الموضوع:
هل يجوز الترحّم على من يقوم بالعمليات الانتحارية والإرهابية ؟
عرض مشاركة واحدة
ناصرة السنة
مشرفة عامة
رقم العضوية : 46
الإنتساب : Feb 2010
المشاركات : 3,214
بمعدل : 0.58 يوميا
مشاركة رقم :
1
المنتدى :
قسـم المحرمـات والمنهيات
هل يجوز الترحّم على من يقوم بالعمليات الانتحارية والإرهابية ؟
بتاريخ : 01-03-2010 الساعة : 04:54 PM
السلام عليكم
كثرت العمليات الارهابيه والانتحاريه ..
فهل يجوز الترحّم على من يقوم بتلك الأعمال .. في بلاد المسلمين..؟
ولك جزيل شكري
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الانتحار كبيرة من كبائر الذنوب .
قال تعالى : (وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29) وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا) .
قال ابن كثير : وهذا تهديد شديد ووعيد أكيد ، فَلْيحذَرْ منه كل عاقل لبيب ممن ألقى السمع وهو شهيد . اهـ .
فإن كان الْمُنْتَحِر قَتَل نَفْسَه قَانِطًا مِن رحمة الله فهو كافر ، وعلى هذا يُحْمَل قوله عليه الصلاة والسلام : مَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَل فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ يَتَرَدَّى فِيهِ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا ، وَمَنْ تَحَسَّى سُمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَسُمُّهُ فِي يَدِهِ يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا ، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَة فَحَدِيدَتُهُ فِي يَدِهِ يَجَأُ بِهَا فِي بَطْنِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا . رواه البخاري ومسلم .
وإن كان الانْتَحار مِن غير قُنُوط مِن رحمة الله ؛ فهو مُسْلِم يُعامَل مُعاملَة المسلمين مِن تغسيل وتكفين وصلاة ودفن ، وأهل العلم والفضل يجتنبون الصلاة على مَن قَتل نَفسه زجرًا للناس عن الإقدام على مثل فعله . فقد ثبت في صحيح مسلم عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال : أُتِيَ النبي صلى الله عليه وسلم بِرَجُل قَتَل نَفسه بِمَشَاقِص فلم يُصَلِّ عليه .
ومذهب جماهير العلماء أنه يُصلّى عليه ، وإنما ترك النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة عليه للزجر ، كما ترك الصلاة على من كان عليه دَيْن ، لينْزَجِر الناس .
وإذا جازت الصلاة على المنتحر جاز الدعاء له .
ويُتْرك الترحّم عليه أمام الناس ليرتدع الناس ويَنْزَجِرُوا عن مثل هذا الفعل .
والْمُنْتَحِر قد فعل أمرًا عظيما ، وارتكب جُرمًا كبيرًا إلاَّ أن ذلك لا يُخرجه ذلك عن دين الإسلام ، ولا يعني ذلك تهوين الأمر بل هو عظيم عظيم ، وكبير عند الله .
وإذا انضاف إلى قَتْل نفسه قَتْل غيره ، فقد أتى بِجُرْم مُضاعَف .
قال تعالى : (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
التعديل الأخير تم بواسطة محب السلف ; 01-03-2010 الساعة
05:13 PM
.
ناصرة السنة
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى ناصرة السنة
البحث عن المشاركات التي كتبها ناصرة السنة
البحث عن جميع مواضيع ناصرة السنة