عرض مشاركة واحدة

ناصرة السنة

مشرفة عامة


رقم العضوية : 46
الإنتساب : Feb 2010
المشاركات : 3,214
بمعدل : 0.58 يوميا

ناصرة السنة غير متواجد حالياً عرض البوم صور ناصرة السنة


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : إرشـاد الشـبـاب
افتراضي حاولت الإقلاع عن التدخين ولم أنجح . بماذا تنصحونني فضيلتكم ؟
قديم بتاريخ : 19-03-2010 الساعة : 07:00 PM

حاولت الإقلاع عن التدخين ولم أنجح . بماذا تنصحونني فضيلتكم ؟



الجواب


أولاً : أن تَعلم أن مسؤول عن صحّتك ، فهي نعمة من أكبر الـنِّـعم ، والصِّـحَّـة لا تُقدّر بِثمن .

قال أبو الدرداء رضي الله عنه : الصحة غِنى الجسد .

وعن يونس بن عبيد أن رجلا شكا إليه ضِيق حاله ، فقال له يونس : أيسرك أن لك ببصرك هذا الذي تُبْصِر به مائة ألف درهم ؟ قال الرجل : لا . قال : فَبِيَدِك مائة ألف درهم ؟ قال : لا . قال فَرِجْلِيَك ؟ قال : لا . قال : فَذَكَّره نِعَم الله عليه ، فقال يونس : أرى عندك مئين ألوفا وأنت تشكو الحاجة !



ثانياً : أن تتذكّر عند شراء الدخّان أنك موقوف بين يدي الله مسؤول عن مالك : من أين اكتسبته ؟ وفِيمَ أنفقته ؟

قال صلى الله عليه وسلم : لا تزول قدم بن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس : عن عمره فِيمَ أفناه ؟ وعن شبابه فِيمَ أبلاه ؟ وماله من أين اكتسبه ؟ وفِيمَ أنفقه ؟ وماذا عمل فيما علم ؟ رواه الترمذي .



ثالثاً : أن تعلم أن المال في الحقيقة هو مال الله ، استخلفَك فيه ، لينظر ماذا تعمل فيه ؟

قال تعالى : ( وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ ) ، وقال تعالى : ( وَآَتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آَتَاكُمْ ) .

وقال صلى الله عليه وسلم : إن الدنيا حلوة خضرة ، وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون . رواه مسلم .



رابعاً : أن يكون تركك للتدخين لله ، فإن الله إذا عَلِم منك ذلك أعانَك على تركه .

قال ابن القيم رحمه الله : فائدة جليلة :

إنما يَجِد المشقة في ترك المألوفات والعوائد مَنْ تَرَكَها لغير الله ، فأما مَنْ تَرَكَها صادقاً مُخلِصا من قلبه لله فإنه لا يَجِد في تركها مشقة إلا في أوّل وَهْلَة لِيُمْتَحَن أصادق هو في تركها أم كاذب ؟ فإنْ صَبَرَ على تلك المشقة قليلا استحالت لذّة . قال ابن سيرين : سمعت شُريحاً يحلف بالله : ما تَرَكَ عبد لله شيئا فَوَجَدَ فَقْدَه . وقولهم : من ترك لله شيئا عوّضه الله خيراً منه ؛ حق . والعِوَض أنواع مختلفة ، وأجلّ ما يُعوّض به الأُنْسُ بالله ومحبته وطمأنينة القلب به ، وقوته ونشاطه وفرحه ورضاه عن ربه تعالى . اهـ .



خامساً : أقنِع نفسك بحقيقة لا تجهلها ، وهي أن الدخان ليس فيه منفعة واحدة ، وأضراره أكثر من أن تُحصى .

وقد ذَكَر بعض العلماء أن الحمار لا يُمكن أن يأكل أوراق شجر التبغ ! الذي يُصنَع منه الدخان أو يَدخل في صناعتها ليشربه بعض بني آدم !

وأثبت لنفسك أنك رجل !

فالرجل من يَغْلِب شهوته لا من تَغْلِبه شهوته .



وأنك تستطيع الصبر عنه ..

ولكن الشيطان يُسوّل للمدخِّن أنه لا يستطيع أن يَصبر عن التدخين ساعة !

قبل عدة أسابيع قابلت رجلا مُسِنّـاً في أحد المستشفيات ، وقد خَرَج من المستشفى لِـيُدخِّن ثم يَرجع إلى سريره !

فلما رأيته سألته : هل يُسمن هذا ويُغني من جوع ؟

قال : لا

قلت : فهل ينفعك : قال : لا .. بل يضرّ ، ولكني ابتُلِيت !

قلت : هل تصبر عنه ؟

قال : لا

قلت له : وفي رمضان كم تصبر عنه ؟!

قال : حوالي خمس عشر ساعة

قلت : فكيف صبرت عنه في رمضان ؟

قال : لأني صائم !

قلت : فأقنِع نفسك بأنك في رمضان ، وأن رمضان طيلة العام !

قال : لكن .. ما يأتي المغرب إلا وعيني على علبة الدخّان !

قلت له : وفي الظهر عينك على علبة الدخّان ؟

قال : لا .

قلت : اجعل نهارك كله ظهر رمضان !


فالمسالة تحتاج قناعة شخصية ، وإرادة قوية .

وقبل ذلك تحتاج إلى استعانة بالله ، وأن يكون ترك التدخين لله لا لغيره .

سادساً : الابتعاد عن المواطن والجلسات والأماكن التي تُعينك على المعصية ، وتُذكّرك بالتدخين .

واسأل الله أن يُجنّبك هذا الضار الْمُضرّ .

وهذا الخبيث الْمُنْتِن .

الذي لو لم يكن فيه نفع لكان خبيثا لِخُبْث رائحته .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مركز الدعوة والإرشاد


رد مع اقتباس