[نسمات الفجر]

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شيخنا الجليل
جزاكم الله عنا خيرا ,, على هذا العمل العظيم .. نسأل الله أن يوفقكم ويبارك في أوقاتكم
شيخنا الكريم لدي إشكالية في هذا الأمر وأرجو أن أخرج معك منها مقتنعا اقتناعا تاما
وأرجو أن يكون صدرك واسعا ... شيخنا الكريم
ما هو حكم الشرع في المواضيع التي هي على هذا النهج وتطرح من قبل الأعضاء
1 - موضوع هو المشاركة فيه على الصلاة بالرسول في كل يوم مرة بمثل تقول اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد
2 - ذكر أسماء الله الحسنى
3 - كتابة آية من القرآن الكريم
4 - حفظ كتاب الله عن طريق النت مع جماعة من الأعضاء وتعاون من تشجيع وغيره
أرجو من فضيلتكم التوضيح في هذه النقاط مع ذكر السبب والإحاطة به من جميع النواحي
ولفضيلتكم منا كامل الاحترام والتقدير ..
جزاكم الله خيرا وبارك في أوقاتكم الكريمة



الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا

أولاً : شكر الله سعيك .. سبق بيان السؤال عن حُكم الشرع أو حُكم الدّين ، ونحو ذلك ، وذلك هنا :
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=2459

ثانيا : ما ذَكَرْتَه عِبادات ، والعِبادات تَوقِيفِيّة ، أي : لا يُعمل منها عَمَل إلاَّ بِدَليل ، كما أن العمل الصالح لا يُقبَل إلاَّ بِمتابعة النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك العَمل ، فلو كان مُحْدَثا فإنه لا يُقبَل ، لِقوله عليه الصلاة والسلام : من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه ، فهو رَدّ . رواه البخاري ومسلم .
وفي رواية : من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد .
أي : أنه مردود غير مقبول .

ثالثا : ما ثَبَت بِدليل عام لا يُمكن يُحكَم بِجواز جَمِيع أفْراده .
كيف ؟
الصلاة – مثلا – ثَبَتت بِدليل عام ، وهو الحث على الصلاة ومشروعية الصلاة ، إلاَّ أنه ليس كل صلاة تكون مشروعة ، بل منها ما هو منهيّ عنه ، ومنها ما عدَّه العلماء مِن قَبِيل الصلوات الْمُبْتَدَعَة .
وكذلك الأذكار .. وقُل مثل ذلك في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم .

رابعا : لا يَجوز توقيت عِبادة بِزمان مُعيّن لم يأت الشرع بِتحديدها فيه ، ولا تقييدها بِمكان مُعيّن لم يأت الشرع بتقييدها فيه .
ولذلك نصّ العلماء على أن المتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم في العمل الصالح لا تتحقق إلاَّ بِسِتة أشياء :

الأول : سَبب العبادة
الثاني : جِنس العبادة
الثالث : قَدْر العبادة
الرابع : صِفة العبادة
الخامس : زَمان العبادة ( فيما حُدِّد لها زمان )
السادس : مكان العبادة ( فيما قُيّدت بمكان مُعيّن )

وتحديد الأذكار من شهادة التوحيد ، أو الاستغفار ، أو الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، أو ذِكر اسم من الأسماء الحسنى على سبيل الـتَّـعبّد والـتَّقَرّب ، أو قراءة أو كتابة آية من آيات القرآن ؛ كل ذلك من تحديد الأذكار بِزمان أو مكان مُعين ، أو بهما معا ، أي : تحديد العبادة والذِّكْر بِزمان ومكان مُعين .
وهذا داخل في البِدَع ولا شكّ .
أضِف إلى ذلك أن هذا العمل فيه مُضاهاة ومُشابَهة للطريقة الشرعية ، وهذا داخل في تعريف البِدعة .
إذ أن من تعريف البِدعة : مضاهاة الطريقة الشرعية ، أي مُشابهة الطريقة الشرعية .

وهذا العَمل فيه مُضاهاة ومُشابهة للطريقة الشرعية ، إذ أن مِن الأذكار ما حُدِّد بِمكان مُعين ، ومنها ما حُدِّد بِزمان مُعين ، فإذا فعلنا ذلك عند دخول المنتدى فقد شبّهنا دُخول المنتدى بِدخول المسجد الذي شُرع عند دخوله الذِّكْر ، وكذلك دخول السوق ، والمرور بالقبور ونحو ذلك .
فَمن ذَكَر الله عند دخول المنتدى فقد جَعَل المنتدى كأنه مسجد ، ونازَعنا الشارع في ذلك .
وكأننا نستدرك على الشارع أمْرا لم يأتِ به ولم يفعله .

ومما تُذمّ بِه البِدع أنها مُنازعة للشارع واستْدراك عليه !
ولذا قال الإمام مالك رحمه الله : من ابتدع في الدين بدعة فرآها حسنة فقد اتـَّـهَم أبا القاسم صلى الله عليه وسلم ، فإن الله يقول : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي) فما لم يكن يومئذ دينا فلا يكون اليوم دينا .

وسبق تفصيل أطول هنا :
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=1881

أما تدارس القرآن عن طريق الشبكة ، فالذي يظهر أنه لا بأس به ، لأنه لا يُحدد بِزمان ولا مكان مُعيّن .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد