|
|
المنتدى :
قسـم العقـيدة والـتوحيد
كيف تعلم الملائكة عندما يهم الإنسان بعمل حسنة او سيئة حتى تكتبها له ؟
بتاريخ : 19-02-2010 الساعة : 07:08 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جُزيتم خير شيخنا الفاضل
هذا سؤال من احدى الاخوات
تقول: في الحديث القدسي
عَن ابْنِ عَبَّاس رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا
عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم فِيْمَا يَرْوِيْهِ عَنْ رَبِّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالى أَنَّهُ قَالَ: (إِنَّ الله كَتَبَ الحَسَنَاتِ وَالسَّيئَاتِ ثُمَّ بَيَّنَ ذَلِكَ؛ فَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَة فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً،وَإِنْ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللهُ عِنْدَهُ عَشْرَ حَسَنَات إِلَى سَبْعِمائَةِ ضِعْف إِلىَ أَضْعَاف كَثِيْرَة. وَإِنْ هَمَّ بِسَيِّئَة فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً،وَإِنْ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللهُ سَيِّئَةً وَاحِدَةً)[256] رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ في صَحِيْحَيْهِمَا بِهَذِهِ الحُرُوْفِ
هنا كيف تعلم الملائكة عندما يهم الانسان بعمل حسنه مثلا حتى تكتبه له؟؟؟ وبارك الله فيكم

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا ، وبارك الله فيك .
أليس الله تبارك وتعالى هو القائل : (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ) .
و المؤاخذة إنما تكون على القول أو الفعل أو الهمّ والعزم على الفعل، أما حديث النفس والهاجس والخاطر فَمَعْفُوّ عنه ، لقوله عليه الصلاة والسلام : إن الله تجاوز لي عن أمتي ما وسوست به صدورها ما لم تعمل أو تكلّم . رواه البخاري ومسلم .
وهذه المسألة التي سألت عنها اخْتَلَف العلماء فيها .
نَقَل ابن بطال عن ابن جرير الطبري قوله : وفى هذا الحديث تصحيح مقالة من يقول : إن الحفظة تكتب ما يَهمّ به العبد من حسنة أو سيئة ، وتعلم اعتقاده لذلك ، وردّ مقالة من زعم أن الحفظة ، إنما تكتب ما ظَهر مِن عَمل العبد وسُمِع .
قال ابن بطال : والصواب في ذلك ما صح به الحديث عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : " مَن هَمّ بحسنة فلم يعملها كُتبت له حسنة " ، والْهَمّ بالحسنة إنما هو فِعل العبد بِقَلبه دون سائر الجوارح ، كَذِكْر الله بِقَلْبه ، فالمعنى الذي به يصل الملكان الموكّلان بالعبد إلى علم ما يَهمّ به بقلبه ؛ هو المعنى الذي به يَصل إلى علم ذِكر ربه بقلبه ، ويجوز أن يكون جعل الله لهما إلى علم ذلك سبيلاً ، كما جعل لكثير من أنبيائه السبيل إلى كثير من علم الغيب ...
وقد أخبر نبينا صلى الله عليه وسلم بكثير من علم الغيب ، قالوا : فغير مستنكر أن يكون الكاتبان الموكلان بابن آدم ، قد جعل لهما سبيلاً إلى عِلم ما في قلوب بني آدم من خير أو شرّ ، فيكتبانه إذا حَدّث به نفسه أو عزم عليه . اهـ .
ويُمكن القول بأن الله عزّ وجلّ يأمر الملائكة بِكتابة ما يَهِمّ به ابن آدم ، فالله عزّ وجلّ لا تخفى عليه خافية ن فهو يعلم السر وأخفى ، ويعلم ما تُوسوس به النفوس ، فيأمر الملائكة بِكتابة ما هَمّ به العبد أو عَزَم على فعله .
وهذا كما قال الله تعالى : (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ)
قال السمعاني : وقوله : (وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ) الوسوسة : حديث النَّفْس .
وقال البغوي في قوله تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ) يُحدِّث به قَلبه ، فلا يَخفَى علينا سرائره وضمائره .
وقال القرطبي في قوله تعالى : (وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ) أي : ما يختلج في سره وقلبه وضميره، وفي هذا زجر عن المعاصي التي يستخفي بها .
وقال ابن كثير في هذه الآيات : يُخبر تعالى عن قدرته على الإنسان بأنه خَالِقه ، وعَلمه مُحيط بجميع أموره ، حتى إنه تعالى يعلم ما توسوس به نفوس بني آدم مِن الخير والشر . اهـ .
وذَكَر العلماء قولا آخر ، وهو أن للحسنة رائحة يشمّها الْمَلَكان ، وكذلك السيئة . وهذا القول يحتاج إلى دليل .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض
|
|
|
|
|