|
رحمه الله وغفر الله له
|
|
|
|
الدولة : في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
|
|
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
نظرة امل
المنتدى :
قسـم الفتـاوى العامـة
بتاريخ : 04-04-2016 الساعة : 07:56 AM
الجواب :
الحاسِد مُعْتَرِض على قضاء الله وقَدَره ، وهو باغٍ في مَحَبة زَوال النعمة عن غيره ، وهو مُعتدٍ إن سَعى في زوال النعمة عن الْمُحْسُود .
والحاسِد في هَمّ وغَمّ وحُزن لا يكاد يُفارِقه !
قال بعض الأدباء : ما رأيت ظالِمًا أشبه بِمَظلوم مِن الْحَسُود : نَفَس دائم ، وهَمّ لازِم ، وقَلب هائم !
وقيل : لله درّ الحسد ما أعْدَله ، بَدَا بِصاحبه فَقَتَله !
قال معاوية رضي الله عنه : ليس في خصال الشرّ أعدل مِن الحسد : يَقتُل الحاسد قبل أن يَصِل إلى المحسود .
وقال بعض الحكماء : يَكفيك مِن الحاسد أنه يَغتمّ في وقت سرورك !
وقيل في منثور الْحِكَم : عُقوبة الحاسد مِن نَفْسِه .
والحسد خُلُق لَئيم ، وهو مِن أخلاق اليهود اللئام .
قال ابن حِبّان : الحسد مِن أخلاق اللئام ، وتَركه مِن أفعال الكرام ، ولكل حريق مُطفِئ ، ونار الحسد لا تُطفأ .
ومِن الحسد يتولّد الحقد ، والحقد أصل الشر ، ومَن أضمر الشرّ في قلبه أنبت له نباتا مُرًّا مذاقه ، نَمَاؤه الغيظ ، وثَمَرَته الندم . اهـ .
ومَن صَبَر على كَيد الحسود أُجِر ، وقَتَل حاسِده بِغير سِلاح !
كما قيل :
اصبر على كَيد الحسود ... فإن صَبْرَك قاتِله
فالنار تأكل بعضهـا ... إن لم تَجد ما تأكلـه
قال حاتم الأصمّ رحمه الله : رأيت الناس يذمّ بعضهم بعضا ، ويَغتاب بعضهم بعضا ، فوَجَدت أصل ذلك مِن الحسد في المال والْجَاه والعِلْم ، فتأمّلت في قوله تعالى : (نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) ، فعَلِمْتُ أن القِسْمة كانت مِن الله في الأزَل ، فما حَسدت أحدا ، ورَضيت بِقِسمة الله تعالى . اهـ .
وأجر الصَّابِر غير محدود ، كما قال الله تعالى : (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) .
بشرط أن لا يُجازِي الحاسِد ، ولا يَقَع في عِرضه ، ولا يتكلَّم فيه ، فإن فَعَل ذلك فقد يَستوفي حقّه في كلامه والوقيعة في خَصمِه ، وقد يَكون ظالِمًا بعد أن كان مظلوما !
وترك الحسد بَرَكة في العُمر .
وقال الأصمعي : قلتُ لأعرابي : ما أطول عُمرك ! قال : تَرَكْتُ الْحَسَد فَبَقِيت .
وتارِك الحسد مُنتصر على نفسه وهواه وشيطانه
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : الحسد مَرَض مِن أمراض النفس ، وهو مرض غالب ، فلا يخلص منه إلاّ قليل من الناس ، ولهذا يُقال : ما خَلا جسد مِن حسد ، لكن اللئيم يُبدِيه ، والكريم يُخفِيه .
وقد قيل للحسن البصري : أيحسد المؤمن ؟ فقال : ما أنساك إخوة يوسف لا أبا لك ! ولكن عَمِّه في صَدرك ، فإنه لا يَضرك ما لم تُعدُ به يَدا ولِسانا.
فمن وَجَد في نفسه حسدا لِغيره فعليه أن يستعمل معه التقوى والصبر . فيَكْرَه ذلك مِن نفسه ، وكثير من الناس الذين عندهم دِين لا يَعتدون على المحسود ، فلا يُعِينُون مَن ظَلمه ، ولكنهم أيضا لا يقومون بما يَجب مِن حَقه، بل إذا ذمّه أحد لم يُوافقوه على ذمّه ، ولا يذكرون مَحامِده ، وكذلك لو مدحه أحد لَسَكَتوا ، وهؤلاء مَدِينُون في ترك المأمور في حَقّه ، مُفَرّطُون في ذلك ، لا مُعْتدُون عليه . وجزاؤهم أنهم يبخسون حقوقهم ، فلا يُنْصَفُون أيضا في مواضِع ، ولا يُنْصَرون على مَن ظَلَمَهم ، كما لَم يَنْصُروا هذا المحسود .
وأما من اعتدى بِقَول أو فِعل فذلك يُعاقَب .
ومَن اتقى الله وصَبر ، فلم يدخل في الظالمين نَفَعَه الله بِتَقْواه . اهـ .
وسبق الجواب عن :
ما هو علاج الغيرة والحقد والحسد ؟
http://ashwakaljana.com/vb/showthread.php?t=29873
كيف نتصرّف مع الأقارب الذين يحملون في قلوبهم الحسد والحقد ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=14137
أمي تخاف عليَّ مِن العين فهل يجوز لي إمامة المصلين دون موافقتها ؟
http://almeshkat.net/vb/showthread.php?t=104913
لماذا يملك العاصُون والمجاهرون بالمعصية أموالا طائلة ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=5579
ما هي عقوبة من يعين الظالِم على ظلمه ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=14403
امرأة تسأل : هل عدم توفيقها في الزواج قضاء وقدر ؟
http://ashwakaljana.com/vb/showthread.php?t=30580
هل نأثم على الكُرْه الذي يكون في قلوبنا تجاه بعض الناس ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=16944
هل يجوز أن أدعو على الظالمين أن يروا العقوبة في أبنائهم ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=14383
هل هناك فرق بين الحسد والعين ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=62
وبالله تعالى التوفيق .
|
|
|
|
|