عرض مشاركة واحدة

عبق
عضو مميز
رقم العضوية : 8
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : في أرض الله الواسعة
المشاركات : 1,788
بمعدل : 0.32 يوميا

عبق غير متواجد حالياً عرض البوم صور عبق


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسم القـرآن وعلـومه
افتراضي هل الآية (وَقَدِمْنا إِلَى ما عَمِلوا مِن عَمَل فجعلْناهُ هباءً منثورًا) أخوف آية ؟
قديم بتاريخ : 15-03-2010 الساعة : 03:37 PM

السلام عليكم
رأيت هذا الكلام في أحد المنتديات و بدأ ينتشر عبر الإيميل فهل هو صحيح و هو كالتالي
أخوف أية في القرآن
>
>
>أتعلمون إن أخوف أية في القرآن هي قوله تعالى :{وقدمنا
>إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا} إنها حقا من
>أكثر آيات القرآن تخويفا للمؤمنين وتتحدث عن فئة من
>المسلمين تقوم بأعمال كجبال تهامة من حج وصدقات وقراءة
>قرآن وأعمال بر كثيرة وقيام ليل ودعوة وصيام وغيرها من
>الأعمال . وإذ بالله تعالى ينسف هذه الأعمال فيكون
>صاحبها من المفلسين وذلك لأن عنصر الإخلاص كان ينقص تلك
>الأعمال فليس لصاحب تلك الأعمال إلا التعب والسهر والجوع
>ولا خلاص يوم القيامة من العذاب والفضيحة إلا بالإخلاص
>ولا قبول للعمل إلا بالإخلاص .
فهل هذ الكلام له أصل ام لا
جزاكم الله كل خير





الجواب/



وإياك

في قوله تعالى : ( وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَل فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا )
قال القرطبي : هذا تنبيه على عِظم قدر يوم القيامة، أي قصدنا في ذلك إلى ما كان يعمله المجرمون من عملِ بِـرِّ عند أنفسهم . اهـ .

وكان السلف يتخوّفون من مثل هذه الآية أن يكونوا من أهلها ، فلا يأمنون على أنفسهم ، وكانوا يُنـزِّلون القرآن على أنفسهم
قال القرطبي : وقال سفيان الثوري في هذه الآية ( وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ ) : ويل لأهل الرياء ، ويل لأهل الرياء ، هذه آيتهم وقِصّتهم .
وقال عكرمة بن عمار : جزِع محمد بن المنكدر عند موته جزعا شديدا ، فقيل له : ما هذا الجزع ؟ قال : أخاف آية من كتاب الله ( وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ ) فأنا أخشى أن يبدو لي ما لم أكن أحتسب . اهـ .

وجاء نحو هذا عن الصحابة رضي الله عنهم
وروى البخاري في صحيحه أن عبد الرحمن بن عوف أُتيَ بطعام ، وكان صائما ، فقال : قتل مصعب بن عمير ، وهو خير مني ، كُفن في بردة ، إن غطي رأسه بدت رجلاه ، وإن غطي رجلاه بدا رأسه ، وأراه قال : وقتل حمزة وهو خير مني ، ثم بسط لنا من الدنيا ما بسط أو قال أعطينا من الدنيا ما أعطينا ، وقد خشينا أن تكون حسناتنا عُجلت لنا ، ثم جعل يبكي حتى ترك الطعام . وفي رواية للبخاري قال : لقد خشيت أن يكون قد عُجلت لنا طيباتنا في حياتنا الدنيا ، ثم جعل يبكي .
وما ذلك إلا خوفاً من أن يكون ممن قال الله فيهم : ( وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا ) .

ولما نزل قوله تعالى : ( لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا ) بلغت من المسلمين مبلغا شديداً ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قاربوا وسددوا ، ففي كل ما يصاب به المسلم كفارةٌ ،حتى النكبة ينكبُها ، أو الشوكة يشاكُها . رواه مسلم .

والشاهد أن سلف هذه الأمة كانوا يُنـزلون القرآن على أنفسهم ، كأنهم يُخاطَبُون به .

والله تعالى أعلى وأعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد


رد مع اقتباس