عرض مشاركة واحدة

ناصرة السنة

مشرفة عامة


رقم العضوية : 46
الإنتساب : Feb 2010
المشاركات : 3,214
بمعدل : 0.58 يوميا

ناصرة السنة غير متواجد حالياً عرض البوم صور ناصرة السنة


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : إرشـاد الشـبـاب
افتراضي من تاب تاب الله عليه
قديم بتاريخ : 15-02-2010 الساعة : 05:59 PM

لنا أخٌ كريم طالما ألحَّ الناسُ عليه وألحَّ هو على نفسِهِ بالتوبة , ولكنه مُحبَط لأنَّه يعلمُ أنَّ من السيئات ما يجري على صاحبِهِ حتى بعد وفاتِهِ ربما إلى قيام الساعة ! , وقد أضلَّ خلقاً كثيراً فقد كانَ يمنحُ الشبابَ ممن يعرفه ولا يعرفه روابطاً لأفلام أجنبية وعربية على الإنترنت , فكلُّ من تفرَّج على هذه الأفلام يحملُ هو كِفلاً من وزره , بل وهؤلاءِ الشباب قد يعطون الأفلام لغيرهم فيحملُ كفلاً من أوزارهم هم الآخرين .! ومن سعادة المرءِ أنه إذا مات ماتت معه ذنوبُهُ , فكيفَ السبيلُ إلى توبةِ هذا الأخ ؟ وهل تظلُّ ذنوبُهُ تجري عليه إلى قيام الساعة حتى بعدَ توبتِهِ ؟ وماذا عساهُ أن يفعل ولا يعرفُ أحداً ممن قام بتحميل هذه الأفلام وهم آلاف ؟!



الجواب :


مَن تاب تاب الله عليه .
وعليه أن يتوب إلى الله مهما بلغت ذنوبه .
لقد نادى الله الذين أسرفوا على أنفسهم بالذنوب والمعاصي بما نادى به رسوله ومصطفاه صلى الله عليه وسلم – وهو وَصْف العبودية - فقال تبارك وتعالى : (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) ففي آية واحدة ذَكَر الرحمة مرتين والمغفرة مرّتين .

ولو بَلَغَتْ ذنوب العبد السَّحَاب ثم استغفر الله غَفَر الله له ، ولا يُبالي بِذنوبه مهما بَلَغتْ .
قال تبارك وتعالى في الحديث القدسي : يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي ، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي ، يا بن آدم إنك لو أتيتني بِقُراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بِقُرابها مغفرة . رواه الترمذي .

وينبغي على العبد إذا تاب من الذنب أن يَنظر إلى سعة رحمة الله ، وعظيم مغفرته ، ومهما كان ذنبه فَعَفو الله أعظم .

وأكبر من الذَّنْب وأعظم من الْجُرْم القنوط من رحمة الله ، واليأس من روح الله لأنه ( لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ) ، ولا يَقنط من رحمة الله إلا الضالون ، قال تعالى على لسان خليله إبراهيم عليه الصلاة والسلام : ( قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّالُّونَ ) .

فإن الناس كانوا في جاهلية وشرّ ، فلما جاء هذا الدين وأنقذ الله به الناس من الجاهلية والكفر والشرك إلى نور الإسلام لم يلتفتوا أصلاً إلى ما كان منهم في جاهليتهم ، ولم يُقعدهم ذلك عن العمل .

وعلى هذا الأخ أن يُكثر من الحسنات .
قال تعالى : (وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ) .


والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد


رد مع اقتباس