|
|
المنتدى :
قسـم البـدع والمـحدثـات
هل يجوز حضور الوليمة التي تُقام في عيد الشكر ببلاد الكفار ؟
بتاريخ : 19-02-2010 الساعة : 03:04 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي سؤال إذا سمحتم لي يا شيخ
يمر علينا الأسبوع القادم هنا في ديار الغربة عيد الشكر وهو إجازة عندنا .
دعتني إحدى الأخوات في ذلك اليوم لوليمة عندها . كنت موافقة على أنه اجتماع كأي اجتماع ولكن حينما علمت أنها ستطبخ ذلك اليوم الديك الرومي وهو ما اشتهر طبخه لدى الكفار في ذلك اليوم بالذات .
قلت لها : إن هذا تشبه بهم فلتطبخي هذا الديك في يوم آخر وليس في نفس اليوم . فاعتذرتُ عن الحضور، فهل قولي وحكمي على الأمر صحيح ؟
أتمنى إفادتكم شكر الله لكم فأنا في حرج معها.

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وشكر الله لك .
لا يَجُوز للمسلم أن يَحتفِل بأعياد الكُفَّار ، فإنها إذا كانتْ مِن شَعائر دِينهم فإن فَعلها المسلم رِضا بها فإنه يَكْفُر في هذه الحالة ، لِقوله صلى الله عليه وسلم : مَن تَشَـبَـه بِقَوم فَهو مِنهم . رواه الإمام أحمد وأبو داود .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : وهذا الحديث أقَلّ أحْوِالِه أنه يَقْتَضِي تَحْرِيم الـتَّشَـبُّه بِهم ، وإن كان ظَاهِره يَقْتَضِي كُفْر الْمُـتَشَـبِّه بِهِم . اهـ .
فإنَّ الْمُسْلِم وإن أقام بأرضهم ما أقام إلاَّ أنه يَجِب أن يَكرَه ما هُم عليه ، فكيف يصنع مثل صَنِيعهم ، ويحتَفِل كاحتفالِهم ؟
قال عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما : مَن بَنَى بِأرْض الْمُشْرِكِين وصَنَع نَيْرُوزَهم ومهرجانهم وتَشَبَّه بِهم حتى يَمُوت حُشْر مَعهم يوم القيامة .
يقول الإمام الذهبي رحمه الله :فكيف تطيب نفسك بِالـتَّشَبُه بِقَوْم هذه صِفَتُهم ، وهُم حَطَب جَهَنَّم ؟! وأنت تَتَشَبَّه بِأقْلَف ! عَابِد صَلِيب ! . اهـ .
والأقلف هو الذي لم يُختن .وقد يَقول قائل : أنا لَم أفْعَل ذلك لِقَصْد الـتَّشَـبُّه بِالكُفَّار . فالجواب عنه ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، إذ يَقول : والـتَّشَـبُّه يَعُمّ مَن فَعَل الشيء لأجْل أنهم فَعَلُوه ، وهو نَادِر ، ومَن تَبِع غَيْره في فِعْل لِغَرَض لَه في ذلك ، إذا كان أصل الفعل مأخُوذًا عن ذلك الغَير . اهـ .
ولا يُشْتَرَط في الـتَّشَـبُّه أن يَقصِد الْمُتَشَـبِّـه ذلك ، بل لو وَقَع الـتَّشَـبُّه بِغِيْر قصد وَقَ المسلم في المحذور .ألا تَرين - حفظك الله - أنَّ الله نَهَى الصَّحَابة عن مُشابَهة اليهود والمنافقين في كلمة تُوهِم معنى فَاسِدًا ، مع بُعد الصحابة كل البُعد عن ذلك القصد ؟
فقال تبارك وتعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا) . وأنَّ المسلِم مَنْهِيّ عن الصلاة عند طُلوع الشمس وعند غُروبها ؟ وذلك لأن الكُفَّار يسجدون للشمس حينئذ . كما في الصحيحين مِن حديث ابن عمر ، وفي صحيح مسلم من حديث عمرو بن عبسة .
مع أنَّ وِجْهة المسلم غير وِجهة الكافر ، فالسملم يقصد وَجْه الله ، والكافر يسجد للشمس ، والمسلم يَتَّجِه للكعبة والكافر يتَّجِه للشمس ، ومع أن المسلم قد يَفعل ذلك وهو خالي الذِّهن عما يفعله الكفار في تلك الساعة ؛ ومع ذلك نُهي عن الـتَّشَـبُّه بهم ولو لم يقصد .
بل ما هو أوْضَح مِن ذلك وأصْرَح ، في أمْر لا يَد للمسلم فيه ، وهو تغيير الشَّيْب . ففي الصحيحين مِن حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إنَّ اليهود والنصارى لا يَصْبَغُون فَخَالِفُوهُم . قال شيخ الإسلام ابن تيمية : أمَرَ بِمُخَالَفَتِهم ، وذلك يَقْتَضِي أن يَكُون جِنْس مُخَالَفَتِهم أمْرًا مَقْصُودًا للشَّارِع . اهـ .
فلا يَجوز لِتلك الأخت أن تَتَشبَّه بالكُفَّار في طبخ الديك الرومي في ذلك اليوم الذي هو عيد من أعيادهم ، وهم قد اتَّخذُوا ذلك شِعَارًا لِعِيدِهم . وكما قلتِ - وفقك الله - يُمكن أن تطبخ الديك الرومي في غير ذلك اليوم . وما قلتيه هو الصَّوَاب .
حكم الاحتفال بعيد الشكر (thanksgiving)
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=14482
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض
|
|
|
|
|