عرض مشاركة واحدة

*المتفائله*

مشرفة عامة


رقم العضوية : 17
الإنتساب : Feb 2010
المشاركات : 706
بمعدل : 0.13 يوميا

*المتفائله* غير متواجد حالياً عرض البوم صور *المتفائله*


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم السنـة النبويـة
Lightbulb كيف نوفق بين هذا الحديث و بين من يقول بأن الأرض كروية
قديم بتاريخ : 21-03-2010 الساعة : 10:49 PM


السلام عليكم ورحمة الله

فضيلة الشيخ / عبد الرحمن السحيم حفظه الله

قال النبي صلى الله عليه وسلم " بينما رجل يمشي في حُلّة تعجب نفسه ، مُرَجّل جُمّته ، إذ خسف الله به فهو يتجلجل إلى يوم القيامة " متفق عليه .

وفي رواية الربيع عند مسلم " فهو يتجلجل في الأرض حتى تقوم الساعة "

فما هو الرد على من يقول بأن الأرض كروية فكيف يغوص فيها إلى يوم القيامة إذ لا بُدّ أن يَخْرُج مع الجهة الأخرى

أرجو منكم الردّ بِسرعة يا فضيلة الشيخ فأنا في حيرة من أمري أو إحالتي إلى من عنده علم بهذه المسألة وإذا كان هناك كتاب يرد على مثل هذه الأمور

أرجو إرشادي إليه





الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أولاً : نُصوص الوحيين – الكِتاب والسنة – لا يُمكن أن تتعارض مع بعضها ، كما لا يُمكن أن تتعارَض مع الواقع .

ثانياً: في هذا الحديث الصحيح بلا رَيب – ليس فيه النصّ على سُرعة تجلجل ذلك الرَّجُل ، فمن يَعترِض على ذلك يُسأل : هل جاء في هذه الأحاديث أنه يَغوص سريعا في الأرض ؟

وما هي المسافة التي يقطعها في كل يوم ؟

فلو كان ذلك كذلك ربما يَرِد الإشكال ..

وحتى على هذا التصوّر .. ما هو تصوّر حجم الأرضين السبع .

ثالثاً : الأرض – ولو كانت كُروية – فليستْ بِحجْم تلك الكُرة الأرضية التي تُعرَض على الطلاّب !

بل هي عظيمة ، وهي سبع أرضين .

رابعا – وأخيرا- :

يَجب أن يَتَّهِم الإنسان نَفْسَه وعَقْلَه قَبل أن يَتَّهِم نُصوص الشريعة بالتناقض ، أو التعارُض .

كما قال ابن القيم رحمه الله : لا يَـتَّهِم دَليلاً مِن أدِلّة الدِّين بحيث يَظنه فاسِدَ الدّلالة ، أو نَاقِص الدلالة ، أو قاصِرها ، أو أن غيرَه أولى منه .

قال : ومَتى عَرَض له شيءٌ من ذلك فليتّهم فَهمَه ، وليعلم أن الآفة منه ، البلِـيّة فيه .

كما قيل :

وكَم مِن عَائب قولاً صحيحا *** وآفته من الفهم السقيم

ولكن تأخذ الأذهان منه *** على قَدْر القَرائح والفُهوم

وهكذا الواقع في الواقع حقيقة أنه ما اتَّهَم أحَدٌ دَليلا للدِّين إلا وكان الْمُتَّهِم هو الفاسد الذهن ، المأفُون في عَقْله وذِهنه ؛ فالآفة مِن الذهن العَليل لا في نَفس الدليل !

وإذا رأيت مِن أدلة الدِّين ما يُشْكِل عليك ويَنْبُو فَهْمُك عنه ، فاعْلم أنه لِعَظَمَتِه وشَرَفه اسْتَعْصَى عليك ، وأن تَحْتَه كَنْزا مِن كُنوز العلم ولم تُؤتَ مِفْتَاحه بَعْد . هذا في حقّ نفسك .

وأما بالنسبة إلى غيرك فاتَّهِم آراء الرجال على نصوص الوحي . اهـ .

والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد


رد مع اقتباس