يكون لي اجر في شهوتي ؟ فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : أرأيت لو كان لك ولد فأدرك ورجوت خيره فمات أكنت تحتسب به ؟ قلت : نعم ، قال : فأنت خلقته ؟ قال : بل الله خلقه ، قال : فأنت هديته ؟ قال : بل الله هداه ، قال : فأنت ترزقه ؟ قال : بل الله كان يرزقه ، قال : كذلك فضعه في حلاله وجنبه حرامه فان شاء الله أحياه وان شاء الله أماته ولك اجر ) والحديث صححه الألباني – رحمه الله – في السلسلة الصحيحة .
من أعظم الصدقات أداء حقوق الإخوة ، أداء الحقوق للإخوة (حق المسلم على المسلم رد السلام وعيادة المريض وإتباع الجنائز و إجابة الدعوة وتشميت العاطس ). يا أخي كل خطوة تخطوها إلى الصلاة صدقة . يا عبد الله إذا رفعت متاع صاحبك على سيارته وحملته عليها منفعة للآخرين فهذه صدقة .
امرنا النبي – صلى الله عليه وسلم – بسبع كما قال البراء بن عازب : بعيادة المريض واتباع الجنازة وتشميت العاطس و إبرار المقسم ونصر المظلوم وإفشاء السلام وإجابة الداعي . لا ينبغي للمسلم يا إخوان أن يحتقر معروفا مهما كان قليلا لان النبي – صلى الله عليه وسلم – قال (لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلقٍ ) رواه مسلم . الوجه الطلق نفع متعدي يدخل السرور على أخيك هذا صدقة في ميزانك .
والأجر في نفع المسلمين عظيم فقد جاء في الصحيحين أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال ( من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله بها عنه كربه من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة ) زاد ابن أبي الدنيا ( ومن مشى مع مظلوم حتى يثبت له حقه ثبت الله قدميه على الصراط يوم تزل الأقدام ) وحسنة العلامة الألباني في صحيح الترغيب .
يا أخي من نَفََّسَ عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس فرج و أزال وكشف نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة والجزاء من جنس العمل ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة.. ستر بدنه رأيت عورة حاج نائم في المخيم مكشوفة غطيتها.. ستر بدنه رأيت امرأة شيئا من جسد أختها مكشوفا غير منتبهة إليه فغطته . من ستر مسلما سترة الله في الدنيا والآخرة سترته فلم تظهر عيبه سترته سترا معنويا سترته بثوب وقد عرى سترا ماديا سترت عيبه فلم تسمح لأحد أن يغتابه ولا أن يذمه ،من فعل ذلك ستره الله في الدنيا والآخرة فلم يفضحه بإظهار عيوبه وذنوبه. من نَفَّسَ عن مسلم كربه وكربة نكرة وليست معرفه ؟ أسألكم ، نكرة والنكرة هذه في سياق ؟ ما نوعها ؟ شرطية والنكرة في سياق الشرط ماذا تفيد ؟ العموم يعني أي كربة صغيرة أو كبيرة ( والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه ) ( من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ) يعني من كان ساعيا في قضاء حاجة أخيه فان الله سيقضى حاجته .
في الحديث هذا كما يقول العلماء تنبيه على فضيلة عون الأخ على أموره و إشارة إلى أن المكافأة عليها بجنسها من العناية الإلهية. في هذا الحديث فضل قضاء حوائج المسلمين ونفعهم بما تيسر من علم أو مال أو معاونة أو إشارة بمصلحة أو نصيحة أو غير ذلك ورب رأي يساوي ملايين .أحيانا واحد يعطيك رأيا لا يقدر بثمن وهذا من النفع إذا فيه المعاونة والإشارة بالمصلحة والنصيحة وفضل الستر على المسلمين وفضل انظار المعسر وفضل المشي في حاجة الإخوان .
