|
رحمه الله وغفر الله له
|
|
|
|
الدولة : في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
|
|
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
عبد الرحمن السحيم
المنتدى :
منتـدى الحـوار العـام
بتاريخ : 04-06-2017 الساعة : 05:31 AM
إعجاز وبلاغة القرآن (7)
*الْجَمْع والإفراد*
قال ابن القيم : جَمْع الظلمات وإفراد النور ، وجَمع سُبل الباطل وإفراد سُبل الحق ، وجَمْع الشمائل وإفراد اليمين ... وسِرّ ذلك والله أعلم :
أن طريق الحق واحد وهو على الواحد للأحد ، كما قال تعالى : (هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ) قال مجاهد : الحق طريقه على الله ويَرجع إليه ، كما يُقال طريقك عليَّ !
وقال ابن القيم : ومِن هذا قوله تعالى : (اللهُ وَلَى الَّذِينَ آمَنُوا يَخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ) ، فوحّد النور الذى هو سَبيله ، وجَمَع الظلمات التى هى سَبيل الشيطان .
ومن فَهِم هذا فَهِم السّر فى إفراد النور وجَمْع الظلمات في قوله تعالى : (الْحَمْدُ للهِ الَّذِى خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ) مع أن فيه سِرّا أَلطف مِن هذا ؛ يَعرِفه مَن يَعرف مَنبع النور ، ومِن أَين فاضَ ، وعمّاذا حصل ؟ وأن أَصله كله واحد ، وأَما الظلمات فهى متعددة بِتَعدّد الْحُجُب المقتضية لها ، وهي كثيرة جدا ، لكل حِجاب ظُلمة خاصة ، ولا ترجع الظلمات إلى النور الهادي جلّ جلاله أصلاً .
|
|
|
|
|