عرض مشاركة واحدة

راجية العفو
الصورة الرمزية راجية العفو

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 13
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : السعودية
المشاركات : 4,421
بمعدل : 0.79 يوميا

راجية العفو غير متواجد حالياً عرض البوم صور راجية العفو


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : إرشـاد الشـبـاب
افتراضي هل يعاقب الرجل يوم القيامة إذا لم يتزوج وفضّل العزلة ؟
قديم بتاريخ : 21-02-2010 الساعة : 01:56 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي سؤال واتمنى ان اجد اجابته بدليل من القران الكريم والسنة المطهره
سؤالي : هل يعاقب الرجل يوم القيامه اذا لم يتزوج وفضل العزلة ؟؟؟؟؟
قد يتوفر للرجل الاستعداد المادي (اي قد يكون له كل مواد متطلبات الحياة والحمد لله) ولاكن قد لا يجد لديه الاستعداد المعنوي ويفضل العزله (هاذا لايعني انه سوف يسلك الطريق الاعوج وراء الشهوات وانما يفضل العزلة لانه تعايش معها وهما اثنان لا يتجزئان) وكما نعلم ان الزواج هو اكمال للدين وديننا دين يسر ولا اكراه في الدين فهل يكره للرجل ان يتزواج ام هو مخير بين ذالك ؟؟؟؟؟؟ وهل هو مسؤول ويعاقب على ذالك ؟؟؟؟؟

انا اعلم انه ذكر في الصحيحين (أن نفرا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال أحدهم : أما أنا فأصوم لا أفطر , وقال الآخر : أما أنا فأقوم لا أنام , وقال الآخر : أما أنا فلا أتزوج النساء , وقال الآخر : أما أنا فلا آكل اللحم فقام النبي صلى الله عليه وسلم خطيبا فقال : ما بال رجال يقول أحدهم كذا , وكذا لكني أصوم وأفطر وأقوم وأنام وأتزوج النساء وآكل اللحم فمن رغب عن سنتي فليس مني).

فهل استدلال بالحديث الشريف انه من لا يتزوج فقد رغب عن سنة سيد الخلق صلى الله عليه وابتعد عن الاسلام ووصل الى الكفر والعياذ بالله ام ان هناك تفسير اخر؟؟؟؟؟؟؟؟؟

وجدت في الــــgoogle الملايين من الفتواى والمحاضرات التي تحث الرجل ان يتزوج امتثال لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (يا معشر الشباب، من استطاع الباءة فليتزوج) وامتثال لسنة الانبياء العظام عليهم السلام في قوله تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً)
وايضا قوله تعالى (فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ)
وقوله تعالى (وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)

ولكن يبقى سؤالي هل يعاقب الرجل يوم القيامة ان لم يتزوج بدليل من القران والسنة ؟؟؟؟؟
ارجوا ان اجد الاجابة الشافية

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

فصَّل العلماء في حُكم الـنِّكَاح .

قال ابن رُشد : فأما حُكم النكاح فقال قوم : هو مندوب إليه ، وهم الجمهور . وقال أهل الظاهر : هو واجب . وقال المتأخرة من المالكية : هو في حق بعض الناس واجب ، وفي حق بعضهم مندوب إليه ، وفي حق بعضهم مباح ، وذلك بحسب ما يَخاف على نفسه من العَنَت . اهـ .

وقال النووي : وَأَمَّا الأَفْضَل مِنْ النِّكَاح وَتَرْكه ، فَقَالَ أَصْحَابنَا : النَّاس فِيهِ أَرْبَعَة أَقْسَام :
قِسْم تَتُوق إِلَيْهِ نَفْسه وَيَجِد الْمُؤَن ؛ فَيُسْتَحَبّ لَهُ النِّكَاح .
وَقِسْم لا تَتُوق وَلا يَجِد الْمُؤَن ؛ فَيُكْرَه لَهُ .
وَقِسْم تَتُوق وَلا يَجِد الْمُؤَن ؛ فَيُكْرَه لَهُ ، وَهَذَا مَأْمُور بِالصَّوْمِ ؛ لِدَفْع التَّوَقَان .
وَقِسْم يَجِد الْمُؤَن وَلا تَتُوق ؛ فَمَذْهَب الشَّافِعِيّ وَجُمْهُور أَصْحَابنَا : أَنَّ تَرْكَ النِّكَاح لِهَذَا وَالتَّخَلِّي لِلْعِبَادَةِ أَفْضَل ، وَلا يُقَال : النِّكَاح مَكْرُوه ؛ بَلْ تَرْكه أَفْضَل ، وَمَذْهَب أَبِي حَنِيفَة وَبَعْض أَصْحَاب الشَّافِعِيّ وَبَعْض أَصْحَاب مَالِك : أَنَّ النِّكَاح لَهُ أَفْضَل . وَاَللَّه أَعْلَم . اهـ .

وأما قوله صلى الله عليه وسلم : " أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ ، لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ ، وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ ؛ فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي"
فقد حمله العلماء على الـنَّدْب ، وعلى من ترك الزواج رغبة عن سُنة النبي صلى الله عليه وسلم ، وزُهدا فيها ، مع رغبته فيه .
قال الإمام البخاري : بَاب التَّرْغِيبِ فِي النِّكَاحِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى : ( فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنْ النِّسَاءِ) الآيَةَ . ثم روى بإسناده إلى أَنَسَ بْنَ مَالِك رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أنه قال : جَاءَ ثَلاثَةُ رَهْط إِلَى بُيُوتِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُونَ عَنْ عِبَادَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ...

ونقل ابن بطّال عن المهلب قوله : في هذا الحديث من الفقه أن النكاح من سنن الإسلام ، وأنه لا رهبانية في شريعتنا ، وأنّ مَن ترك النكاح رَغبة عن سنة محمد ، عَلَيْهِ السَّلام ، فهو مذموم مبتدع ، ومن تركه من أجل أنه أوفق له وأعْون على العبادة فلا مَلامة عليه ؛ لأنه لم يرغب عن سُنة نَبيه وطريقته . اهـ .

وقال النووي : وَأَمَّا قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي " ، فَمَعْنَاهُ : مَنْ رَغِبَ عَنْهَا إِعْرَاضًا عَنْهَا غَيْر مُعْتَقِد لَهَا عَلَى مَا هِيَ . اهـ .

وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم : " يَا مَعْشَر الشَّبَاب مَنْ اِسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الْبَاءَة فَلْيَتَزَوَّجْ" ، فقد حَمَلَه العلماء على الـنَّدْب إلى النكاح .
قال النووي : فِي هَذَا الْحَدِيث : الأَمْر بِالنِّكَاحِ لِمَنْ اِسْتَطَاعَهُ وَتَاقَتْ إِلَيْهِ نَفْسه ، وَهَذَا مُجْمَع عَلَيْهِ ، لَكِنَّهُ عِنْدنَا وَعِنْد الْعُلَمَاء كَافَّة أَمْر نَدْب لا إِيجَاب ، فَلا يَلْزَم التَّزَوُّج وَلا التَّسَرِّي ، سَوَاء خَافَ الْعَنَت أَمْ لا ، هَذَا مَذْهَب الْعُلَمَاء كَافَّة ، وَلا يُعْلَم أَحَد أَوْجَبَهُ إِلاّ دَاوُد وَمَنْ وَافَقَهُ مِنْ أَهْل الظَّاهِر ، وَرِوَايَة عَنْ أَحْمَد فَإِنَّهُمْ قَالُوا : يَلْزَمهُ إِذَا خَافَ الْعَنَت أَنْ يَتَزَوَّج أَوْ يَتَسَرَّى ، قَالُوا : وَإِنَّمَا يَلْزَمهُ فِي الْعُمْر مَرَّة وَاحِدَة ، وَلَمْ يَشْرِط بَعْضهمْ خَوْف الْعَنَت ، قَالَ أَهْل الظَّاهِر : إِنَّمَا يَلْزَمهُ التَّزْوِيج فَقَطْ ، وَلا يَلْزَمهُ الْوَطْء ، وَتَعَلَّقُوا بِظَاهِرِ الأَمْر فِي هَذَا الْحَدِيث مَعَ غَيْره مِنْ الأَحَادِيث مَعَ الْقُرْآن ، قَالَ اللَّه تَعَالَى : (فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنْ النِّسَاء) وَغَيْرهَا مِنْ الآيَات . وَاحْتَجَّ الْجُمْهُور بِقَوْلِهِ تَعَالَى : (فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنْ النِّسَاء ) إِلَى قَوْله تَعَالَى : (أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ) فَخَيَّرَهُ سُبْحَانه وَتَعَالَى بَيْن النِّكَاح وَالتَّسَرِّي . قَالَ الإِمَام الْمَازِرِيّ : هَذَا حُجَّة لِلْجُمْهُورِ ؛ لأَنَّهُ سُبْحَانه وَتَعَالَى خَيَّرَهُ بَيْن النِّكَاح وَالتَّسَرِّي بِالاتِّفَاقِ ، وَلَوْ كَانَ النِّكَاح وَاجِبًا لَمَا خَيَّرَهُ بَيْنه وَبَيْن التَّسَرِّي

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن بن عبد الله السحيم

رد مع اقتباس