عرض مشاركة واحدة

*المتفائله*

مشرفة عامة


رقم العضوية : 17
الإنتساب : Feb 2010
المشاركات : 706
بمعدل : 0.13 يوميا

*المتفائله* غير متواجد حالياً عرض البوم صور *المتفائله*


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسم التوبـة والدعوة الى الله وتزكية النفس
Lightbulb ما أفضل الطرق للاستفادة من قراءة الكتب؟
قديم بتاريخ : 05-03-2010 الساعة : 09:37 PM



أشكر للشيخ حضوره ونسأل الله له الإعانة والتوفيق وسؤالي
ما أفضل الطرق للاستفادة من قراءة الكتب؟
مع أنني سمعت أن الشيخ له طريقة للاستفادة من القراءة





الجواب :

يبدو لي أن من أفضل الطرق القراءة ابتداء في التخصص أو فيما تميل إليه النفس
ثم القراءة في التخصصات الأخرى ، بحيث يكون لدى القارئ حصيلة جيدة من المعلومات والثقافة في التخصصات الأخرى ، ولا يُشترط أن يُلمّ بكل عِلم بل يحرص على الإلمام بِعلم والأخذ بطرف من بعض العلوم الأخرى .
ثم إن القراءة لا تُعطيك علما
نعم .. تُعطيك تصوّرا عن محتوى الكتاب ولكنه لا يكفي
والقراءة السريعة تُشعرك بكِبر الحصيلة المقروءة ، ولا أثر لها في الغالب
وإنما القراءة المركّزة هي التي تُعطيك العلم
ثم تقييد العلم بفوائده
وهذه تختلف آراء النظّار فيها
فيرى قوم اتخاذ ما يُسمى بالكُنّاش ، وهو مفكرة تُقيّد فيها الفوائد
وهذه لها إيجابية جمع صيد الفوائد من بطون الكتب ، ولها سلبياتها ، إذ تُفقد هذه الفوائد بفقدان المفكِّرة .
ويرى آخرون أن تقييد الفوائد والدرر على أول صفحة بعد غلاف الكتاب أجدى وأحفظ
وهذه صعوبتها في تناثر الفوائد ، وإيجابيتها في حفظ الفوائد وبقائها
لدي بعض الكتب عليها تعليقات تزيد على عشر سنوات بل بعضها يصل إلى أكثر من خمس عشرة سنة
وكنت قيّدت بعض الفوائد في بعض الكراريس ، وبعضها لا أجده الآن ، وإن كان لم يمضِ عليها سوى أربع أو خمس سنوات .
ثم من أراد البدء في القراءة فلا يأخذ المطوّلات فيمضي الوقت ويملّ ، إذ يشعر أنه بعد مضي فترة من القراءة لم يقرأ سوى بعض مجلد في سلسلة مجلّدات !
بينما لو أخذ كُتيبا ثم قرأه ثم أخذ كتابا ليس بالطويل وقرأه ثم ثالث وهكذا ، فإنه سوف يشعر انه قرأ شيئا وحصّل حصيلة .
ورأيت أن القراءة مفيدة ونافعة حتى في الأوقات الضائعة !
عند النوم مثلا .. بعض الناس يتقلّب على فراشه ، وتدور الأفكار برأسه ، ويضيع عليه هذا الوقت ، ولكنه لو قرأ أذكار النوم حينما وضع جنبه على فراشه ثم أمسك بكتاب وقرأ فإنه سوف يُستفيد ثلاث فوائد :
الأولى : عدم إضاعة هذا الوقت
الثانية : طرد جيوش الهموم المتواردة
الثالثة : تحصيل فائدة من القراءة
ومما كان يصنعه ابن عقيل الحنبلي رحمه الله أنه كان إذ تعب من الكتابة استلقى على ظهره وأخذ يفكِّر ويستحضر ما سوف يكتبه !
فلا وقت لديه ضائع !
أيضا مما ينبغي الاعتناء به في القراءة والمدارسة والمذاكرة أن لا يكون للطالب ولا للقارئ أكثر من نسخة في كتاب واحد ، فتضيع تعليقاته وتعلّقاته !
ومما يؤكد عليه في القراءة أن للنفس إقبالا وإدبارا ، فربما وجدت نفسك لا تردي ترك الكتاب فلا تتركه ، وربما عزفت النفس عن القراءة ، فإذا عزفت النفس وأدبرت فخذها بشيء من سير الرجال وقصص القوم التي تُشحذ بها الهمم ، وتُثار بها العزائم .
ومذاكرة العلم تزيد في رسوخه
فكثير من المجالس تُعقد وتنفضّ على ( قيل وقال )
ولو استحضر الجالس بعض ما قرأه طريفا أو مفيدا لجمع بين مدارسة ما قرأه وبين زفّ الفائدة لجلسائه .
ونسأل الله التوفيق والسداد .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد


رد مع اقتباس