عرض مشاركة واحدة

عبد الرحمن السحيم

رحمه الله وغفر الله له


رقم العضوية : 5
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
المشاركات : 3,574
بمعدل : 0.64 يوميا

عبد الرحمن السحيم غير متواجد حالياً عرض البوم صور عبد الرحمن السحيم


  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : أبو لجين المنتدى : قسـم الفتـاوى العامـة
افتراضي
قديم بتاريخ : 31-03-2016 الساعة : 07:53 AM

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

لا ، والله ، ليست هي الخلافة التي بَشّر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ لأن الخلافة التي بَشّر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم على منهاج النبوّة ، وأين منهاج النبوة عن منهج داعش ؟!
هؤلاء شرّ مِن الخوارج ؛ لأن الخوارِج الأوائل فيهم دِين وفيهم عِبادة ، مع جهل وجُرأة على الدماء ، وهؤلاء فيهم جُرأة على تكفير عموم المسلمين وعلى دماء عموم المسلمين ، وفيهم ضعف في العقول وسَفه في الأحلام ، مع قِلّة في الدِّين والوَرَع ، يُضاف إلى ذلك : عَمَالة وولاء للكفار ! وأعني بذلك رؤوس القوم !
فلم نَر منهم مَن يذمّ الرافضة ، ولا مَن يُقاتِل النصيرية ، إلاّ قليلا !

والخوارِج المعاصِرون يُشبِهون الرافضة في أنهم لا دِين ولا دُنيا ! كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية : الرافضة أمة ليس لها عقل صريح ، ولا نقل صحيح ، ولا دين مقبول ، ولا دنيا منصورة ، بل هم مِن أعظم الطوائف كذبا وجهلا ، ودِينهم يُدخِل على المسلمين كل زنديق ومرتد ! . اهـ .

بل شرّهم على المسلمين ، كما أخبر بذلك مَن لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم بِقولِه : يَقْتُلُونَ أَهْلَ الإِسْلامِ ، وَيَدَعُونَ أَهْلَ الأَوْثَانِ . رواه البخاري ومسلم .

وهؤلاء أصحاب أهواء وجُرأة على تكفير المسلمين ، بل تكفير كل مَن خالَفهم !

سأل بُكير بن الأشج نافعا : كيف كان رأي ابن عمر في الخوارج ؟ فقال : كان يقول : هُم شِرار الخلق ؛ انطلقوا إلى آيات أُنزِلَت في الكفار فجعلوها في المؤمنين !

قال ميمون بن مهران : أتدري ما الحروري الأزرقي ، هو الذي إذا خَالَفْت آية سَمّاك كافرا ، واستحلّ دَمَك !
وكَانَ الشَّافِعِيُّ يَنْهَى النَّهْيَ الشَّدِيدَ عَنِ الْكَلامِ فِي الأَهْوَاءِ ، وَيَقُولُ : أَحَدُهُمْ إِذَا خَالَفَهُ صَاحِبُهُ , قَالَ : كَفَرْتَ , وَالْعِلْمُ فِيهِ أَنَّمَا يُقَالُ : أَخْطَأْتَ .

وقال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله : أصول السنة عندنا : التمسُّك بما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والاقتداء بهم ، وترك البدع ، وكل بدعة فهي ضلالة ، وترك الخصومات ، وترك الجلوس مع أصحاب الأهواء ، وترك المراء والجدال والخصومات في الدِّين .

وقال الإمام الآجُرّي رحمه الله : لا ينبغي لمن رأى اجتهاد خارِجي قد خَرج على إمام عدلاً كان أو جائرا ، فخرج وجَمع جَماعة وسَلّ سيفه واستحلّ قتال المسلمين ، فلا ينبغي له أن يَغترّ بِقِراءته للقرآن ، ولا بِطُول قيامه في الصلاة ، ولا بِمُداومة الصيام ، ولا بِحُسْن ألفاظه في العِلْم إذا كان مذهبه مَذهب الخوارج . اهـ .

وإن عجَب فاعجَب لِحال الخوارج قديما وحديثا : يُكفّرون خيار المؤمنين ، ويَستحلّون دماءهم وأموالهم !

وذَكَر عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن نافع قيل لابن عمر : إن نَجْدَة الحروري يقول : إنك كافر ! وأراد قَتل مَولاك إذ لَم يَقُل إنك كافر ! فقال ابن عمر : والله ما كَفَرت منذ أسْلَمت ؟
قال نافع : وكان ابن عمر حين خرج نَجْدَة يرى قِتاله . (الاستذكار لابن عبد البر)

وإذا كفّرُوهم نَهَبوا أموالهم بِحُجّة أنها غنائم !

