الموضوع:
كيف نوفِّق بين إطلاقنا لفظ الشهيد على من مات مجاهدا وبين النهي عن قول فلان شهيد ؟
عرض مشاركة واحدة
نسمات الفجر
الهيئـة الإداريـة
رقم العضوية : 19
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : السعودية
المشاركات : 3,356
بمعدل : 0.60 يوميا
مشاركة رقم :
1
المنتدى :
قسـم الفتـاوى العامـة
كيف نوفِّق بين إطلاقنا لفظ الشهيد على من مات مجاهدا وبين النهي عن قول فلان شهيد ؟
بتاريخ : 19-06-2016 الساعة : 06:51 AM
فضيلة الشيخ رعاكم الله
ذكر ابن قدامة رحمه الله في العمدة في الجنائز : " والشهيد إذا مات في المعركة لم يغسل ولم يصل عليه "
وقد بَوَّبَ البخاريُّ رحمه الله على هذه المسألة بقوله: (بابٌ: لا يقول: فلانٌ شهيدٌ، وقال النبيُّ صلّى الله عليه وسلّم: «واللَّهُ أعلمُ بمن يُجاهدُ في سبيله، والله أعلم بمن يُكْلَمُ في سبيله»
فكيف نوفق بين القولين إذ كل من يموت في المعركة ضد المشركين مقبلا غير مدبر لا يغسل ولا يصلى عليه لأنه شهيد ؟
وإن قلنا بأنه لا يصح إطلاق لفظ الشهادة عليه لزم من ذلك تغسيله وتكفينه والصلاة عليه.
فما الجواب ؟
بارك الله في علمكم
الجواب :
وبارك الله فيك ورعاك الله .
لا يُقال " شَهيد " على سبيل الشهادة والْجَزْم ، وإنما يُقال فيما يَظهر للناس ؛ لأن الناس ليس لهم إلاّ الظاهر ، لقوله عليه الصلاة والسلام : إني لم أُومَر أن أنَقِّب قلوب الناس ، ولا أشقّ بطونهم . رواه البخاري ومسلم .
قال الإمام البخاري : لا يَقُولُ فُلانٌ شَهِيدٌ .
قال ابن حجر : أَيْ عَلَى سَبِيلِ الْقَطْعِ بِذَلِكَ إِلاَّ إِنْ كَانَ بِالْوَحْي . اهـ .
وأما النوايا فأمْرها إلى الله تعالى ، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام : مَثَلُ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ -
وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِهِ
- كَمَثَلِ الصَّائِمِ الْقَائِمِ . رواه البخاري ومسلم .
وقال عليه الصلاة والسلام : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يُكْلَمُ أَحَدٌ فِي سَبِيلِ اللهِ -
وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُكْلَمُ فِي سَبِيلِهِ
- إِلَّا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللَّوْنُ لَوْنُ الدَّمِ وَالرِّيحُ رِيحُ الْمِسْكِ . رواه البخاري ومسلم .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض
نسمات الفجر
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى نسمات الفجر
البحث عن المشاركات التي كتبها نسمات الفجر
البحث عن جميع مواضيع نسمات الفجر