|
رحمه الله وغفر الله له
|
|
|
|
الدولة : في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
|
|
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
عبد الرحمن السحيم
المنتدى :
منتـدى الحـوار العـام
بتاريخ : 27-02-2019 الساعة : 03:21 PM
غَلَبَة الشيطان .. كلام يُخوّف
💎 قال ابن القيم : إذا كان العبد في حال حُضُور ذِهْنه وقُوّته وكَمَال إدراكه قد تَمكن مِنه الشيطان ، واسْتَعمله بِمَا يُرِيده مِن مَعاصي الله ، وقد أغْفَل قَلْبه عن ذِكْر الله تعالى ، وعَطّل لِسَانه مِن ذِكْره وجَوارحه عن طاعته . فكيف الظنّ به عند سُقُوط قُوَاه ، واشتغال قلبه ونفسه بما هو فيه مِن ألَم النّزْع ؟ وجَمَع الشيطان له كُلّ قُوّته وهِمّته وحَشَد عليه بجميع ما يقدر عليه لِيَنال منه فُرْصته ، فإن ذلك آخِر العَمَل ، فأقْوى ما يكون عليه شيطانه ذلك الوقت ، وأضعف ما يكون هو في تلك الحال .
🔴 فمَن ترى يَسْلم على ذلك ؟ فهناك : (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ)
🔘 فكيف يُوفّق لِحُسْن الخاتمة مَن أغْفَل اللهُ سبحانه قَلْبَه عن ذِكْرِه ، واتّبَع هَواه ، وكان أمْرُه فُرُطا ؟
فبَعِيدٌ مَن قَلْبُه بَعيد مِن الله تعالى ، غافل عنه ، مُتَعبّد لِهَواه ، أسِير لِشَهَواته ، ولِسَانه يَابِس مِن ذِكْرِه ، وجَوَارِحه مُعَطّلة مِن طَاعَته ، مُشْتَغِلة بِمَعصيته - أن يُوفّق للخاتمة بِالْحُسْنى .
🔵 ولقد قَطَع خَوْف الخاتمة ظُهُور الْمُتّقِين .
🛑 وكأن المسيئين الظالمين قد أخَذُوا تَوقِيعًا بِالأمَان
(أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ (39) سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذَلِكَ زَعِيمٌ)
يا آمنًا معْ قبيحِ الفعل منه أهَلْ ... أتاك توقيعُ أمْنٍ أنت تَملكُه ؟
جَمَعْتَ شيئَينِ : أمْنًا واتّباعَ هوىً ... هذا وإحداهما في الْمَرء تُهلِكُه
والْمُحْسِنون على دَرْبِ الْمَخَاوِفِ قد ... سَارُوا وذلك دربٌ لستَ تَسلكُه
فرّطتَ في الزّرْع وَقتَ البَذْر مِن سَفَهٍ ... فكيف عند حَصاد الناس تُدركُه ؟
هذا وأعجبُ شيء منك زهدُك في ... دار البقاء بِعيشٍ سَوف تَتْرُكُه
(الجواب الكافي)
|
|
|
|
|