عرض مشاركة واحدة

ناصرة السنة

مشرفة عامة


رقم العضوية : 46
الإنتساب : Feb 2010
المشاركات : 3,214
بمعدل : 0.58 يوميا

ناصرة السنة غير متواجد حالياً عرض البوم صور ناصرة السنة


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسم التوبـة والدعوة الى الله وتزكية النفس
افتراضي ما هي الشروط الواجب توفرها لكي أكون داعية ؟ و ما علي فعله حينذاك ؟
قديم بتاريخ : 12-03-2010 الساعة : 06:09 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم اهل المشكاة و احبتى في الله
ما هى الشروط الواجب توفرها لكى اكون داعية, و ما علي فعله حينذاك
جزاكم الله الف خير



الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته


يُشترط في الداعية :

الأول : الإخلاص ، وذلك بأن تكون دعوته وقصده وجه الله ، وأن يكون هدفه في ذلك نيل رضا الله ، وتعبيد الخلق للخالق ، وأن يكون الدين كله لله .
فإن الله عز وجل يُبارك في العمل اليسير إذا حُـفّ بالإخلاص ، ويكون له الأثر العظيم .

الثاني : العِلم بما يدعو إليه ؛ لأن من يدعو على غير علم وبصيرة يكون ضرره أكثر من نفعه ، ولذا قال الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم : (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَة أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ )
ولا يُشترط في العلم أن تكوني عالمة بل العلم بالأمر الذي تريدين الدعوة إليه ، لقوله عليه الصلاة والسلام : بلغوا عني ولو آية . رواه البخاري .

الثالث : الصبر على ما يلقاه المسلم من أذى في سبيل دعوته ، وقد أوصى لقمان ابنه فقال : (يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ)
فإن لم يصبر على ما يلقاه من أذى رجع من أول الطريق ، وتنازل عن دعوته ، ولو سلِم أحد من الأذى لسلِم من الأنبياء والرسل .

الرابع : حسن الأسوة ، وذلك بأن يكون الداعي إلى الله - رجلا كان أو امرأة - قدوة في أفعاله وأقواله ، فلا يقول قولا يُخالفه بفعله ، بل هو كما قيل :
وإذا بحثت عن التقيّ وجدته *** رجلا يُصدّق قوله بفِعالِ
ولأن الناس ينظرون في أخطاء من يتصدّى لدعوتهم فينظرون إلى أخطائه بالمجهر - كما يُقال - .
فعليه أن يكون أسوة حسنة ، وقدوة في دعوته .
فالمرأة التي تريد أن تدعو إلى التمسّك بدين الله عز وجل - مثلا - وهي لم تتمسّك أصلا بدِين الله ، كيف يُقبل منها .
يقول الناس : لو كان فيما يدعو إليه خير لتمسّك به هو !
أو يقولون : لو كان مُقتنعا بما يدعو إليه لأخذ به ، ونحو ذلك .

الخامس : الحِكمة والاتصاف بها ، وهي وضع الشيء في موضعه ، أو هي فعل ما ينبغي ، في الوقت الذي ينبغي ، كما ينبغي .
فربما كان القول هو المؤثر في ذلك الموقف ، وربما كان الوعظ والزجر ، وربما كان في الدعوة الفردية لشخص بعينه على حِدة ، وربما كانت الحكمة في الصمت في ذلك الموقف ... إلى غير ذلك مما تقتضيه الحكمة في الدعوة إلى الله عز وجل .

السادس : البدء بالأهم فالمهم
فلا يبدأ بتصحيح الآداب والعقائد لم تصح .
وهكذا تكون نظرة الداعية فاحصة لمجتمعه ومكانه وزمانه ، فليس كل مكان يُقال فيه ما يُقال في مكان آخر ، ولا الزمان أيضا .
بل لكل مقام مقال .
و

والله تعالى أعلى وأعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض


رد مع اقتباس