مَرّ أصحاب نَجْدة الحروري على إبلٍ لِعبد الله بن عُمر ، فاستاقُوها ، فجاء راعيها ، فقال : يا أبا عبد الرحمن ، احتسِب الإبل ، قال : ما لَهَا ؟ قال: مَرّ بها أصحاب نَجْدة فذَهَبوا بها ، قال : كيف ذهبوا بالإبل وتركوك ؟ قال : قد كانوا ذهبوا بي معها ، لكني انفَلَتّ منهم ، فما حَمَلَك على أن تركتهم وجئتني ؟ قال : أنت أحبّ إليّ منهم ، قال : الله الذي لا إله إلاّ هو لأنا أحب إليك منهم ؟ قال : فَحَلَف له ، قال : فإني أحتسبك معها ؛ فأعتَقَه . (تاريخ دمشق)

وإذا أردت أن تَعرِف الخوارج ، فإليك الصِّفَات التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم :
الجهل :
حَداثَة السِّنّ (شباب صِغار) :
عدم الفقه وقِلّة العِلْم :
وهذه يَجمعها قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : يأتي في آخر الزمان قوم حُدثاء الأسنان ، سُفهاء الأحلام ، يقولون مِن خَير قول البرية ، يَمْرُقون من الإسلام كما يَمْرق السّهم مِن الرَّمية ، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم ، فأينما لَقِيتُمُوهُم فاقْتُلوهُم ، فإن قَتلهم أجْر لِمَن قَتَلهم يوم القيامة . رواه البخاري ومسلم .

مُعاداة المؤمنين ، ومُوالاة الكافرين :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخوارج : يَقْتُلُونَ أَهْلَ الإِسْلامِ ، وَيَدَعُونَ أَهْلَ الأَوْثَانِ . رواه البخاري ومسلم .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها قلوبهم واحدة ، مُوالِية لله ولرسوله ولِعِباده المؤمنين ، مُعادِية لأعداء الله ورسوله وأعداء عباده المؤمنين . وقلوبهم الصادقة وأدعيتهم الصالحة هي العَسكر الذي لا يُغلب ، والْجُنْد الذي لا يُخذَل ؛ فإنهم هُم الطائفة المنصورة إلى يوم القيامة . اهـ .

وقال ابن رجب : أولياء الله تجب مُوالاتهم ، وتَحْرُم مُعاداتهم ، كما أن أعداءه تَجب معاداتهم ، وتَحرُم موالاتهم ... ووصف أحباءه الذين يُحبّهم ويُحبّونه بأنهم أذلة على المؤمنين ، أعِزّة على الكافرين . اهـ .

أنه يُوجَد في (الأتْبَاع) المتديِّن والمتعبِّد ، لكنه على غير بصيرة ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يَحْقِر أحدكم صلاته مع صلاتهم ، وصيامه مع صيامهم ، وقراءته مع قراءتهم ؛ يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم ، يَمْرقون مِن الإسلام كما يَمْرق السَّهم مِن الرَّمِيّة . رواه البخاري ومسلم .
وسبب مُروقِهم وخروجهم من الدين ، أمور ، منها :
· تكفير المسلمين ، ومَن كفّر مُسلِما رَجَع عليه تكفيره ، فكان سببًا في مُروقِه مِن الدِّين ؛ لأن تكفيره لغيره مِن المسلمين رَجَع عليه .
· أن الإيمان لم يدخل قلوبهم ، ولذا لا يَنتفِعون بِقراءة القرآن ، فلا يُجاوِز حناجرهم !
ولا تَنفعهم صلاتهم ، ولا سائر أعمالهم ؛ لأنهم على جَهل وسَفَه .
· الجرأة على الدماء والأموال واستباحتها . وفي هذا :
· عدم تعظيم ما عظّمه الله تعالى وما عظّمه رسول الله صلى الله عليه وسلم مِن دماء الناس وأموالهم وأعراضهم .
· اعتدادهم بأنفسهم ، وتزكيتهم لأنفسهم باحتقار الناس وازدرائهم ! وكأنهم هم الذين قامُوا بِدين الله عزَّ وجَلّ ، وغيرهم لم يَقُم به !

ومِن علاماتهم :
الجرأة على تكفير واستباحة دماء وأموال مُخالِفيهم .
وقد ذَكَرت سابقا : أن نَجدة الخارِجي كفّر الصحابي عبد الله بن عمر وسَرق إبله (غنائم) !!
فالخوارِج أهل سيفٍ مسلول على رِقاب المسلمين !

ومِن علاماتهم :
الغلظة والجفاء .
وهم غلاظ قُسَاة جُفاة مع المؤمنين ، دون الكافرين !
وهذا خلاف ما وَصَف الله عزَّ وجَلّ به المؤمنين ، بِقَوله عزَّ وجَلّ : (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ) .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية : الخوارج المارِقون مِن أعظم ما ذَمّهم به النبي صلى الله عليه وسلم : أنهم يَقتلُون أهل الإسلام ، ويَدَعون أهل الأوثان . اهـ .


