|
|
المنتدى :
قسم الأسرة المسلمة
إذا وصفت الزوجة حال عيشها بخلاف الواقع كي لا يتضايق أهلها فهل هذا مِن الكذب ؟
بتاريخ : 08-11-2016 الساعة : 11:44 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيراً الشيخ الفاضل
أختٌ لنا هنا بالمنتدى وضعت موضوع يتكلم عن زوجة صالحة وصبرها
باختصار :
الزوجة عندما تذهب لبيت أهلها يقدمون لها لحم ودسم وفاكهة وهي ترفض وتقول : لقد مللت هذا ولا تأكل شيئا منه فزوجي لا يحرمني شيء منه
ولكن في الحقيقة كان زوجها فقير جداً ولا ترى اللحمة بالشهر مرة ، وتصبر على الجوع من أجل زوجها ، ولكنها أرادت أن ترفع زوجها أمام أهلها
فهل يُعتبر هذا من الكذب ؟
وجزاكم الله خيراً

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا
إذا كانت تقصد شيئا آخر ، فيكون مِن التَّورِيَة ؛ وهي أن تقول كلاما تقصد به شيئا ، ويفهم السَّامِع منه شيئا آخر .
ولله درّ هذه المرأة ، فهي مِن نوادِر الزمان .
فهذه المرأة تصبر على الجوع من أجل زوجها ولم تُخبر أهلها بِحالته المادية مِن أجل أن ترفع زوجها أمام أهلها .
فأسأل الله لها ولأمثالها العون والتوفيق والعفاف والغِنى .
وهذا بِخلاف ما عليه كثير من النساء اليوم : مِن كثرة الشكوى والتسخّط والذمّ للزوج .
ولعل هذا هو الأكثر في النساء ، ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم عن الأكثر : أُرِيتُ النَّارَ فَإِذَا أَكْثَرُ أَهْلِهَا النِّسَاءُ ؛ يَكْفُرْنَ . قِيلَ : أَيَكْفُرْنَ بِاللَّهِ ؟ قَالَ : يَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ ، وَيَكْفُرْنَ الإِحْسَانَ ، لَوْ أَحْسَنْتَ إِلَى إِحْدَاهُنَّ الدَّهْرَ ثُمَّ رَأَتْ مِنْكَ شَيْئًا قَالَتْ : مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرًا قَطُّ ! رواه البخاري ومسلم .
وإكثار الشكوى سبب للتسخّط، الذي يترتّب عليه كُفران النِّعَم وكُفران العشير .
وقد حذَّر النبي صلى الله عليه وسلم مِن كُفران الْمُنْعِمِينَ .
فقَالَ عليه الصلاة والسلام : إِيَّاكُنَّ وَكُفْرَانَ الْمُنْعِمِينَ، إِيَّاكُنَّ وَكُفْرَانَ الْمُنْعِمِينَ ، قَالَتْ إِحْدَاهُنَّ: نَعُوذُ بِاللَّهِ، يَا نَبِيَّ اللَّهِ، مِنْ كُفْرَانِ نِعَمِ اللَّهِ، قَالَ: بَلَى إِنَّ إِحْدَاكُنَّ تَطُولُ أَيْمَتُهَا، ثُمَّ تَغْضَبُ الْغَضْبَةَ فَتَقُولُ: وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ مِنْهُ سَاعَةً خَيْرًا قَطُّ، فَذَلِكَ كُفْرَانُ نِعَمِ اللَّهِ، وَذَلِكَ كُفْرَانُ نِعَمِ الْمُنْعِمِينَ . رواه الإمام أحمد البخاري في "الأدب المفرد" ، والترمذي ، وقال : هذا حديث حسن . وصححه الألباني وحسّنه الأرنؤوط .
والمرأة التي تُكثر الشكوى لا يُوصَى بإمساكها !
