[عبد الرحمن السحيم]

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

قطيعة الرَّحم ضدّ صِلّة الرَّحم .

ويأثَم مَن قَطَع رَحِمه ؛ سواء قَطع رَحِمه عداوة وبُغضًا لأسباب شخصية ، أو قَطَعها تكاسلا وإهمالاً ، إلاّ أن الذي يَقطع رَحِمه عداوة وبُغضًا لأسباب شخصية - وليس لأسباب شرعية – أشدّ إثْمًا ؛ لِجَمْعه بين قطيعة الرَّحم والعداوة والبغضاء لِذوي رَحِمه مِن غير سبب يُسوّغ ذلك شَرْعا .

والنصوص الواردة في ذمّ قطيعة الرَّحم عامة ، لم تخصّ مَن قَطَعها عداوة وبُغضًا ، ولم تستثْنِ مَن قَطَعها تكاسلا وإهمالاً .
قال الله عَزّ وَجَلّ : (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ) .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يدخل الجنة قاطِع . رواه البخاري ومسلم ، زاد مسلم في رواية : قال ابن أبي عمر : قال سفيان : يعني قاطِع رَحِم .

وجاء في "تهذيب الفُروق " للمالكي : المراد بِقطع الرَّحم الذي هو كبيرة : أن يَقطع الْمُكَلَّف ما أَلِفَ قَريبه مِنه مِن سَابق الوصلة والإحسان لغير عُذر شرعي ؛ لأن قطع ذلك يؤدي إلى إيحاش القلوب ونُفرتها وتأذّيها ، ويصدق عليه حينئذ أنه قطع وَصْلة رَحِمه وما ينبغي لها مِن عظيم الرعاية . اهـ .

والصحيح : أنه لا فَرْق بين تارِك الواجب كسلا وتهاونا وبين تاركه جُحودا ؛ لأن كل ذلك دخل في مُسمّى الترك ومعناه .

وسبق الجواب عن :
ما الحكم في قاطع الرحم تكاسلا ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=1503

مَن المعنيُّون بـ " صلة الرّحم " ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=11820

قاطع لِرَحمه بسبب المرض ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=11821

هل يأثَم مَن ترَكَ صِلة رحمه بسبب إصابته بالعين؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=11822

ما الضابط في صله الرحم هل أجراء مكالمة تكفي أو زيارة في الأعياد ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=12143

إذا أمرَ الرجُل زوجته بقطيعة الرَّحِم ، فهل يجوز لها الاتصال بهم ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=9356

قطع علاقته بأخيه بسبب تحرش زوجته بأخيه ، فهل يأثم الأخ وهو بريء ؟
http://ashwakaljana.com/vb/showthread.php?t=30141

التلازمبين الكُفر والإفساد في الأرض وقطيعة الأرحام
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6309

والله تعالى أعلم .