|
|
المنتدى :
قسـم الفقه العـام
ما رأيكم بعلم الفلسفة ؟
بتاريخ : 07-03-2010 الساعة : 11:29 PM
...
ما رأيكم بعلم الفلسفة ؟

الجواب :
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في معرض كلامه على ما يقوله الفلاسفة بأن العالم قديم صدر عن علّة موجبة بذاته .... ثم قال ضمن كلام له طويل :
و لهذا اضطرب متأخروهم فأبو البركات صاحب المعتبر أبطل هذا القول وردَّه غاية الرد ، وابن رشد الحفيد زعم أن الفلك بما فيه صادر عن الأول ، والطوسي وزير الملاحدة يقرب من هذا ....
وهم مشتركون في الضلال و هو إثبات جواهر قائمة بنفسها أزلية مع الرب لم تزل و لا تزال معه لم تكن مسبوقة بعدم ، وجعل الفلك أيضا أزليا ، وهذا وحده فيه من مخالفة صريح المعقول والكفر بما جاءت به الرسل ما فيه كفاية فكيف إذا ضم إليه غير ذلك من أوقاويلهم المخالفة للعقل والنقل .
وفي موضع آخر وهو يتكلّم عن قول الفلاسفة في أن الرُّسل ما كانوا يعلمون حقائق العلوم الإلهية والكلّيّة ، وإنما يعرف ذلك - بزعمهم - الفلاسفة ! :
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في كلام له طويل : وابن سينا وأمثاله لما عرفوا أن كلام الرسول لا يحتمل هذه التأويلات الفلسفية بل قد عرفوا إنه أراد مفهوم الخطاب سلك مسلك التخييل ، وقال إنه خاطب الجمهور بما يخيل إليهم مع علمه أن الحق في نفس الأمر ليس كذلك ، فهؤلاء يقولون إن الرسل كَذَبُوا للمصلحة ، وهذا طريق ابن رشد الحفيد وأمثاله من الباطنية ، فالذين عظموا الرسل من هؤلاء عن الكذب نسبوهم إلى التلبيس والإضلال ،
والذين اقروا بأنهم بينوا الحق قالوا إنهم كَذَبُوا للمصلحة ، وأما أهل العلم والإيمان فمتفقون على أن الرسل لم يقولوا إلا الحق وانهم بينوه مع علمهم بأنهم أعلم الخلق بالحق فهم الصادقون المُصَدَّوقون علموا الحق وبينوه ، فمن قال إنهم كَذَبوا للمصلحة فهو من إخوان المكذبين للرسل ، لكن هذا لما رأى ما عملوا من الخير والعدل في العالم لم يمكنه أن يقول كذبوا لطلب العلو والفساد بل قال كَذَبُوا لمصلحة الخلق كما يُحكى عن ابن التومرت وأمثاله . انتهى كلام شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - .
وهذا كله نتيجة الخوض في الفلسفة ولذا قال أبو جعفر الطحاوي - رحمه الله - : فيتذبذب بين الكفر والإيمان والتصديق والتكذيب والإقرار والإنكار موسوسا تائها شاكا لا مؤمنا مصدقا ولا جاحدا مكذبا .
قال ابن أبي العز في شرحه : يتذبذب يضطرب ويتردد وهذه الحالة التي وصفها الشيخ رحمه الله حال كل من عدل عن الكتاب والسنة إلى علم الكلام المذموم أو أراد أن يجمع بينه وبين الكتاب والسنة وعند التعارض يتأول النص ويرده إلى الرأي والآراء المختلفة فيؤول أمره إلى الحيرة والضلال والشك
كما قال ابن رشد الحفيد وهو من أعلم الناس بمذاهب الفلاسفة ومقالاتهم في كتابه تهافت التهافت : ومن الذي قال في الإلهيات شيئا يعتد به ؟
وكذلك الآمدي أفضل أهل زمانه واقف في المسائل الكبار حائر وكذلك الغزالي رحمه الله انتهى آخر أمره إلى الوقف والحيرة في المسائل الكلامية . فهذا علم الكلام والفلسفة والسفسطة لا يأتي من وراءها إلا هذا الضلال وتلك الحيرة .
وهذا سؤال عن ابن رُشد :
http://al-ershaad.net/vb4/showpost.p...87&postcount=2
والله تعالى أعلى وأعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض
|
|
|
|
|