عرض مشاركة واحدة

عبق
عضو مميز
رقم العضوية : 8
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : في أرض الله الواسعة
المشاركات : 1,788
بمعدل : 0.32 يوميا

عبق غير متواجد حالياً عرض البوم صور عبق


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم السنـة النبويـة
افتراضي لماذا خلق الله المسيح الدجال ، وأين ستذهب الحضارة إذا خرج ؟
قديم بتاريخ : 11-03-2010 الساعة : 11:35 AM


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل أني أحبك في الله
وجزاك الله خيرا على أجابتك على أسئلتي
شيخنا اليوم وردني هذا السؤال
أرجو أن أجد عندك ضالتي
وفقك الله
---------------------------
في الكثير من الاحاديث تتحدث عن شكل وكيفية خروج المسيخ الدجال
في اخر الزمان
لكن لدي سؤال
1-لماذا خلق الله المسيخ الدجال لفتنتهم ولماذا الله يريد ذالك؟
2-اين ستذهب كل هذه الحضارة ؟
والله اعلم
--------------------------





الجواب/

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبارك الله فيك
وأحبك الله الذي أحببتني فيه .

أخي الفاضل :

1 - لا بُـدّ أن يُعلم أن الله تبارك وتعالى ( لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ )

وأن الله تبارك وتعالى يبتلي عباده بالسراء والضراء ، بالخير والشرّ ، قال سبحانه وتعالى :
( وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً )


والله جل جلاله مُنـزّه عن العبث ، فلا يخلق شيئا إلا لِحكمة .
وقد ذَكَر ابن القيم رحمه الله فوائد من خلق الله لإبليس ، وهو العدو المبين لبني آدم .

قال ابن القيم رحمه الله : قال نُفاة الحكمة : قد قام الدليل على أنه سبحانه خالق كل شيء فأي حكمة أو مصلحة في خلق الكفر والفسوق والعصيان ؟ وأي حكمة في خلق من علم أنه يكفر ويفسق ويظلم ويفسد الدنيا والدين ؟ وأي حكمة في خلق كثير من الجمادات التي وجودها وعدمها سواء ؟ وكذلك كثير من الأشجار والنبات والمعادن المعطلة ، والحيوانات المهملة ، بل العادِيَـة المؤذية ؟ وأي حكمة في خلق السموم والأشياء المضرّة ؟ وأي حكمة في خلق إبليس والشياطين ؟ وإن كان في خلقهم حكمة فأي حكمة في بقائه إلى آخر الدهر وإماتة الرسل والأنبياء ؟ ..

ثم أجاب عليها بأجوبة شافية كافية ، وكان مما قال رحمه الله :
قولهم : أي حكمة في خلق إبليس وجنوده ؟
ففي ذلك من الحِكم مالا يحيط بتفصيله إلا الله ، فمنها :
أن يُكمل لأنبيائه وأوليائه مراتب العبودية بمجاهدة عدو الله وحزبه ومخالفته ومراغمته في الله ، وإغاظته وإغاظة أوليائه ، والاستعاذة به منه والإلتجاء إليه أن يعيذهم من شره وكيده ، فيترتب لهم على ذلك من المصالح الدنيوية والأخروية ما لم يحصل بدونه ..
ومنها : خوف الملائكة والمؤمنين من ذنبهم بعد ما شاهدوا من حال إبليس ما شاهدوه وسقوطه من المرتبة الملكية إلى المنزلة الإبليسية ، يكون أقوى وأتم ، ولا ريب أن الملائكة لما شاهدوا ذلك حصلت لهم عبودية أخرى للرب تعالى وخضوع آخر وخوف آخر ، كما هو المشاهد من حال عبيد الملك إذا رأوه قد أهان أحدهم الإهانة التي بلغت منه كل مبلغ ، وهم يشاهدونه ، فلا ريب أن خوفهم وحذرهم يكون أشدّ .
ومنها : أنه سبحانه جعله عبرة لمن خالف أمره وتكبر عن طاعته وأصرّ على معصيته ، كما جعل ذنب أبي البشر عبرة لمن ارتكب نهيه أو عصى أمره ، ثم تاب وندم ورجع إلى ربه ، فابتلى أبويّ الجن والإنس بالذَّنب، وجعل هذا الأب عبرة لمن أصرّ وأقام على ذنبه ، وهذا الأب عبرة لمن تاب ورجع إلى ربه . فَلِلّه كم في ضمن ذلك من الحكم الباهرة والآيات الظاهرة ؟
ومنها : أنه محكٌّ امتحن الله به خلقه ليتبين به خبيثهم من طيبهم ، فإنه سبحانه خلق النوع الإنساني من الأرض ، وفيها السهل والحزن ، والطيب والخبيث ، فلا بد أن يَظهر فيهم ما كان في مادّتهم ...
واقتضت حكمته البالغة أنْ خَلَطَهم في دار الامتحان ، فإذا صاروا إلى دار القرار يميِّز بينهم ، وجعل لهؤلاء دارا على حِدة ، ولهؤلاء دارا على حِدة ؛ حكمة بالغة ، وقدرة قاهرة .
ومنها : أن يَظهر كمال قدرته في خلق مثل جبريل والملائكة وإبليس والشياطين ، وذلك من أعظم آيات قدرته ومشيئته وسلطانه ، فإنه خالق الأضداد : كالسماء والأرض ، والضياء والظلام ، والجنة والنار ، والماء والنار ، والحر والبرد ، والطيب والخبيث .
ومنها : أن خَلْق أحد الضدين من كمال حسن ضده ، فإن الضد إنما يَظهر حسنه بضده ، فلولا القبيح لم تعرف فضيلة الجميل ، ولولا الفقر لم يعرف قدر الغنا .
ومنها : أنه سبحانه يُحب أن يُشكر بحقيقة الشكر وأنواعه ، ولا ريب أن أولياءه نالوا بوجود عدو الله إبليس وجنوده وامتحانهم به من أنواع شكره ما لم يكن ليحصل لهم بدونه
... اهـ .

ومن أراد المزيد فليرجع إلى كلام الإمام ابن القيم رحمه الله في كتابه الماتع " شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل " .

ثم لا بُـدّ أن لله عز وجل أن يختبر عباده ليرى صدق إيمانهم ، وليس للعبد أن يختبر ربّـه .
قال الماوردي : من الأجوبة المسكتة : أن إبليس ظهر لعيسى عليه الصلاة والسلام ، فقال : ألست تقول إنه لن يصيبك إلا ما كتبه الله لك وعليك ؟ قال : نعم . قال : فَـارْمِ بنفسك من ذروة الجبل ، فإنه إن يقدر لك السلامة سَلِمت ! قال : يا ملعون ! إن لله تعالى أن يختبر عباده ، وليس للعبد أن يختبر ربه .

وبالنسبة للمسيح الدجال فهو أعظم فتنة
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : لم تكن فتنة في الأرض منذ ذرأ الله ذرية آدم أعظم من فتنة الدجال ، وإن الله لم يبعث نبيا إلا حذّر أمته الدجال ، وأنا آخر الأنبياء ، وأنتم آخر الأمم ، وهو خارج فيكم لا محالة ، وإن يخرج وأنا بين ظهرانيكم فأنا حجيج لكل مسلم ، وإن يخرج من بعدي فكل امرئ حجيج نفسه .

2 - أما هذه الحضارة فإنه سوف تتلاشي وتـزول !

وقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن القتال في آخر الزمان سوف يكون بالسيف والخيل
فقال في ذكر بعض الملاحِم وما يجري فيها : إني لأعرف أسماءهم وأسماء آبائهم ، وألوان خيولهم . رواه مسلم .
ويُستشف من هذا أن هذه الحضارة زائلة
ولك أن تتصوّر لو غار البترول أو انتهى
فكيف سوف تكون الحياة من بعده ؟
كل ما تراه من حضارة بل ومن تسيير حياة الناس قائم على هذا البترول !

ويتحقق في هذه الحضارة قوله عليه الصلاة والسلام : حقٌّ على الله أن لا يرتفع شيء من الدنيا إلا وَضَعَه . رواه البخاري .

وهنا :
صحة حديث الجساسة والمسيح الدجال
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=11160

حول ما يزعم أنه المسيح الدجال ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=462

هل المسيح الدجال يمتلك أجهزة الإعلام ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=15067

هل الأعور الدجال هو الحضارة الغربية ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4839

سؤال عن صِحة علامات الساعة الكبرى ونزول عيسى بن مريم
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=9335

هل المسيح الدجال حي إلى خروجه ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=5507

والله تعالى أعلى وأعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية



رد مع اقتباس