عرض مشاركة واحدة

ناصرة السنة

مشرفة عامة


رقم العضوية : 46
الإنتساب : Feb 2010
المشاركات : 3,214
بمعدل : 0.58 يوميا

ناصرة السنة غير متواجد حالياً عرض البوم صور ناصرة السنة


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسم القـرآن وعلـومه
افتراضي قوله تعالى : ( وإذا النفوس زوّجت ) .. هل يعني أن أهل النار يَتزاوجون ؟
قديم بتاريخ : 19-03-2010 الساعة : 07:12 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قوله تعالى : ( وإذا النفوس زوّجت ) .. هل يعني أن أهل النار يَتزاوجون ؟

وجزاكم الله خيراً .



الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

وجزاك الله خيراً

أول ما قرأت سؤالك تبادر إلى ذهني قوله سبحانه وتعالى : (احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ)

وكنت أعلم أنه ليس المقصود هنا الزوجات ، ولكن النظراء

ثم بحثت في تفسير البغوي والقرطبي وابن كثير فرأيتهم ذكروا معاني قريبة من هذا

روى النعمان بن بشير عن عمر بن الخطاب أنه سئل عن هذه الآية فقال : يُقرَن بين الرجل الصالح مع الرجل الصالح في الجنة ، ويقرن بين الرجل السوء مع الرجل السوء في النار ، وهذا قول عكرمة ، وقال الحسن وقتادة : أُلحق كل امرئ بشيعته : اليهودي باليهوديK والنصراني بالنصراني .

قال الربيع بن خيثم : يُحشر الرجل مع صاحب عمله ..

وقال عطاء ومقاتل : زوجت نفوس المؤمنين بالحور العين ، وقُرنت نفوس الكافرين بالشياطين . [وهذا لا يلزم منه زواج ، وإنما نفوس الكفار مع نفوس ذُكران الشياطين ]

وروي عن عكرمة قال: وإذا النفوس زوجت ، ُردّت الأرواح في الأجساد .

قال الحافظ ابن كثير : وقال بن أبي نجيح عن مجاهد ( وإذا النفوس زوجت ) قال : الأمثال من الناس جُمع بينهم . وكذا قال الربيع بن خثيم والحسن وقتادة ، واختاره ابن جرير ، وهو الصحيح .
وقال الإمام القرطبي :

فالتزويج أن يُقرن الشيء بمثله ، والمعنى وإذا النفوس قُرنت إلى أشكالها في الجنة والنار ، وقيل : يُضم كل رجل إلى من كان يلزمه من مَلك وسلطان ، كما قال تعالى : ( احشروا الذين ظلموا وأزواجهم ) وقال عبد الرحمن بن زيد : جُعلوا أزواجا على أشباه أعمالهم ، ليس بتزويج أصحاب اليمين زوج ، وأصحاب الشمال زوج ، والسابقون زوج . وقد قال جل ثناؤه : (احشروا الذين ظلموا وأزواجهم ) أي أشكالهم .

وقال عكرمة : ( وإذا النفوس زوّجت ) قُرنت الأرواح بالأجساد أي رُدّت إليها .

وقال الحسن : أُلحق كل امرئ بشيعته ؛ اليهود باليهود ، والنصارى بالنصارى ، والمجوس بالمجوس ، وكل من كان يعبد شيئا من دون الله يلحق بعضهم ببعض ، والمنافقون بالمنافقين ، والمؤمنون بالمؤمنين .

وقيل : يُقرن الغاوي بمن أغواه من شيطان أو إنسان على جهة البغض والعداوة ، ويُقرن المطيع بمن دعاه إلى الطاعة من الأنبياء والمؤمنين .

وقيل : قُرنت النفوس بأعمالها فصارت لاختصاصها به كالتزويج . اهـ .
فعلى يكون القول الآخر ضعيف ، وهو أنهم يُزوّجون بالنساء في النار .

والله أعلم


المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مركز الدعوة والإرشاد


رد مع اقتباس