عرض مشاركة واحدة

عبق
عضو مميز
رقم العضوية : 8
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : في أرض الله الواسعة
المشاركات : 1,788
بمعدل : 0.32 يوميا

عبق غير متواجد حالياً عرض البوم صور عبق


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : إرشـاد الأذكـار
افتراضي مَن يتكلم بعد الفجر أو ينتقِل مِن مكانه هل يفوته أجر الجلوس حتى الشروق ؟
قديم بتاريخ : 22-02-2010 الساعة : 02:30 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سمعت أن بعد الفجر لمن ينتظر الشروق لكى ينال ثواب حجة وعمرة تامة أن يجلس فى مكانه ولا يتكلم
فأحيانا أنتظره أنا وأمى نذكر الله , فإذا أردنا شئ من أحد كلمناه بالإشارة
ومن تكلم أحيانا لا ينتظر الشروق يعنى لأن الثواب فاته هكذا
بصراحة يا شيخ أشعر أنى فى بدعة لكن لا أعرف تكييفها !!!
1- هل فعلنا سنة أم بدعة ؟
2-وهل لو أحببتُ إرشاد أحد عن شئ فى الدين بعد الفجر يضيع الثواب علىَّ ؟
3-وهل لو قمت من مكانى لدراسة العلم الشرعى بأن أستمع لشريط على النت فانتقلت لغرفة أخرى هل آخذ الثواب أم لا ؟

بارك الله فيكم ....وهدانا وإياكم إلى ما يحب ويرضى من صالح القول والعمل

الجواب :


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

في حديث أَنَسِ بْنِ مَالِك رضي الله عنه قَال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ صَلَّى الْغَدَاةَ فِي جَمَاعَة ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّة وَعُمْرَة . قالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : تَامَّة تَامَّة تَامَّة . رواه الترمذي ، وصححه الألباني .

وليس شرطا أن لا يتكلّم الإنسان في ذلك الوقت وإنما يكون أغلب حاله في ذِكْر الله تعالى .

أما القيام عن المكان والانتقال إلى مكان آخر بحيث يَخرج عن مُصلاّه ؛ فالذي يظهر أنه يفوته هذا الأجر .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الملائكة تُصلّي على أحدكم ما دام في مُصلاّه الذي صَلّى فيه ما لم يُحدث تقول : اللهم اغفر له ، اللهم ارحمه . رواه البخاري ومسلم .
وفي رواية : حتى يَنصرِف أو يُحدِث .
وفي رواية : ما لم يَقُم مِن صلاته أو يُحدِث
وهذا الحديث بوّب عليه الإمام البخاري : باب مَن جلس في المسجد ينتظر الصلاة وفضل المساجد .

فإذا لم يَخرُج مِن المسجد ، ولم يُحدِث لم يَفته الأجر .
رَوى الإمام مالك عن نُعيم بن عبد الله الْمُجْمِر أنه سمع أبا هريرة يقول : إذا صلى أحدكم ثم جلس في مُصَلاّه لم تزل الملائكة تصلي عليه : اللهم اغفر له ، اللهم ارحمه . فإن قام مِن مُصَلاّه فجلس في المسجد ينتظر الصلاة ، لم يَزل في صلاة حتى يُصَلِّي .

قال ابن عبد البر : قيام المُصلّي مِن مُصلاّه لا يُخرِجه مِن أن يكون له ثواب المصلي إذا كان مُنْتَظرا للصلاة ، إلاّ أنه لا يُقال إنه لا تُصلّي عليه الملائكة كما تُصلي على الذي في مصلاه ينتظر الصلاة . اهـ .

وقال الباجي : بَيَّن في هذا الحديث أن انتظاره للصلاة - وإن كان في غير مجلس في صلاته الأولى - بِمَنْزِلة الصلاة ، وأن جلوسه في مُصلاّه بعد صلاته مما يقتضي صلاة الملائكة عليه . ولعله إن جَلس في مُصلاّه ينتظر الصلاة يجتمع له الأمْران . اهـ .


بينما قال ابن رجب في شرح حديث " الملائكة تُصلّي على أحدكم ما دام في مُصلاّه " : فهذا يَدلّ على أنه إذا تَحوّل مِن مَوضع صلاته من المسجد إلى غيره من المسجد انقطع حُكم جلوسه في مصلاه، فإن جلس ينتظر الصلاة كان حكمه حكم من ينتظرها ، وصَلَّت عليه الملائكة أيضا ، فإن لم يجلس منتظرا للصلاة فلا شيء له ؛ لأنه لم يجلس في مُصلاّه ، ولا هو مُنْتَظِر للصلاة . اهـ .

فَمَن بَقِي في مكانه خَرَج مِن الخلاف ، وحصّل الفضل بلا خِلاف .


وإدراك هذا الفضل مرتبط بتحقيق هذه الأمور :
الأول : صلاة الفجر في جماعة
الثاني : البقاء في المسجد أو المُصلَّى حتى تطلع الشمس
الثالث : صلاة ركعتين بعد ارتفاع الشمس .

فمن لم يُصلِّ الفجر في جماعة ، فالذي يظهر أنه لا يُدرك هذا الفضل ، إلا أن تكون المرأة قد احتسبت صلاتها في بيتها وأنها أفضل مِن صلاتها في المسجد ، فأرجو أن لا يَفوتها هذا الأجر .

وسبق :
ما صحة حديث (من قال في دبر صلاة الفجر لا إله إلا الله وحده لا شريك له ... ) ؟
https://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=13730


وللفائدة :

هل صحيح أنَّ الملائكة تظل تدعو للمُصلّي ما دام جالسا في مُصلاّه حتى ولو كان صامتا ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=17243

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم



رد مع اقتباس