ولذلك لَمَّا زار الخليل إبراهيم عليه الصلاة والسلام ابنه إسماعيل عليه الصلاة والسلام فلم يجده ، فَسَأَلَ امْرَأَتَهُ عَنْهُ ، فَقَالَتْ : خَرَجَ يَبْتَغِي لَنَا ، ثُمَّ سَأَلَهَا عَنْ عَيْشِهِمْ وَهَيْئَتِهِمْ ، فَقَالَتْ : نَحْنُ بِشَرٍّ ! نَحْنُ فِي ضِيقٍ وَشِدَّةٍ ، فَشَكَتْ إِلَيْهِ . قَالَ : فَإِذَا جَاءَ زَوْجُكِ فَاقْرَئِي عَلَيْهِ السَّلامَ ، وَقُولِي لَهُ يُغَيِّرْ عَتَبَةَ بَابِهِ ، فَلَمَّا جَاءَ إِسْمَاعِيلُ كَأَنَّهُ آنَسَ شَيْئًا فَقَالَ : هَلْ جَاءَكُمْ مِنْ أَحَدٍ ؟ قَالَتْ : نَعَمْ ، جَاءَنَا شَيْخٌ كَذَا وَكَذَا ، فَسَأَلَنَا عَنْكَ فَأَخْبَرْتُهُ ، وَسَأَلَنِي كَيْفَ عَيْشُنَا ، فَأَخْبَرْتُهُ أَنَّا فِي جَهْدٍ وَشِدَّةٍ . قَالَ : فَهَلْ أَوْصَاكِ بِشَيْءٍ ؟ قَالَتْ : نَعَمْ ، أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ السَّلامَ ، وَيَقُولُ غَيِّرْ عَتَبَةَ بَابِكَ ! قَالَ : ذَاكِ أَبِي ، وَقَدْ أَمَرَنِي أَنْ أُفَارِقَكِ ، الْحَقِي بِأَهْلِكِ ، فَطَلَّقَهَا ، وَتَزَوَّجَ مِنْهُمْ أُخْرَى ، فَلَبِثَ عَنْهُمْ إِبْرَاهِيمُ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ أَتَاهُمْ بَعْدُ فَلَمْ يَجِدْهُ ، فَدَخَلَ عَلَى امْرَأَتِهِ فَسَأَلَهَا عَنْهُ فَقَالَتْ : خَرَجَ يَبْتَغِي لَنَا . قَالَ : كَيْفَ أَنْتُمْ ؟ وَسَأَلَهَا عَنْ عَيْشِهِمْ وَهَيْئَتِهِمْ ، فَقَالَتْ : نَحْنُ بِخَيْرٍ وَسَعَةٍ ، وَأَثْنَتْ عَلَى اللَّهِ فَقَالَ : مَا طَعَامُكُمْ ؟ قَالَتْ : اللَّحْمُ ، قَالَ : فَمَا شَرَابُكُمْ ؟ قَالَتْ : الْمَاءُ ، قَالَ : اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ فِي اللَّحْمِ وَالْمَاءِ . قالَ : فَإِذَا جَاءَ زَوْجُكِ فَاقْرَئِي عَلَيْهِ السَّلامَ ، وَمُرِيهِ يُثْبِتُ عَتَبَةَ بَابِهِ ، فَلَمَّا جَاءَ إِسْمَاعِيلُ قَالَ : هَلْ أَتَاكُمْ مِنْ أَحَدٍ ؟ قَالَتْ : نَعَمْ ، أَتَانَا شَيْخٌ حَسَنُ الْهَيْئَةِ ، وَأَثْنَتْ عَلَيْهِ ، فَسَأَلَنِي عَنْكَ فَأَخْبَرْتُهُ ، فَسَأَلَنِي كَيْفَ عَيْشُنَا ، فَأَخْبَرْتُهُ أَنَّا بِخَيْرٍ . قَالَ : فَأَوْصَاكِ بِشَيْءٍ ؟ قَالَتْ : نَعَمْ ، هُوَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلامَ ، وَيَأْمُرُكَ أَنْ تُثْبِتَ عَتَبَةَ بَابِكَ . قَالَ : ذَاكِ أَبِي وَأَنْتِ الْعَتَبَةُ ، أَمَرَنِي أَنْ أُمْسِكَكِ . رواه البخاري .
وما تفعله كثير النساء اليوم مِن نشر أسرار البيوت ، وتَكَلُّم المرأة في زوجها في كل مجلس ، وتَعِيبه بِما فيه وما ليس فيه ، بل وتغتابه وتذمّه ، وهو صاحب المعروف عليها ؛ وهذا كُلّه بِخلاف المعاشرة بالمعروف .
وسبق :
هل كل كذب يأثم عليه صاحبه ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=3038
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض
|
|
|
|
|