عرض مشاركة واحدة

*المتفائله*

مشرفة عامة


رقم العضوية : 17
الإنتساب : Feb 2010
المشاركات : 706
بمعدل : 0.13 يوميا

*المتفائله* غير متواجد حالياً عرض البوم صور *المتفائله*


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : إرشــاد الـصــلاة
Lightbulb حكم الجماعة الثانية للمسجد ذو الإمام الراتب
قديم بتاريخ : 28-02-2010 الساعة : 11:04 PM


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..

الشيخ عبد الرحمن .. جزاكم الله خيرا على ما تقضونه في هذا الصرح لخدمة دينه الحنيف ..

سؤال طالما حيرني كثيرا .. و هو ما حكم الجماعة الثانية للمسجد ذو الإمام الراتب ..

حيث أني رأيت أناساً يدخلون على الرجل الذي يتم صلاته و يلتصق به أو يضع يده على كتفه (لكي يفهمه أنه قد التحق به) و أحيانا المؤتم الذي يتم صلاته قد يصبح إمام و بعد انتهائه من الصلاة مع إمامه السابق..

المؤتم الثاني يصبح إماماً (بنفس الطريقة) أي بدخول رجل جديد و التحاقه به بهذه الطريقة المذكورة سابقا (وصلت فكرتي ؟ )
فما رأيكم بهذا الفعل و هل في السنة صفة للالتحاق بالمتفرد المتم لصلاته ؟

جزاكم الله كل خير شيخنا .. و اعذرني على الإطالة





الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا
وبارك الله فيك .

هذه مِن المسائل التي اختلف فيها العلماء ، فبعضهم يُصحح هذه الطريقة في الائتمام ، وبعضهم يمنع منها ، بل بعض العلماء مَنَع مِن إقامة جماعة ثانية ، من باب الحثّ على إدراك الجماعة الأولى .
والذي يَظهر أنه لا يُمنع مِن الجماعة الثانية لِعموم قوله عليه الصلاة والسلام : مَنْ يَتَصَدَّق على هذا فيُصلي معه ؟ فقام رجل من القوم ، فصلى معه . رواه الإمام أحمد .

ولو كانت إقامة جماعة ثانية لا تَجوز لبيَّـنه عليه الصلاة والسلام ، إذ القاعدة عند العلماء : أنه لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة .

وبالنسبة للمأموم إذا قام يُتِمّ ما فاته فإنه يُصبِح مُنفرِدًا ، والمنفَرِد يَصِحّ أن يكون إماما إذا حضر معه غيره ، بشرط أن ينوي المنفرد الإمامة .

فلو صلّى إنسان مُنْفَرِدا ثم جاء شخص واقتدى به ، ونوى الْمُقْتَدَى به الإمامة ؛ صَحّت صلاتهما ، وصَحّ أنهما جماعة .
وقد صلّى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الليل مُنفردا ثم جاء حذيفة رضي الله عنه واقتدى به ، كما في صحيح مسلم .
وصلّى مرة كذلك واقتدى به ابن مسعود رضي الله عنه ، كما في الصحيحين .
وصلى النبي صلى الله عليه وسلم ليلة صلاة الليل ثم قام ابن عباس رضي الله عنهما وصفّ مع النبي صلى الله عليه وسلم عن يساره ، فأخذ بأذنه فَجعله عن يمينه ، كما في الصحيحين .

وصَلّى وصّلى بِصلاته رِجال ، ثم كثروا ، ليلتين أو ثلاثا ، كما في الصحيحين .
ومع ذلك لَم يُبيِّن أن صلاتهم لا تَصِحّ في حال الفرض ، ولا أنها لا تَصِحّ إذا لم ينو المنفرِد الإمامة .

