عرض مشاركة واحدة

عبد الرحمن السحيم

رحمه الله وغفر الله له


رقم العضوية : 5
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
المشاركات : 3,574
بمعدل : 0.64 يوميا

عبد الرحمن السحيم غير متواجد حالياً عرض البوم صور عبد الرحمن السحيم


  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : راجية العفو المنتدى : إرشــاد الـصــلاة
افتراضي
قديم بتاريخ : 23-03-2010 الساعة : 09:01 AM

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

لا يجوز للخطيب أن يخطُب يوم الجمعة جَالِسًا وهو يستطيع القيام .
قال تعالى : (وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا)
وأكثر العلماء على اشتراط القيام للخُطبة إلاّ في حال الْعُذر ، بل حَكى ابن عبد البر الإجماع على ذلك ، فقال : وأجمعوا أن الخطبة لا تكون إلاَّ قائما لمن قَدِر على القيام ، فإن أعْيَا وجلس للراحة لم يتكلم حتى يعود قائما . اهـ .
وفي حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قال : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ خُطْبَتَيْنِ وَهُوَ قَائِمٌ , يَفْصِلُ بَيْنَهُمَا بِجُلُوس . رواه البخاري ومسلم .
وفي مسند الإمام أحمد مِن حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب قائما على رجليه .
قال شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط مسلم .

وفي حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخطب قائما ، ثم يجلس ، ثم يقوم فيخطب قائما ، فمن نَبَّأك أنه كان يخطب جالِسًا فقد كَذَب . رواه مسلم .
قال الإمام الشافعي : لا تُجْزئ الجمعة بأقلّ مِن خُطبتين قائمًا ، فإن خَطب جَالِسًا وهو يُطيق لم يُجْزِه ، وإن عَلِمُوا أنه يُطِيق لم تُجْزِهم جمعة .
وقال النووي : وفي هذه الرواية دليل لمذهب الشافعي والأكثرين أن خطبة الجمعة لا تَصِحّ من القادر على القيام إلاَّ قائما في الخطبتين ، ولا يصح حتى يجلس بينهما ، وأن الجمعة لا تصح إلاّ بخطبتين . اهـ .
وأنْكر كعب بن عجرة رضي الله عنه على عبد الرحمن بن أم الحكم حين خَطب قاعدا ، فقال كعب رضي الله عنه : انظروا إلى هذا الْخَبِيث يَخْطُب قَاعِدًا ، وقال الله تعالى : (وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا) . رواه مسلم .

قال النووي : هذا الكلام يتضمن إنكار المنكر ، والإنكار على ولاة الأمور إذا خَالَفُوا السنة ، ووجه استدلاله بالآية أن الله تعالى أخبر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب قائما . اهـ .

وأما ما نُقِل عن عثمان وعن معاوية رضي الله عنهما مِن الجلوس في الخطبة فإنما هو لِعُذر .
روى عبد الرزاق عن ابن جريج قال قلت لعطاء : مَن أول مَن جعل في الخطبة جُلوسا ؟ قال : عثمان في آخر زمانه حين كَبُر وأخذته رِعدة ، فكان يجلس هنيهة ثم يقوم .
وروى ابن أبي شيبة عن الشعبي قال : إنما خطب معاوية قاعدا حيث كَثُر شَحم بطنه ولحمه .


والله تعالى أعلم .

رد مع اقتباس