عرض مشاركة واحدة

عبد الرحمن السحيم

رحمه الله وغفر الله له


رقم العضوية : 5
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
المشاركات : 3,574
بمعدل : 0.64 يوميا

عبد الرحمن السحيم غير متواجد حالياً عرض البوم صور عبد الرحمن السحيم


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم السنـة النبويـة
افتراضي ما معنى حديث : ما نهيتكم عنه فاجتنبوه ، وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم ؟
قديم بتاريخ : 19-10-2016 الساعة : 11:13 PM

ما معنى حديث : ما نهيتكم عنه فاجتنبوه ، وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا شيخنا الجليل ونفع بكم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما نهيتكم عنه فاجتنبوه ، وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم ، فإنما أهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم .
ما معنى هذا الحديث وما معنى (وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم) ، وما معنى الاستطاعة هنا ؟
بارك الله فيكم


الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

مَعنى هذا الحديث : أن فِعْل الأوامِر على حسب الاستطاعة ، ولذلك قال تعالى : (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) .
قال الشيخ السعدي في تفسير قوله تعالى : (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) : فهذه الآية تَدلّ على أن كل واجب عَجِز عنه العبد أنه يَسقط عنه ، وأنه إذا قَدر على بعض المأمور وعجز عن بعضه ؛ فإنه يأتي بما يَقدر عليه ، ويَسقط عنه ما يَعجز عنه ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : إذا أمَرْتكم بأمْر فأتُوا منه ما استطعتم . اهـ .

والاستطاعة على قِسمَين :
قِسْم في الفرائض ؛ فيُؤمَر المسلم بأدائها على حسب الاستطاعة .
وقِسْم في النوافل ، فيُؤمَر المسلم بِفعل ما يَستطيعه ، ويَفعل ما يُطيقه ، ويَلزَم ما يُفْتَح له فيه .

وعلى سبيل المثال :
مَن عَجز عن القيام في الصلاة صلّى على حسب استطاعته .
مَن عَجز عن الصيام لِمرض يُرجى برؤه ؛ أفطر وقضى فيما بعد .
ومَن عَجز عن الحج لِعدم الاستطاعة ؛ سَقَط عنه وُجوب الحج .
وهكذا . وهذا مِن رحمة الله بهذه الأمّة ، أن الله لا يُكلِّفهم إلاّ ما يُطيقون ، ويَفعَلون ما يُؤمَرون بِحَسب استطاعتهم .
قال تعالى : (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا) .
لَمّا قالَهَا الصحابة رضي الله عنهم ، قال الله : قد فَعَلْتُ . كما في صحيح مسلم .

كما أن المأمورات الشرعية كثيرة ؛ فيأتي الإنسان بِما يستطيعه ويُطِيقه مِن النوافل ؛ لأنه ليس كل أحد يستطيع أن يأتي بِجميع نوافِل الطاعات المأمور بها .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عليكم مِن العَمل ما تُطِيقون ، فو الله لا يَمَلّ الله حتى تَمَلّوا ، وكان أحب الدِّين إليه ما دَاوم عليه صَاحبه . رواه البخاري ومسلم

والصحابة رضي الله عنهم فُتِح لبعضهم في أبواب مِن الخير ، وفُتِح لآخرين في أبواب أُخَر .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أرْحم أُمَتي بأمتي أبو بكر ، وأشدهم في أمر الله عمر ، وأصدقهم حياء عثمان ، وأقرؤهم لِكتاب الله أُبَيّ بن كعب ، وأفْرَضهم زيد بن ثابت ، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل ، ألاَ وإن لِكُل أُمّة أمِينًا ألاَ وإن أمين هذه الأُمّة أبو عبيدة بن الجراح . رواه الإمام أحمد والترمذي والنسائي في " الكبرى " وابن ماجه ، وصححه الألباني والأرنؤوط .

وخَالِد بن الوليد رضي الله عنه سَيف مِن سُيوف الله .
واشتهر عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما بِالعبادة والاجتهاد فيها .
واشتَهر أبو هريرة بِكثرة رِواية الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم .

ولذلك : يُفْتَح لِبعض الناس في باب مِن أبواب الخير ، ولا يُفتَح له باب آخر ، ويُفتَح لِغيره في باب آخر ، ولا يُفتَح له في الباب الذي فُتِح فيه لِغيره مِن الناس .

قال إبراهيم بن جعفر للإمام أحمد : الرَّجل يَبلغني عنه صَلاح ، فأذهب فأصلي خلفه ؟ قال : قال لي أحمد : انظر إلى ما هو أصلح لقلبك ؛ فَافْعَلْه .

وقد كَتَب عبدُ الله بن عبد العزيز العمري العابد إلى الإمام مالك يَحضّه على الانفراد والعمل، فَكَتب إليه مَالِك : إن الله قَسَم الأعمال كََمَا قَسَم الأرزاق ، فَرُبّ رَجُل فُتح له في الصلاة ، ولم يفتح له في الصوم ، وآخر فُتح له في الصدقة ، ولم يفتح له في الصوم، وآخر فُتح له في الجهاد .
فَنَشْر العِلم مِن أفضل أعمال البِرّ ، وقد رَضيتُ بما فُتح لي فيه ، وما أظن ما أنا فيه بدون ما أنت فيه ، وأرجو أن يكون كِلانا على خَيْر وبِرّ .

وأما المخالَفة والمعصية ، فجاء الأمر فيها بالكَفّ والانتهاء عنها ؛ لأنه ليس فيها مصلحة ، وليس لأحد عُذر في ارتكاب المعصية .
ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَاجْتَنِبُوهُ .
وفي رواية : وَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَدَعُوهُ .

وسبق الجواب عن :
أيهما أفضل فِعل الطاعات أم تَرك الْمُحَرَّمات ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=12266

لا نستطيع ترْك الدراسة المختلَطة ، لعدم وجود بَديل أو دراسة مفصولة الجنسين
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4138

سؤال عن طريقة الصلاة لمن يُصلِّي على كرسي ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=16830

أشعر بتعاسة ، فهل يجوز أن أدعوَ على نفسي بالموت ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=13992

نذرت على نفسي أني إذا عملت عملا مُحرّما أن أُصلّي عشر ركعات ، فهل علي شيء بهذا النذر ؟ وهل يمكن أن أتركه ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=10431

ومقال بعنوان :
حريص عليكم
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6721

والله تعالى أعلم .

رد مع اقتباس