احب الناس إلى الله انفعهم للناس واحب الأعمال إلى الله – عز وجل – سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دينا أو تطرد عنه جوعا (ولأن امشي مع أخي المسلم في حاجة احب إليّ من أن اعتكف في هذا المسجد - أي مسجد ؟ المسجد النبوي مسجد المدينة- شهرا ومن كف غضبه ستر الله عورته ) وقال (ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجة حتى يثبتها له أثبت الله – تعالى – قدمه يوم تزول الأقدام ويوم تزل الأقدام ) حديث حسن
من مجالات الإصلاح :
q الإصلاح بين الموصي والورثة (فَمَنْ خَافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفاً أَوْ إِثْماً فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ ..) (البقرة:182)
q الإصلاح لحقن الدماء شيء عظيم جدا لان الخصومة بين المسلمين تحلق دينهم فتؤدي بهم للعداوة والبغضاء والظلم والبغي والتعدي كان السعي بإزالتها بالإصلاح اعظم من الصلاة والصيام والصدقة والنافلة ولذلك قال – صلى الله عليه وسلم – ( ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : إصلاح ذات البين وفساد ذات البين الحالقة ) رواه أبو داود وهو حديث صحيح . ( افضل الصدقة إصلاح ذات البين ) حديث صحيح .
q يا أخي إذا أقسمت بالله العظيم انك ما تصلح ولا تتدخل في بين اثنين لشر جاءك من قبل و أتيحت لك فرصة التدخل بالمعروف كفر عن يمينك وتدخل لان الله قال (وَلا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا ..) (البقرة:224) بما ؟ (..وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (البقرة:224)
من نفع المتعدي حتى تكون نافع أيضا أقيموا الشهادة لله (....وَلا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا ..) (البقرة:282)
حتى للصغار الأطفال يشهدون في المدرسة في مثل خصومة الصغار فيما بينهم .
أعمال النفع المتعدي كثيرة نحن نحتاج أن نتعمق في هذه المسألة كيف نحن مثلا نخدم العابدين ؟ نعينهم على الطاعة نهيئ المساجد خصوصا في رمضان نخدم المعتكفين ، النبي – عليه الصلاة والسلام – اهتم يصلي على جنازة شخص كان ينظف المسجد بعد شهر لماذا ؟ لان عمله عظيم في خدمة الناس وربما فاق من خدم الصائمين في السفر فذهب بالأجر والثواب لان نفعه إحسان تعدى إليهم والى غيرهم كما قال – عليه الصلاة والسلام – لما قام المفطرون وابتعثوا الركاب وامتهنوا وعالجوا قال (ذهب المفطرون اليوم بالأجر ) ضربوا الخيام نصبوها سقوا الإبل ، الصوام سقطوا .الصيام في السفر نافلة ( ذهب المفطرون بالأجر ) لماذا ؟ نفعهم تعدى إلى غيرهم .
المسلم ينفع غيره ولو كان جالسا في الطريقة ولو كان ماشيا في الشارع ولذلك النبي – عليه الصلاة والسلام – لما قال ( أعطوا الطريق حقه ) ماذا قال ؟ ( غض البصر وكف الأذى ورد السلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ) وجاء في روايات أخرى (وتغيث الملهوف وتهدوا الضال ) جمعها ابن حجر الروايات في قوله :
جمعت آداب من رام الجلوس على الطريق من قول خير الخلق إنسانا
أفشى السلام وأحسن في الكلام وشمت عاطسا وسلاما رد إحسانا
في الحمل عاون ومظلوما اعن و أغث لهفانا في سبيلا واهدي حيرانا
بالعرف مر و أنهى عن نكر وكف أذى وغض طرفا واكثر ذكر مولانا
من النفع المتعدي بذل المال انك تبذل المال يزيده صدقتك ( ما نقص مال عبد من صدقة ) وإذا كان في سبيل الله بسبعمائة إلى أضعاف كثيرة كذلك يبارك لك فيه وينفعك في القبر والآخرة ( إن الصدقة لتطفئ على أهلها حر القبور ) ( و إنما يستظل المؤمن يوم القيامة بظل صدقته ) حديث صحيح .
