عرض مشاركة واحدة

محب السلف

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 2
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : بلاد الإسـلام
المشاركات : 2,131
بمعدل : 0.38 يوميا

محب السلف غير متواجد حالياً عرض البوم صور محب السلف


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسم التوبـة والدعوة الى الله وتزكية النفس
افتراضي كيف يفرق المرء بين العقاب من الله والابتلاء
قديم بتاريخ : 16-02-2010 الساعة : 12:34 PM

شيخنا الفاضل
كيف يفرق المرء بين العقاب من الله و الإبتلاء ؟ أي قد يحدث للإنسان مكروها فلا يدري أعقاب هذا من الله أم ابتلاء منه سبحانه و _ تعالى _ فكيف نفرق بينهما ?



الجواب :

وجزاك الله خيراً .
وحفِظك الله ورعاك .

من حيث نَظَر الإنسان نفسه ، فإنه يَنبغي أن يَنظُر إلى أنّ ما أصابه هو بسبب ذُنوبه ، ليَحمِله ذلك على التوبة ، وعلى عدم الاغترار .

والمؤمن يهضم نفسه ، ولا يغترّ .

لَمّا ولي أبو بكر رضي الله عنه خطب فقال : إني وُليتكم ولستُ بخيركم . فلما بلغ الحسن قوله قال : بلى ولكن المؤمن يَهْضِم نفسه . رواه البيهقي .

وأخرج ابن سعد بسند صحيح عن عكرمة أن أبا هريرة كان يُسَبِّح كل يوم اثنتي عشرة ألف تسبيحة ، يقول : أُسَـبِّح بِقَدْرِ ذَنْبِي . قاله ابن حجر في الإصابة .

وقال الفضيل : لو شممتم رائحة الذنوب مني ما قربتموني . وأُثْنِي على زاهد فقال : لو عَرَفْتَ مِنِّي ما عَرَفْتُ مِن نَفْسِي لأبْغَضْتَنِي .

فالمؤمن يَجمَع بين إحسان الْعَمَل والخشية ، والمنافِق يَجمَع بين إساءة العمل والأمن مِن مكْر الله . كما قال الحسن البصري رحمه الله .

ومَن كان مُقيمًا على المعاصي فعليه أن يكون على خَوف ووَجَل .

قال عليه الصلاة والسلام : إذا رأيت الله يُعطي العَبد مِن الدُّنيا على مَعاصيه ما يُحِبّ فإنما هو استدراج ، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم : (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ) . رواه الإمام أحمد ، وصححه الألباني والأرنؤوط .

والمؤمن يَنظُر إلى ما أصابه إلى أنه بِبَعض ذُنوبه .. ولا يَنْظُر إلى أنه بلاء حسن .. لِيَحْْمِله ذلك على التوبة . .والإنابة والرجوع إلى الله .

قال سهل بن عبد الله : البلوى مِن الله على وجهين : بلوى رحمة ، وبلوى عقوبة ؛ فبلوى الرحمة تبعث صاحبها على إظهار فَقْره إلى الله تعالى وترك التدبير ، وبلوى العقوبة تبعث صاحبها على اختياره وتدبيره . رواه أبو نُعيم في " الحلية " والبيهقي في " الشُّعب " .

وكنت كتبت مقالا بعنوان :
هذا بذنبي
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=2050

وسبق :
حكم الجزم بقبول العمل
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=10629

وهنا :
كيف يُبتَلى الإنسان في دينه أو المسلم بذاته ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=1134

إذا أصاب المؤمن ابتلاء هل يُؤجَر عليه ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=5128

حكم تسخّط الأقدار
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18917

كيف نزرع في القلب القناعة بما كتبه الله لنا أو علينا حتى نعلم أن ما كتبه الله خير لنا ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=15549

ما معنى الإيمان بالقدر ؟ وهل الإنسان مسير أو مخير ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=3720

هل كل ما أعمله مُقدّر عليَّ ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4486

ما الأسباب الْمُعينة على تَقبّل القضاء والقدر والرّضا به ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=15577


والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية


رد مع اقتباس