قال البهوتي في كشّاف القِناع : وَمِنْ شَرْطِ الْجَمَاعَةِ : أَنْ يَنْوِيَ الإِمَامُ وَالْمَأْمُومُ حَالَهُمَا ، بِأَنْ يَنْوِيَ الإِمَامُ : الإِمَامَةَ ، وَيَنْوِيَ الْمَأْمُومُ الائْتِمَامَ - فَرْضًا وَنَفْلا - لِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئ مَا نَوَى . فَيَنْوِي الإِمَامُ : أَنَّهُ مُقْتَدًى بِهِ ، وَيَنْوِي الْمَأْمُومُ : أَنَّهُ مُقْتَد . اهـ .

وقال ابن قدامة : وَلَوْ أَحْرَمَ مُنْفَرِدًا ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَصَلَّى مَعَهُ ، فَنَوَى إمَامَتَهُ ، صَحَّ فِي النَّفْلِ .
نَصَّ عَلَيْهِ أَحْمَدُ . اهـ .

وفي حديث جابر : ثم جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحوض فتوضأ منه ، ثم قُمْتُ فتوضأت مِن مُتوضّأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذهب جَبار بن صخر يقضى حاجته ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي ، ثم جئت حتى قُمْت عن يسار رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخذ بيدي فأدارني حتى أقامني عن يمينه ، ثم جاء جَبّار بن صخر فتوضأ ، ثم جاء ، فقام عن يسار رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخَذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بِيدينا جميعا فَدَفَعنا حتى أقامنا خَلْفَه . رواه مسلم .

قال ابن قدامة : وَالظَّاهِرُ أَنَّهَا كَانَتْ صَلاةً مَفْرُوضَةً ، لأَنَّهُمْ كَانُوا مُسَافِرِينَ .
وَإِنْ لَمْ يَكُنْ كَذَلِكَ ، فَقَدْ رُوِيَ عَنْ أَحْمَدَ أَنَّهُ لا يَصِحُّ ، هَذَا قَوْلُ الثَّوْرِيِّ ، وَإِسْحَاقَ ، وَأَصْحَابِ الرَّأْيِ ، فِي الْفَرْضِ وَالـنَّفَلِ جَمِيعًا ؛ لأَنَّهُ لَمْ يَنْوِ الإِمَامَةَ فِي ابْتِدَاءِ الصَّلاةِ ، فَلَمْ يَصِحَّ ، كَمَا لَوْ ائْتَمَّ بِمَأْمُوم .
وَرُوِيَ عَنْ أَحْمَدَ أَنَّهُ قَالَ : فِي الـنَّفْسِ مِنْهَا شَيْءٌ .
مَعَ أَنَّ حَدِيثَ ابْنِ عَبَّاس يُقَوِّيهِ .
وَهَذَا مَذْهَبُ الشَّافِعِيِّ ، وَهُوَ الصَّحِيحُ إنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى ؛ لأَنَّهُ قَدْ ثَبَتَ فِي النَّفْلِ بِحَدِيثِ ابْنِ عَبَّاس ، وَحَدِيثِ عَائِشَةَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي مِنْ اللَّيْلِ وَجِدَارُ الْحُجْرَةِ قَصِيرٌ ، فَرَأَى النَّاسُ شَخْصَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَامَ أُنَاسٌ يُصَلُّونَ بِصَلاتِهِ .
وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ .
وَالأَصْلُ مُسَاوَاةُ الْفَرْضِ لِلـنَّفْلِ فِي الـنّـِيَّةِ ، وَقَوَّى ذَلِكَ حَدِيثُ جَابِر وَجُبَارَةَ فِي الْفَرْضِ ، وَلأَنَّ الْحَاجَةَ تَدْعُو إلَى نَقْلِ النِّيَّةِ إلَى الإِمَامَةِ ، فَصَحَّ ، كَحَالَةِ الاسْتِخْلافِ . اهـ .

وإذا عَلِم الْمُنْفَرِد أن هناك من اقتدى به ، فلا حاجة لتنبيهه ، فقد اقتدى الصحابة برسول الله صلى الله عليه وسلم ، من غير تنبيه ، بل إذا صفّ إلى جانبه عُلِم أنه يَقتَدِي به .

والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد


رد مع اقتباس