لما فقه الصحابة هذا جادوا بأنفس أموالهم بسخاوة نفس فتصدق أبو طلحة بأحسن ماله بستان بيرحاء . أبو الدحداح اندفع لما نزلت (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ ..) (الحديد:11) قال أبو الدحداح : يا رسول الله وان الله ليريد منا القرض ؟ قال ( نعم يا أبا الدحداح ) قال : ارني يدك يا رسول الله فناوله يده قال : فإني أقرضت ربي حائطي ، وكان له حائط فيه ستمائة نخلة بستان ستمائة نخلة ، من الذي يسكن فيه زوجته أم الدحداح مع من ؟ مع عيالهما ، جاء أبو الدحداح بعدما تصدق بالبستان : يا أم الدحداح قالت : لبيك ، قال : اخرجي فإني قد بايعت ربي – عز وجل - . حديث صحيح .
هل قالت : يا مجنون ما فعلت بنا وفي أولادك ؟ قالت : ربح البيع و أثنت عليه خيرا ،لذلك النبي – عليه الصلاة والسلام – ما نسي هذا لأبي الدحداح لما مات أبو الدحداح وصلى على جنازته اخبر عن كثرة الأغصان المعلقة له في الجنة فروى مسلم عن جابر بن سمرة قال : صلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – على ابن الدحداح ثم أتى بفرس عري ونحن نمشي حوله فقال ( كم من عذق معلق أو مدلا في الجنة لابن الدحداح ) كم من عذق غصن النخلة ، العذق النخلة بكاملها .
في يا إخوان في قضية قسمة الأرزاق بين الخلائق والمفارقة بينهم في ذلك وتثبيت نعم عند الناس ونزعها من آخرين في علاقة في أمور خفية لأشياء يقوم بها هؤلاء ويقصر فيها هؤلاء ، خذ هذه اللطيفة من اللطائف في أقدار الله – تعالى – قال النبي – عليه الصلاة والسلام – تأملوا في هذا الحديث ( إن لله أقواما اختصهم بالنعم لمنافع العباد يقرهم فيها ما بذلوها – يعني يديم عليهم النعمة ماداموا يبذلونها في منفعة ؟ الخلق – فإذا منعوها نزعها منهم فحولها إلى غيرهم ) وفي رواية للطبراني ( أن لله عند أقوام نعما يقرها عندهم ما كانوا في حوائج الناس ما لم يملوا فإذا ملوا نقلها إلى غيرهم ) حسنهما في صحيح الترغيب .
والنبي – عليه الصلاة والسلام – حتى يعلمنا مجالات أخرى أيضا في قضية نفع الناس ونفع الخلق قال ( من كان معه فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له ومن كان له فضل من زاد فليعد به على من لا زاد له .وذكر من أصناف المال ما ذكر حتى رأينا انه لا حق لأحد منا في فضل) . رواه مسلم .
عندك مكان زائد في السيارة توصل فيه أحد وصله عندك سيارة زائدة تعيرها أحد أعرها عندك زيادة في المال اقرضه (ما من مسلم يقرض مسلما قرضا مرتين إلا كان كصدقة مرة ) حديث صحيح . إذا كان معسرا أنظره فان الله ربما يتجاوز عنك يوم القيامة ويقول لملائكته : نحن أحق به من هذا منه . ( من سره أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة فلينفس عن معسر أو يضع عنه ) رواه مسلم . ( من أراد أن تستجاب دعوته وان تكشف كربته فليفرج عن معسر ) قال الهيثمي : رواه احمد ورجاله ثقات . وإذا قضيت دينا عن ميت نفعته بعد الموت وبردت جلدته في قبره فكم يا ترى يكون لك من الأجر ؟!
يا أيها الجماعة والأخوان أن هذه الأمور التي فيها نفع الخلق من أسباب النجاة من مهالك الدنيا ومن سوء الخاتمة (صنائع المعروف تقي مصارع السوء ) كما قال – عليه الصلاة والسلام – (أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة ) حديث صحيح .
