[نسمات الفجر]

فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انتقلت والدتي إلى رحمة الله يوم 9/9/2008 أي اليوم العاشر من شهر رمضان .. وقد سمح لنا الأطباء أنا وشقيقتي أن نراها في لحظة الاحتضار دون أن نعرف أنها كذلك .. ثم عندما توفاها الله في لحظة ما بعد الموت .. وقد دعونا الله أن يرزقنا الصبر والسلوان وقوة العزيمة قبل رؤيتها وقد استجاب الله لدعائنا فدخلنا ورأيناها وكأنها نائمة ومبتسمة ..فدعونا لها بالجنة وقرأنا لها ما تيسر من القرآن مع هول المصيبة التي نحن فيها..
ووالدتي كانت تعاني من عدة أمراض منها السكر والضغط وجلطة إلى جانب خلل في وظائف الكبد وفشل كلوي متوسط وقرح في المعدة والاثني عشر والمريء والاستسقاء وغيرها ..علما بأنها تبلغ من العمر 85 سنة.
الأسئلة:
1-لماذا طالت غرغرة الموت حيث بدأت بعد آذان المغرب ليوم الثلاثاء إلى أن توفاها الله يوم الأربعاء الساعة السابعة والنصف صباحا ؟
2-لماذا كان الشهيق والزفير مرتفع الصوت ؟
3-ولماذا كان صدرها يعلو وينخفض بصورة سريعة؟
4-قيل لنا من أحد الحاضرين للجنازة أن والدتي ظهر منها دم من يدها اليمنى وهذه أتذكر أنها كانت منتفخة.
ولي رجاء من فضيلة الشيخ :
بعد الإجابة على أسئلتي آمل من فضيلة الشيخ:
1-أن يوضح لي كل ما يجب عمله من طرفي أنا وشقيقتي حتى يصل ثوابه إلى والدتنا في قبرها .
2-ما حكم ظهور دم يدها.
3-شرح مراحل الموت ..وهل عندما تطول هل يعد هذا عقاب إلهي ..
4-الموت يوم الأربعاء في شهر رمضان ما هي فضائله ..وكيف ننجي والدتنا من سؤال منكر ونكير .
-----------------
أنني صابرة لله وأدعو لها في هذا الشهر الفضيل بالمغفرة وأن يسكنها الله فسيح جناته والمؤمنون كافة ..
ولكم الأجر في ميزان حسناتكم



الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا

نسأل الله أن يرحم والدتكم ، وأن يجعل ما أصابها من أمراض في آخر عمرها كفارة لها .

وأما طول الغرغرة ، فقد يكون هذا مما تهيأ للقريب من المريض ، فقد يكون ما قبل ذلك من اشتداد المرض ، كما حصل للنبي صلى الله عليه وسلم ، فإنه مرض واشتدّ به المرض في آخر أيامه صلى الله عليه وسلم ، ثم تُوفّي عليه الصلاة والسلام .
وارتفاع صوت الشهيق والزفير قد يكون أيضا بسبب المرض ، وهذا يحصل عادة للمريض ، حتى يتخيّل من كان عنده أنه في النّزْع ، وليس كذلك .
ومثله ارتفاع الصدر عند التنفس ، خاصة إذا كان لدى الشخص ضيق في التنفّس أصلا .
وظهور الدم في اليد لا دلالة عليه ، ولا يدلّ على شيء ، وقد يكون من اثر الانتفاخ الذي أصاب اليد . وقد يكون بسبب الأمراض التي ذكرتها ، والتي كانت تُعاني منها والدتكم ، مثل الضغط والفشل الكلوي وغيرها .

وأما الأعمال المشروعة التي يصل ثوابها إلى الميت ، فمنها :
الحج والعمرة عنه .
والدعاء له ، خاصة من قِبَل أولاده .
الصدقة عنه ما أمكن ، ولو باليسير ، وأفضل الصدقة ما كان من الصدقات الجارية التي لا تنقطع ، مثل : حفر الآبار ، وبناء المساجد – أو المشاركة في ذلك - .
صِلَة أصدقائه ، فَيَصِل الرجال الرجال ، وتَصِل المرأة النساء ، إلاّ أن يكونوا من المحارم ، فتُشرع صِلتهم من باب بِرّ الميت .

وسبق :
الصدقة الجارية عن الميت
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=388
و :
الصدقة عن الميت؟؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=5491
وأما طول سكرات الموت فليس علامة على سوء خاتمة ، بل ولا شِدّة الـنّزْع ، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يُدخل يده في الماء ويمسح وجهه الشريف ويقول : لا إِلَهَ إِلاّ اللَّهُ إِنَّ لِلْمَوْتِ سَكَرَات . رواه البخاري .

وطُلِب من عمرو بن العاص رضي الله عنه أن يَصِف الـنِّزْع ، فقال : لكأن جنبيّ في تخت ، وكأني أتنفّس مِن سم إبرة ، وكأن غصن الشوك يُجَرّ به مِن قدمي إلى هامتي .
والموت يوم الأربعاء لا يدلّ على شيء ، ولكن الموت على الطاعة دليل على حُسن الختام .

وأما سؤال الملكين في القبر فلا يُخففه مثل سؤال الله التثبيت للميت بعد دفنه ، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فَرغ مِن دَفن الميت وَقَف عليه فقال : استغفروا لأخيكم وسَلُوا له التثبيت ؛ فإنه الآن يُسأل . رواه أبو داود .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد