عرض مشاركة واحدة

*المتفائله*

مشرفة عامة


رقم العضوية : 17
الإنتساب : Feb 2010
المشاركات : 706
بمعدل : 0.13 يوميا

*المتفائله* غير متواجد حالياً عرض البوم صور *المتفائله*


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم الفتـاوى العامـة
Lightbulb ما حكم قول : الله لا يضره ؟
قديم بتاريخ : 23-02-2010 الساعة : 10:59 AM

س :
البعض إذا أراد أن يمدح أحداً أو أراد أن يعبر عن إعجابه به قال ( الله لا يضره) وسمعنا أن هذه العبارة خاطئة حيث إن الله لا يضر أحداً . فهل هذا صحيح ؟

الجواب :

النافع الضار هو الله سبحانه وتعالى .
قال ابن منظور في لسان العرب في مادة " ضرر " : في أسماء الله تعالى النافع الضار ، وهو الذي ينفع من يشاء من خَلْقه ويَضَرّه ، حيث هو خالق الأشياء كلها خيرها وشرها ، ونفعها وضرها . اهـ .

وليس صحيحا أن الله لا يضرّ أحدا ، إلاَّ أن الأدب مع الله يقتضي أن لا يُقال هذا القول على إطلاقه .

وقد بيَّن ابن القيم رحمه الله أن مثل هذا الاسم " الضار " لا يُطلَق على الله إلاَّ في مُقابِله ، وذلك من باب الأدب مع الله تبارك وتعالى .
فقال في " بدائع الفوائد " في قواعد في الأسماء الحسنى : أن أسماءه تعالى منها ما يُطْلَق عليه مُفْرَدا ومُقْتَرِنا بِغيره ، وهو غالب الأسماء ، فالقدير والسميع والبصير والعزيز والحكيم ، وهذا يسوغ أن يُدَعى به مُفردا ومُقترِنا بِغيره ... ومنها ما لا يُطلق عليه بمفرده بل مقرونا بمقابِلِه كالمانع والضار والمنتقم ، فلا يجوز أن يُفْرَد هذا عن مُقَابِله ، فإنه مَقرون بالمعطي والنافع والعفو ، فهو المعطي المانع الضار النافع المنتقم العفو الْمُعِزّ الْمُذِل ؛ لأن الكمال في اقتران كل اسم من هذه بما يُقَابِله ، لأنه يُراد به أنه المنفرد بالربوبية وتدبير الخلق والتصرف فيهم عطاء ومنعا ونفعا وضرا وعفوا وانتقاما ، وأما أن يُثْنى عليه بمجرد المنع والانتقام والإضرار ، فلا يسوغ فهذه الأسماء المزدوجة تجري الأسماء منها مجرى الاسم الواحد الذي يمتنع فصل بعض حروفه عن بعض ، فهي وإن تعددت جارية مجرى الاسم الواحد ، ولذلك لم تجيء مُفْرَدة ، ولم تُطلق عليه إلاّ مُقترنة ، فاعلمه . اهـ .

أما الدعاء أن لا يضرّ الله فلانا ، ونحوه ، فلا بأس به ؛ لأنه من باب الدعاء ، وليس من باب الإخبار .
قال ابن القيم : فإن شاء أن يَضُرّ عبده ضَرّه ، وإن شاء أن يصرف عنه الضُّرّ صَرَفه ، بل إن شاء أن ينفعه بما هو من أسباب الضرر ، وَيَضُرّه بما هو من أسباب النفع ، فَعَل ؛ لِيَتَبين العباد أنه وحده الضار النافع ، وأن أسباب الضر والنفع بيديه ، وهو الذي جعلها أسبابا ، وإن شاء خلع منها سببيتها ، وإن شاء جعل ما تقتضيه بخلاف المعهود منها ، لِيُعْلَم أنه الفاعل المختار ، وأنه لا يَضُرّ شيء ولا ينفع إلاَّ بإذنه .

والله أعلم .


المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم



رد مع اقتباس