ألا تذكرون قصة أصحاب الغار ، الرجل الذي كان واقفا على والديه ليشربا يحسن إليهما إلى الغير والى أولاده بعدهما ، الرجل الذي قعد بين رجلي المرأة وقام عنها صنع معروفا عظيما انه أبقى المال الذي أعطاها ، أعطاها مالا كثيرا في وقت قحط أبقاه عندها ، لكن أعظم الثلاثة على الراجح هذا الرجل الذي استأجر أجيرا بفرق من أرز ، أجرة ما جاء أخذها تركها ومشى زرعها وحصد الزرع واشترى به بقرا وصارت كثيرة وتوالدت وكم مضى على ذلك من المدة ينمي في مال غيره وينفع أخاه لما جاء طالبه بالمال وظن انه يهزأ به فأخذه فاستاقه كله فلم يترك منه شيئا ولا حتى أعطاه أي شيء ما قال أنت شريك ولا شيء فبسببه فرج عنهم التفريج النهائي .
كم يكون لبان المساجد من الخير وهو يمكن الناس من الصلاة والذكر والاعتكاف وحلق العلم وحلقات التحفيظ ( من بنى مسجدا لله بنى الله له بيتا في الجنة ) .
ممكن يشترك مجموعة من الشباب أو من الناس من الأخيار رجالا و نساءً في عمل خيري كلهم يدخلون الجنة بسهم واحد يصنعه صاحبة يحتسب به الخير والذي يناوله والذي يرمي به .
الشريط الإسلامي الذي يحاضر فيه ابتغاء وجه الله والذي يسجله وينسخه والذي يشتريه ويموله والذي يوزعه ويناوله ممكن يدخلون الجنة بشريط واحد، ليه تستكثر على الله ذلك ؟ الله اكثر و أطيب.
الشفاعة يا أخي اشفع لأخيك (اشفعوا تؤجروا) النبي – عليه الصلاة والسلام – أحيانا يطلب منه حاجة لا يقضيها فورا لماذا ؟ سؤال أنا أسألكم أجيبونا ؟ النبي – عليه الصلاة والسلام – يأتي واحد يقوله يطلب منه طلبا لا يلبيه له مباشرة لماذا ؟ لأنه يريد من الصحابة الموجودين أن يشاركوا في الأجر فيشفعوا فهو لا يلبيها مباشرة حتى يقوم هذا يقول أعطه يا رسول الله ، هذا مستحق يا رسول الله ، هذا ما نعلم عليه كذا يا رسول الله .. حتى يتيح الفرصة لأكبر عدد مشاركة في الأجر ( اشفعوا تؤجروا ) شفاعة حلال ليست شفاعة واسطة يسقط بها على حق غيره ويسقط بها حق غيره ويؤخذ ما ليس من حقه يسقط حدا من حدود الله هذه حرام ، النبي – عليه الصلاة والسلام – شفع حتى في الأشياء الاجتماعية ولما قال ( لو راجعتيه فانه أبو ولدك ) يقول لبريرة لكي ترجع لزوجها .
أما صلة الرحم فانتم تعرفون ما فيها من النفع في الدنيا والآخرة . و إطعام الطعام من أسباب دخول الجنة .
و إماطة الأذى عن الطريق فيه منفعة للمسلمين ممكن واحد يدخل به الجنة ويثاب المسلم على كل نفع أسداه ولو لحيوان بهيم واحد دخل في كلب سقاه دخل الجنة مما حصل له من الأجر في أمة سابقة ( من حفر ماءً لم يشرب كبد حي من جني ولا انس ولا طائر الا اجره الله يوم القيامة ) رواه ابن خزيمة وهو حديث صحيح .
لماذا فضل بعض العلماء الزراعة على الصناعة والتجارة ليه فضلوا الزراعة ؟ لحديث ( لا يغرس المسلم غرسا فيأكل منه إنسان ولا دابة ولا طير إلا كان له صدقة إلى يوم القيامة ) إلى يوم القيامة وهكذا لأن فيه نفع للناس ، لو غرست شجرة كل واحد وقف بسيارته تحتها فاستظل بظلها هو أو السيارة فأنت تؤجر على ذلك .
السعي على الأولاد في سبيل الله ( السعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله) .
طالبة علم
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى طالبة علم
البحث عن المشاركات التي كتبها طالبة علم
البحث عن جميع مواضيع طالبة علم