ومِن علاماتهم :
أنهم يتكلّمون بِكلمة الحق ، ويستدلّون بالأحاديث ، إلاّ أن هذا عن غير فِقه ولا عن عِلْم !
فلا يَغرّكم قولهم ، ولا تخدعكم استدلالاتهم !
قال طارق بن زياد : سار عليٌّ إلى النهروان ، فَقَتل الخوارج ، فقال : اطلبوا ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : سيَجِيء قوم يَتَكَلّمون بِكَلمة الْحقّ ، لا يجاوز حلوقهم ، يَمْرُقون مِن الإسلام كما يَمْرُق السَّهم مِن الرَّمِيَّة . رواه الإمام أحمد والنسائي في الكبرى ، وحسّنه الألباني ، وقال الأرنؤوط : حسن لغيره .
وفي الصحيحين : يَقولُون مِن خَير قول البرية .
قال النووي : معناه في ظاهر الأمر كَقَولِهم : لا حُكم إلاّ لله ، ونظائره مِن دُعائهم إلى كِتاب الله تعالى . اهـ .


والروافض والخوارِج أفسدوا الدِّين والدُّنيا !

قال شيخ الإسلام ابن تيمية :
وقد قيل : إنما يُفْسِد الناس : نصف مُتكلّم ، ونصف فَقيه ، ونصف نَحوي ، ونصف طبيب ؛ هذا يُفسِد الأديان ، وهذا يُفسِد البُلدان ، وهذا يُفسِد اللسان ، وهذا يُفسِد الأبدان ، لا سيما إذا خاضَ هذا في مسألة لم يَسبقه إليها عالِم ، ولا معه فيها نَقل عن أحد ، ولا هي من مسائل النِّزَاع بين العلماء ؛ فيختار أحد القولين بل يَهجم فيها على ما يُخالِف دين الإسلام المعلوم بالضرورة عن الرسول صلى الله عليه وسلم . اهـ .

وقال الشوكاني في ترجمة على بن قاسم حَنش : ومِن مَحاسن كلامه الذي سمعته منه : الناس على طبقات ثلاث :
فالطبقة العالية العلماء الأكابر ، وهم يَعرِفون الحق والباطل ، وإن اختلفوا لم ينشأ عن اختلافهم الفتن ، لِعِلمهم بما عند بعضهم بعضا .
والطبقة السافلة : عامة على الفطرة لا يَنفرون عن الحق ، وهم أتْباع مَن يَقتدون به ؛ إن كان مُحِقّا كانوا مثله ، وإن كان مُبْطِلا كانوا كذلك .
والطبقة المتوسطة : هي منشأ الشرّ ، وأصل الفتن الناشئة في الدين ، وهُم الذين لم يُمعِنوا في العلم حتى يرتقوا إلى رتبة الطبقة الأولى ، ولا تركوه حتى يكونوا مِن أهل الطبقة السافلة ! فلإنهم إذا رأوا أحدا من أهل الطبقة العليا يقول ما لا يعرفونه مما يُخالف عقائدهم التي أوقعهم فيها القصور ، فَوّقوا إليه سهام الترقيع ، ونسبوه إلى كل قول شنيع ، وغيّروا فِطر أهل الطبقة السفلى عن قبول الحق بِتَمويهات باطلة ، فعند ذلك تقوم الفتن الدينية على ساق . هذا معنى كلامه الذي سَمِعناه منه ، وقد صَدَق ، فإن مَن تأمّل ذلك وَجَدَه كذلك . اهـ .

وسبق الجواب عن :
كيف نردّ على مَن يقول إنه يَحقّ لكلِّ أحد أن يفهَم النُّصوص دون التقيّد بفَهم السَّلف ؟
http://saaid.net/Doat/assuhaim/fatwa/255.htm

ما صحة حديث : إذا رأيتم الرايات السود فالْزَمُوا الأرض فلا تحركوا أيديكم .....
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=12706

كيف يُردّ على من أنكر الدعاء لِولي الأمر على المنبر ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=17390

أرجو الرد المفصل على تلك الشبهة المجيزة للخروج على ولي الأمر
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=16424

ما الفَرق بين البُغاة والخوارج ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=13596

خُطبة (الانزلاق في الفِتَنِ) .. وحديثٌ عن التهاونِ في التكفير واستباحة الدماء
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=13044

خُطبة جمعة عن .. (تحريم الدماء والاعتداء)
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=12888

مقاطع فيديو عن .. التكفير وأسبابه وشبهاته والرد عليها
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=17400

قول معالي الشيخ سعد الشثري حفظه الله عن داعش
http://safeshare.tv/v/FsF8qs3TpBY

داعش جهل الخوارج واختراق الاستخبارات !
http://safeshare.tv/v/G4_akiWZlSw

صفات داعش في السنة النبوية .. مِن إصدارات مَركز ثبات
http://safeshare.tv/v/W5tc09SW8mE

وبالله تعالى التوفيق .

رد مع اقتباس