الموضوع:
" ما غلب عُسر يُسرين " هل هو حديث ، وما درجته ؟
عرض مشاركة واحدة
راجية العفو
الهيئـة الإداريـة
رقم العضوية : 13
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : السعودية
المشاركات : 4,421
بمعدل : 0.79 يوميا
مشاركة رقم :
1
المنتدى :
قسـم السنـة النبويـة
" ما غلب عُسر يُسرين " هل هو حديث ، وما درجته ؟
بتاريخ : 19-02-2010 الساعة : 02:25 PM
شيخنا الفاضل جزاكم الله خيرا
سؤالي :
" ما غلب عسر يسرين "
هل هذا مجرد مثل ام اثر ام انه حديث ولو كان حديث ما درجة صحته وما المناسبة التي ذكر فيها ؟؟
و بارك الله فيك و جزاك خيرا و أثابك جنته
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
جاء بلفظ : لن يغلب عُسر يُسْرَين ، إن مع العسر يسرا ، إن مع العسر يسرا .
وهو حديث ضعيف الإسناد ، ومعناه صحيح ، ولذلك جاء هذا القول عن الصحابة الكرام رضي الله عنهم .
روى الإمام مالك في الموطأ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ : كَتَبَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ يَذْكُرُ لَهُ جُمُوعًا مِنْ الرُّومِ ، وَمَا يَتَخَوَّفُ مِنْهُمْ ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ :أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنَّهُ مَهْمَا يَنْزِلْ بِعَبْد مُؤْمِن مِنْ مُنْزَلِ شِدَّة يَجْعَلْ اللَّهُ بَعْدَهُ فَرَجًا ، وَإِنَّهُ لَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ ، وَأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ فِي كِتَابِهِ : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) .
ومِن طريقه : رواه ابن جرير في تفسيره .
ورواه ابن أبي شيبة والحاكم - وصححه على شرط مسلم ووافقه الذهبي - والبيهقي في شعب الإيمان كلهم مِن طريق زيد بن أسلم عن أبيه بِنحوه .
وقال الإمام البخاري في سورة الشرح : قال ابن عيينة : أي : مع ذلك العسر يُسرًا آخر ، كقوله (
هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ
) ، ولن يغلب عُسر يُسرَين .
قال الإمام الطحاوي : قال أهل العلم في ذلك : لا يغلب عُسر يُسرين ، مُستخرجين لذلك المعنى في هذه الآية ؛ لأن العسر خَرَج مَخْرَج المعرفة فكان على واحد ، وخرج اليُسر مَخرج النكرة فكان في كل واحد من قوله عز وجل : (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا) غير الذي في الآخر منهما .
وقال العجلوني في " كشف الخفا " : رواه الحاكم والبيهقي في الشعب عن الحسن مُرْسَلا أن النبي صلى الله عليه وسلم خَرج ذات يوم وهو يضحك ، وهو يقول : لن يغلب عُسر يُسرَين ، إن مع العسر يسرا . ورواه الطبراني عن مَعمر . والعسكري في الأمثال وابن مردويه عن جابر بسند ضعيف .
وفي الباب عن ابن عباس مِن قولِه ، ذَكَرَه الفرّاء ، وقال في الدرر : وأخرجه الحاكم من حديث ابن عباس ، وأخرجه عبد الرزاق عن ابن مسعود موقوفا بلفظ : " لو كان العُسر في جُحر ضب لتبعه اليسر حتى يَستخرجه ، لن يَغلب عُسر يُسرَين "، بل للطبراني عن ابن مسعود أيضا مرفوعا : لو دخل العسر جحرا لدخل اليسر حتى يُخرِجه فيَغلِبه ، فلا ينتظر الفقير إلاّ اليُسر ، ولا الْمُبْتَلَى إلاّ العافية ، ولا الْمُعَافى إلاّ البلاء . ورواه ابن أبي الدنيا، ومِن طريقه البيهقي في الشعب عن ابن مسعود : ُلو أن العسر دخل في جحر لَجَاء اليُسر حتى يدخل معه ، ثم قرأ ... (أن مع العسر يسرا) . اهـ .
