الموضوع:
هل صحيح أن الصيام هو العبادة التي لا يأخذ أجرها من ظلمته أو اغتبته؟
عرض مشاركة واحدة
ناصرة السنة
مشرفة عامة
رقم العضوية : 46
الإنتساب : Feb 2010
المشاركات : 3,214
بمعدل : 0.58 يوميا
مشاركة رقم :
1
المنتدى :
إرشــاد الـصــوم
هل صحيح أن الصيام هو العبادة التي لا يأخذ أجرها من ظلمته أو اغتبته؟
بتاريخ : 20-02-2010 الساعة : 04:59 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
فضيلة الشيخ
عبدالرحمن السحيم ..حفظة الله ....
من فضلك
سؤال:
هل صحيح أن الصيام هو العبادة الوحيدة التي لا يأخذ أجرها من ظلمته أو اغتبته؟
وجزاكم الله خيرا
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .
هذا ليس بصحيح ، وإن قال به بعض أهل العلم ، فقد سأل النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه فقال : أتدرون ما المفلس ؟ قالوا : المفلس فينا مَن لا دِرهم له ولا متاع . فقال : إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة
بصلاة وصيام وزكاة
، ويأتي قد شتم هذا ، وقذف هذا ، وأكل مال هذا ، وسفك دم هذا ، وضرب هذا ؛ فيُعطى هذا من حسناته ، وهذا من حسناته ، فإن فنيَتْ حسناته قبل أن يقضى ما عليه أُخذ من خطاياهم ، فطرحت عليه ، ثم طرح في النار . رواه مسلم .
فَذَكَر الصيام ضمن الأعمال التي عملها المفلس ، والتي هي عُرضة للمقاصة في حال المظالم .
والصيام هو العبادة الوحيدة التي لم يُتعبَّد بها لغير الله . فليس هناك أحد يمتنع عن الطعام والشراب لغير الله ، وقد وُجِد من يسجد أو يركع لغير الله ، ووُجِد من يطوف بغير بيت الله ..
وذَكَر العلماء وُجوها في تفضيل الصيام .
قال القرافي : وَرَد في الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " كل عمل ابن آدم له إلاّ الصوم فإنه لي وأنا أجزي به " فَصَحّحه صاحب الشرع بهذه الإضافة الموجبة للتشريف له على غيره ، مع أن الفتاوى على أن الصلاة أفضل منه . وذلك في الحديث أيضا قال : عليه الصلاة : " أفضل أعمالكم الصلاة " ، وعن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه أنه كتب إلى عماله : " إن أهم أموركم عندي الصلاة " الأثر المشهور ، ومع ذلك فلا بُدّ لهذه الإضافة والتخصيص مِن فارق أوجب ذلك .
وذَكَر العلماء رضي الله عنهم فيه فُرُوقا :
أحدها : أنه أمْر خَفِي لا يُمكن أن يُطَّلَع عليه ، فلذلك نَبّه على شرفه بخلاف الصلاة والجهاد وغيرهما ..
وثانيهما : أن جوف الإنسان يبقى خاليا فيحصل له شَبَه وَصْف الربوبية ، فإن الصمد هو الذي لا جوف له على أحد الأقوال فيه ..
وثالثها : أنه اختص بترك الإنسان لشهواته وملاذّه في فَرْجه وفَمه ، وذلك أمْر عظيم يوجب الثناء والتشريف بالإضافة المذكورة ..
ورابعها : أن جميع العبادات وَقع التقرّب بها لغير الله تعالى إلاّ الصوم ، فإنه لم يُتَقَرّب به لغير الله تعالى ؛ فلذلك خُصِّص بالإضافة ..
وخامسها : أن الصوم يُوجب تصفية الفِكر وصَفاء العقل وَضَعف القوى الشهوانية بسبب الجوع وقِلّة الغذاء ..
وذُكِر مع هذه الوجوه وُجوه أُخُر كلها ضعيفة غير سالمة مِن النقض ، ولم أرَ فيه فَرقا تقرّ به العين ويَسكن إليه القلب ، غير أني أوقفتك على أكثر ما قيل فيه مما هو قَويّ المناسبة . اهـ . (باختصار) .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض
ناصرة السنة
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى ناصرة السنة
البحث عن المشاركات التي كتبها ناصرة السنة
البحث عن جميع مواضيع ناصرة السنة