[نسمات الفجر]

السلام عليكم ورحمةة الله و بركاته
بارك الله فيكم شيخنا الكريم ونفع بكم
سؤالي ::لدي زميلة في الجامعة ، من اليابان ، أعطتني هدية بسيطة بمناسبة عيد الحب ! وأنا وضحت لها بأننا كمسلمين ، لا نعترف بهذه الأعياد فهي حرام ، ولدينا عيدان فقط ، ولكن بذات الوقت ، قبِلت منها الهدية ! ولم أكن أعلم أنه لا يجوز قبولها . ثم سمِعت أنه لا يجوز قبول الهدية منهم بهذه المناسبة
يا شيخ، هل حقاً لا يجوز قبولها؟ و إن كان حقاً لا يجوز ، ماذا أفعل بالهدية ؟ أتصدق بها على أحد الفقراء ؟
و جزاكم الله كل خير



الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

ما دام تمّ قبول الهدية ، وليس فيها ما يَحرُم علينا ؛ فليس عليك حرج في إبقائها .
وإنما يُمْنَع مِن قبول الهدايا التي تكون في مناسبات بِدْعِيّة مِن باب السياسة الشرعية حتى لا يتمادى الناس في الأعياد المبتَدَعة ولئلا يَسْتَمْرِئوها ويستسيغوها .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية : أما قبول الهدية منهم يوم عيدهم فقد قَدَّمنا عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه أُتِي بِهَدِية النيروز ، فَقَبِلَها . اهـ .

فائدة :
قول بعض الناس : نحن كَمُسلمين ؛ خطأ ، والصواب أن يُقال : نحن المسلمون ، أو : نحن المسلمين ... .

قال الشيخ الألباني رحمه الله : هذا تعبير خاطئ : أنا كَمُسْلم ، أنا كَسَلَفي ، هذا تعبير أعجمي ؛ لأنه لَمّا تقول : أنا كَسَلَفي ، معناه: لست سلفيا ! ولَمّا تقول أنا كَمُسْلِم معناه : لست مُسْلِما ! لذلك مِن الخطأ أن يقول الإنسان : أنا كَسَلَفي ، أو كَمُسْلِم . اهـ .

وذَكَر الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله أن المحققين مِن أهل اللغة لا يرتضون هذا الأُسلوب ، ويرونه مُوَلَّدا حادثا عن الأُسلوب الإفرانجي فهو تقليد له ! وأنه لا يُوجد لدى النحاة ما يسمى بِكاف الاستقصاء ، ولا في الأدب العربي القديم .
قال : والشيخ تقي الدين الهلالي رحمه الله يُسَمّي هذه الكاف : (الكاف الاستعمارية) . اهـ .

وسبق الجواب عن :
قبول هدايا الكفار إذا كانت بمناسبة أعيادهم
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6641

حكم قبول هدية تتعلق بشعائر العيد البدعي
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4534

وللفائدة حول (نحن المسلمون ، أو : نحن المسلمين)
هذه مُطارحة لغوية !
http://alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=44723&


وبالله تعالى التوفيق .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض