|
|
المنتدى :
قسـم الفتـاوى العامـة
هل تدخل خيالاتنا وأحلامنا ضمن حديث النفس ؟
بتاريخ : 13-03-2010 الساعة : 09:38 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيخ الفاضل/ عبد الرحمن السحيم حفظه الله ...
قال عليه الصلاة والسلام : إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ، ما لم تعمل أو تتكلم . رواه البخاري ومسلم، لي سؤال هنا .... هل تدخل خيالاتنا وأحلام اليقظة التي نعيشها وتمنياتنا الخيالية ضمن هذا الحديث

الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
كل ما كان ن حديث النفس فهو معفوّ عنه ما لم يخرج إلى حيّـز الوجود بحيث يكون كلاما أو فِعالاً . والواردات على النفس خمسة أشياء : هاجس وخاطر وحديث نفس ، وهذه معفو عنها. وهـمّ وعزم ، وهذه يؤجر عليها العبد أو يؤاخذ عليها .
ولذا قال عليه الصلاة والسلام فيما يروي عن ربه عز وجل : إن الله كتب الحسنات والسيئات ، ثم بيّن ذلك : فمن همّ بحسنة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة ، فإن هو همّ بها وعملها كتبها الله له عنده عشر حسنات ، إلى سبعمائة ضعف ، إلى أضعاف كثيرة ، ومن همّ بسيئة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة ، فإن هو همّ بها فعملها كتبها الله له سيئة واحدة . رواه البخاري ومسلم .
فالهمّ يؤجر عليهالعبد أو يؤاخذ عليه . وأعلى منه العزم . إلا أنه ينبغي أن لا ينساق المسلم وراء تلك الخيالات التي ربما تقوده إلى فعل أمر مُحرّم .
قال ابن القيم رحمه الله : أعلم أن ورود الخاطر لا يضر ، وإنما يضر استدعاؤه ومحادثته ، فالخاطر كالمارّ على الطريق ، فإن لم تستدعه وتتركه مرّ وانصرف عنك ، وإن استدعيته سحرك بحديثه وخِدعه وغروره ، وهو أخف شيء على النفس الفارغة الباطلة ، وأثقل شيء على القلب والنفس الشريفة السماوية المطمئنة . اهـ .
وقال أيضا : النظرة تولّد خطرة ، ثم تولد الخطرة فكرة ، ثم تولّد الفكرة شهوة ، ثم تولّد الشهوة إرادة ، ثم تقوى فتصبر عزيمة جازمة ، فيقع الفعل ولا بد ، ما لم يمنع منه مانع . اهـ .
والله تعالى أعلى وأعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
|
|
|
|
|