هل النقاب واجب على كل امرأة ؟
الجواب :
إذا كان المقصود بالـنِّقَاب تَغطية الوجْـه فهو واجب على كلّ مسلمة حُـرَّة .
وقد كانت نساء الصحابة رضي الله عنهن يَحْتَجِبْن ويُغطِّين وُجُوهَهنّ ، بِخِلاف الإماء .
وقد كان عمر رضي الله عنه إذا رأى أمَـة مُتحجِّبَة ضَرَبها وأنْكَر عليها تَشَبّهَها بالحرائر مِن النساء .
وهذا قَد دلَّ عليه قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ) .
يَعني : تُعْرَف الْحُرَّة مِن الأمَـة فلا تؤذَّى ولا يُتعرَّض لها ؛ لِكرامتها وعُلأو قَدْرها .
ومع ذلك فقد نَصّ العلماء على أن الحجاب يَجب على الأمَـة إذا كان كشفها لِوجهها سيكون سببا للفتنة .
وقوله تعالى : (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ) هذا عام ، فإنه قد شَمِل زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وبناته وسائر نساء المؤمنين .
وهذا ما فَهِمته نساء الأنْصَار .
قالت عائشة رضي الله عنها : يرحم الله نساء المهاجرات الأول لما أنـزل الله : (وَلْيَضْرِبْنَ ِبِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ) قالت : شَقَقْنَ مُرُوطَهن فَاخْتَمَرْنَ بها . رواه البخاري .
والْخِمَار هو غِطاء الوَجْـه .
قال ابن عباس - في تفسير الآية - : أمَر الله نساء المؤمنين إذا خَرَجْن مِن بُيُوتِـهِن في حَاجَة أن يُغَطِّين وُجُوهَهن مِن فَوق رُؤوسهن بالجلابيب ويُبْدِين عَينـاً واحدة .
وقال ابن سيرين سألت عَبيدة السَّلماني فقال بِثَوبِه فَغَطَّى رَأسَه ووَجْهَه وأبْرَز ثَوْبَه عن إحْدى عَيْنَيه .
ولا يَرِد على هذا قَول مَن قال : إن الحجاب خاص بأمهات المؤمنين ؛ فإنَّ الآية واضِحة في النص على نساء المؤمنين عامة ( وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ )
وإنَّمَا اخْتَصَّتْ أمَّهَات المؤمنين بِحَجْب أشخاصهن ، وهذا قد دَلَّ عليه قوله تعالى : ( وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَاب ) .
وقد بَيَّن الشيخ الشنقيطي في مقدمة تفسيره " أضواء البيان " أن هذه الآية عامَّـة ، وأنه لم يُصِب مَن قال بأنها خَاصَّة .
وأدلّة تغطية الوجه بالنسبة للمرأة الْحُرَّة كثيرة مِن السُّـنَّـة .
وقد سبق بيان تلك الأدلّة هنا :
الـحجـاب عــادة
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=1888
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم