عرض مشاركة واحدة

محب السلف

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 2
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : بلاد الإسـلام
المشاركات : 2,131
بمعدل : 0.38 يوميا

محب السلف غير متواجد حالياً عرض البوم صور محب السلف


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم العقـيدة والـتوحيد
افتراضي هل هطول المطر بعد دفن الميت يُعدُّ من الكرامة ؟
قديم بتاريخ : 22-02-2010 الساعة : 09:14 PM

أرجو حفظكم الله أن تجيبوني عما يلي :

لما مات أبو موسى المديني لم يكادوا أن يفرغوا منه ، حتى جاء مطر عظيم في الحر الشديد وكان الماء قليلا بأصبهان فما انفصل أحد عن المكان مع كثرة الخلق إلا قليلا .

وكان قد ذكر في آخر إملاء أملاه : أنه متى مات من له مَنْزِلة عند الله فإن الله يبعث سحابا يوم موته علامة للمغفرة له ، ولمن صلى عليه ( سير أعلام النبلاء 21/156 ) .

ما تعليقكم عليها شيخنا ، وهل هي نوع من الكرامة ؟ولقد ذكرتني هذه القصة بأمر حدث عندنا وهو أن رجل توفي وعندما كانوا يدفنونه كانت السماء تمطر فتفاءل الناس أن ذلك لصلاحه .

ومثال آخر :كرامة للأصبهاني : طلب منه الأمير لما قُحطوا أن يذكر الناس فوعظهم فورد عليه وارد وحمل ومات بعد ساعة فلما أدخل حفرته انفتحت أبواب السماء وسالت الأودية 21/499 .هل هي كرامة ؟

وأيضا : كرامة هرم بن حيان حيث مات في يوم حار وروت قبره سحابة ثم انصرفت 4/49 هل هي كرامة ؟




الجواب/ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

وجزاك الله خيرا .

الْقَوْل بِهذا يَحتاج إلى دليل ؛ لأن هذا مِن الأمور الغَيْبيَّـة ، ولا يُطَّلَع عليها إلاَّ عن طريق الوحي . وأعني به ما قيل مِن أنَّه (متى مات من له مَنْزِلة عند الله فإن الله يبعث سحابا يوم موته علامة للمغفرة له ، ولمن صلى عليه)

وقد مَات سادات الأولياء بل والأنبياء ، ولم يَكن شيء مِن ذلك !

مات خِيَار الصحابة وأفضل هذه الأُمَّـة بعد نَبِيِّها ، مات أبو بكر وعمر وقُتِل عثمان وعليّ ، رضي الله عنهم أجمعين ، ومات بقيَّـة العشرة ، وأصحاب الشَّجَرة ، ومات عُكاشة بن محصن ؛ وكلّ هؤلاء ممن رضي الله عنهم ، ومِمّن بشَّرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالجنَّة . ومع ذلك لم يَأتِ في خبر وفاة واحِد منهم مثل ذلك .

وكَون ذلك يَقَع اتِّفاقا لا يَدُلّ على كرامة ذلك الميِّت ، ولا زيادة فضله . وقد يَقَع الأمْر الكَونِيّ مُـتَّـفِقًـا مع وفاة صالِح مِن الصَّالِحين ، فلا يَدُلّ على وُجود عِلاقة بين حَدَث كَوني وبين وفاة صالِح مِن الصالحين .

ولذلك نَـبَّـه النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك يوم وفاة ابنه إبراهيم عليه السلام ، إذ قد تَوَافَق موته مع كُسُوف الشمس ، فقال أُناس : انْكَسَفَتْ لِمَوْتِ إبراهيم .

فأكَّد النبي صلى الله عليه وسلم على عدم وُجود علاقة بين وفاة ابنه وبين كسوف الشمس بِقوله : إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته . رواه البخاري ومسلم .

والله يحفظك .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد


رد مع اقتباس