الموضوع:
ما معنى عبارة (الأجر على قدر المشقة) ؟
عرض مشاركة واحدة
عبق
عضو مميز
رقم العضوية : 8
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : في أرض الله الواسعة
المشاركات : 1,788
بمعدل : 0.32 يوميا
مشاركة رقم :
1
المنتدى :
قسـم الفتـاوى العامـة
ما معنى عبارة (الأجر على قدر المشقة) ؟
بتاريخ : 10-03-2010 الساعة : 02:23 PM
ما صحة مقولة : الأجر على قدر المشقة ؟
وإذا كانت صحيحة هل يعني ذلك تكلف المشقة ؟
وجزاكم الله خير .
الجواب/
النبي صلى الله عليه وسلم قال لعائشة رضي الله عنها في عمرتها : ولكنها على قدر نصبك أو قال نفقتك . رواه البخاري ومسلم .
ولا يُفهم منه تكلّف المشاق وتكبّدها لتحصيل الأجور ، وإنما إذا وقعت المشقّـة دون تكلّف فإن صاحبها يؤجر عليها .
ألا ترى قوله عليه الصلاة والسلام في ذِكْر الكفّارات : وإسباغ الوضوء في المكاره . أنه لا يُتكلّف ولا يُعتبّد بالوضوء بالماء البارد في الشتاء ، ولا بالماء الحار في الصيف ، لكن إذا لم يكن غيره ، فهو من إسباغ الوضوء على المكاره .
ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم رأى شيخا يُهادى بين ابنيه فقال : ما بال هذا ؟ قالوا : نذر أن يمشي . قال : إن الله عن تعذيب هذا نفسه لغني ، وأمره أن يركب . رواه البخاري ومسلم .
ولما أخبره عقبة بن عامر أن أخته نَذّرَت أن تمشي إلى بيت الله حافية ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لتمش ولتركب . رواه البخاري ومسلم .
ولو كان المسلم مُتعبّد بالمشقّة لأذِن النبي صلى الله عليه وسلم لمن نذروا هذه النذور أن يوفوا بها .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : قَوْلُ بَعْضِ النَّاسِ : " الثَّوَابُ عَلَى قَدْرِ الْمَشَقَّةِ " لَيْسَ بِمُسْتَقِيمِ عَلَى الإِطْلاق ... وَلَوْ قِيلَ : " الأَجْرُ عَلَى قَدْرِ مَنْفَعَةِ الْعَمَلِ وَفَائِدَتِهِ" ، لَكَانَ صَحِيحًا .
وقال : قَدْ يَكُونُ الْعَمَلُ الْفَاضِلُ مُشِقًّا ، فَفَضْلُهُ لِمَعْنَى غَيْرِ مَشَقَّتِهِ ، وَالصَّبْرِ عَلَيْهِ مَعَ الْمَشَقَّةِ يَزِيدُ ثَوَابَهُ وَأَجْرَهُ ، فَيَزْدَادُ الثَّوَابُ بِالْمَشَقَّةِ ، كَمَا أَنَّ مَنْ كَانَ بُعْدُهُ عَنْ الْبَيْتِ فِي الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ أَكْثَرَ : يَكُونُ أَجْرُهُ أَعْظَمَ مِنْ الْقَرِيبِ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَائِشَةَ فِي الْعُمْرَةِ : " أَجْرُك عَلَى قَدْرِ نَصَبِك " ؛ لأَنَّ الأَجْرَ عَلَى قَدْرِ الْعَمَلِ فِي بُعْدِ الْمَسَافَةِ ، وَبِالْبُعْدِ يَكْثُرُ النَّصَبُ ، فَيَكْثُرُ الأَجْرُ ، وَكَذَلِكَ الْجِهَادُ ... فَكَثِيرًا مَا يَكْثُرُ الثَّوَابُ عَلَى قَدْرِ الْمَشَقَّةِ وَالتَّعَبِ ، لا لأَنَّ التَّعَبَ وَالْمَشَقَّةَ مَقْصُودٌ مِنْ الْعَمَلِ ؛ وَلَكِنْ لأَنَّ الْعَمَلَ مُسْتَلْزِمٌ لِلْمَشَقَّةِ وَالتَّعَبِ . اهـ .
فالمشقّـة لا تُطلب لِذاتِها ، ولكن إذا وقعت فليصبر عليها المسلم وليحتسب .
ويُقال مثل ذلك في سائر العبادات
فالصيام لا يُتعبّد فيه لله بالمشقة ولا الصلاة .
فلو وجد المسلم مكاناً يُصلي فيه وهو أقل برودة في الشتاء ، وأقلّ حرارة في الصيف فلا يتركه لغيره طلبا للمشقة .
والله تعالى أعلى وأعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض
عبق
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى عبق
زيارة موقع عبق المفضل
البحث عن المشاركات التي كتبها عبق
البحث عن جميع مواضيع عبق