ويُنظَر " فتح الباري " لابن حجر رحمه الله ، عند تفسير سورة الشرح .
ومعناه صحيح ، وعادَة الله عزّ وجلّ في عباده المؤمنين : التفريج والنصر والنجاة ، كما قال تبارك وتعالى : (
إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ
) .
والواقِع يشهد بذلك ويُصدّقه في نُصرَة الله لأوليائه المتّقين في الدنيا ..
قال الله تبارك وتعالى : (
سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا
)
قال ابن كثير : وعد منه تعالى، ووعده حق، لا يخلفه، وهذه كقوله تعالى : (
فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا
)
وقد رَوى الإمام أحمد حديثا يَحسُن أن نَذكُره ها هنا ، فقال : حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا عبد الحميد بن بَهرام حدثنا شهر بن حوشب قال : قال أبو هريرة : بينما رجل وامرأة له في السلف الخالي لا يَقدران على شيء ، فجاء الرجل مِن سَفَره ، فدخل على امرأته جائعا قد أصابته مَسغَبة شديدة ، فقال لامرأته : عندك شيء ؟ قالت : نعم ، أبشِر ، أتاك رِزق الله ، فاستحثّها ، فقال : ويحك ! ابتغي إن كان عندك شيء . قالت : نعم ، هُنيّهة - تَرجو رحمة الله- حتى إذا طال عليه الطَّول قال : ويحك ! قومي فابتغِي إن كان عندك شيء فائتيني به ، فإني قد بَلَغت وجَهِدت . فقالتْ : نعم ، الآن ينضج التنور فلا تعجل . فلما أن سَكَت عنها ساعة وتَحيّنت أن يقول لها ، قالت مِن عند نفسها : لو قُمت فنظرت إلى تنوري ! فقامت فنظرت إلى تنورها مَلآن مِن جُنوب الغنم ، ورحييها تطحنان ، فقامت إلى الرحى فنفضتها ، واستخرجت ما في تنورها من جُنوب الغنم .اهـ .
ورواه الإمام أحمد في موضعين ، ومثله يُتسمّح في إسناده .
ورَوى عبد الرزاق في تفسيره عن جعفر بن سليمان , عن ميمون أبي حمزة , قال : سمعت إبراهيم النخعي , يقول : قال ابن مسعود : لو كان العُسر في جُحر لتبعه اليُسر , حتى يَستخرجه , لن يَغلب عُسْر يُسرين , لن يَغلب عُسر يُسرين .
ويُروى عن الإمام الشافعي قوله :
صَبْراً جَمِيلاً ما أقربَ الفَرَجَا ** مَن رَاقَبَ اللَّهَ فِي الأمورِ نَجَا
منْ صدق الله لم ينلهُ أذًى ** ومَن رَجَاهُ يكونُ حيثُ رَجَـا
قال الأصمعي : حَدّثني أبو عَمرو بن العَلاء : هَرَبتُ مِن الْحَجَّاج ، وكُنت باليمين على سطحٍ يوما ، فسمعت قائلا يقول :
ربما تكره النفوس من الأمـ ... ـر له فَرْجَة كَحَلّ العِقال
قال : فَخَرَجْتُ فإذا رجل يقول : مات الحجاج . فما أدري بأيهما كنت أشدّ فَرَحا : بِفَرَجِه أو بِمَوت الْحَجَّاج ؟
قال الأصمعي : وَالْفَرْجَةُ ، بِالْفَتْحِ : مِنَ الْفَرَجِ ، وَالْفُرْجَةُ : فُرْجَةُ الْحَائِطِ .
رواه ابن أبي الدنيا في " الفَرَج بعد الشدة " .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض
راجية العفو
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى راجية العفو
البحث عن المشاركات التي كتبها راجية العفو
البحث عن جميع مواضيع راجية العفو